"يوم التروية" .. مشعر منى أول محطات الحج

news image

 

وكالة بث:
توافد حجاج بيت الله الحرام بالتوافد صباح اليوم الجمعة الثامن من شهر ذي الحجة 1445 هـ إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، ويبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودون إليها بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 - 11 - 12 - 13)، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجّل.

ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي "محسر".

ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم - عليه السلام - الجمار، وذبح فدي إسماعيل - عليه السلام -، ثم أكد نبي الهدى - صلى الله عليه وسلم - هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، وأسّتن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.

ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد "الخيف"، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال: "شهدت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف"، ومازال قائماً حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ.

ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففي السنة 12 من الهجرة كانت الأولى بمبايعة 12 رجلاً من الأوس والخزرج لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تلتها الثانية في حج العام الـ 13 من الهجرة وبايعه فيها - عليه السلام - 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه، الذي يقع من الشمال الشرقي لجمرة العقبة، حيث بنى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور مسجد البيعة في عام 144هـ، الواقع بأسفل جبل "ثبير" قريباً من شعب بيعة العقبة، إحياء لهذه الذكرى التي عاهد حينها الأنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمؤازرته ونصرته وهجرته والمهاجرين إلى المدينة المنورة.

كما نزلت بها سورة "المرسلات"، لما رواه البخاري عن عبد الله - رضي الله عنه - قال : بينما نحن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار "بمنى" إذ نزل عليه (والمرسلات) وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها.

أول محطات الحج.. استعدادات كبيرة

"يوم التروية" .. أول محطات مناسك الحج.
أكملت مختلف القطاعات جاهزيتها استعداداً لتوافد ضيوف الرحمن مستشعرين مناسكهم بكل طمأنينة وتحفهم عناية الرحمن.


جهزت وزارة الصحة مستشفى منى الشارع الجديد بسعة 50 سريراً، منها 13 سريراً للطوارئ، و2 سرير إنعاش ، و 3 أسرة عزل، وقسم للإجهاد الحراري وضربات الشمس، كما تم تجهيز أسرة خاصة لقسم الإسعاف والطوارئ بأجهزة حديثة لاستقبال الحالات الطارئة، كما يوجد بالمستشفى 10عيادات عامة وتخصصية، وقسم المناظير، ووحدة عزل ، ووحدة العناية المركزة بسعة 16 سريراً بكامل تجهيزاته الطبية ، وحدة غسيل الكلى بسعة 4 أسرة ، وقسم التعقيم ، وأقسام للتنويم، كما تم تجهيز المختبر بالمستشفى بأحدث الأجهزة الحديثة التي تعطي نتائج سريعة في وقت قياسي.
ومستشفى منى الطوارئ بسعة السريرية نحو 200 سرير، من بينها نحو 88 سريراً في قسم الطوارئ، إضافة إلى أسرة لعزل حالات الأمراض التنفسية وإنعاش القلب الرئوي، فيما بلغ عدد الأسرة المخصصة للعناية المركزة 34 سريراً، العيادات الخارجية في المستشفى بلغت 35 عيادةً، تشمل التخصصات العامة والتخصصية لخدمة الحجاج، والتعامل مع جميع الحالات، فيما تم تجهيز غرف عمليات مختلفة؛ منها غرف للولادة، إضافة إلى قسم المختبر المجهز بأحدث التقنيات والكوادر البشرية المؤهلة لإجراء جميع التحاليل والفحوصات الطبية، كما جهزت الأشعة المقطعية والتلفزيونية، وغرفة لمناظير الجهاز الهضمي وبنك الدم.
ومستشفى منى الوادي تبلغ السعة السريرية للمستشفى 160 سريراً موزعة على أسرة للحالات الطارئة والإنعاش القلبي، إضافة إلى أسرة للغسيل الكلوي وحالات الاشتباه بالأمراض التنفسية ، وغرف للعزل السالب، كما تم تخصيص أكثر من 20 سريراً لضربات الشمس تحسباً لأي حالات إجهاد حراري وإنهاك متوقعة، ويضم المستشفى في مرافقه غرفاً للعمليات ، وحالات الولادة ، ومناظير الجهاز الهضمي وبنكاً للتبرع بالدم، كما يشتمل على قسم للتعقيم وآخر للأشعة وأجهزة متحركة وجهاز ثابت، إضافة إلى أجهزة أشعة مقطعية وتلفزيونية، ومختبر مجهز لإجراء جميع التحاليل والفحوصات المخبرية ووحدة للغسيل الكلوي والمناظير .
ومستشفى منى الجسر حيث تبلغ السعة السريرية في المستشفى 150 سريرًا منها أسرة العناية الحرجة، وغرف عزل سالبة الضغط، وأسرة لخدمات الغسيل الكلوي، فيما يشتمل قسم الطوارئ على 40 سريراً تتضمن أسرة الإنعاش القلب الرئوي، وأسرة لمنطقة الملاحظة مجهزة لاستقبال حالات الإجهاد الحراري، وأسرة لمنطقة الضربات الحرارية، وأسرة طوارئ للأمراض التنفسية، فيما يحتوي قسم العيادات على عيادات مجهزة لخدمة جميع التخصصات، إضافة لخدمة الاستدعاء لبعض التخصصات، مثل الأطفال أو أمراض النساء والولادة، كما يوجد بالمستشفى غرف عمليات، وأخرى مجهزة لحالات الولادة، والمناظير، ويقدم المستشفى خدماته في شتى التخصصات الطبية العامة التي تشمل الطوارئ ، والعيادات العامة ، وقسم الجراحة العامة وقسم العظام والنساء والولادة، وقسم الباطنة العامة إلى جانب أقسام لحالات الأمراض التنفسية وأمراض الكلى والجهاز الهضمي، والعناية الحرجة بالإضافة لحالات الأمراض القلبية.

 

أعلنت الخدمات الصحية بوزارة الدفاع، استمرارها في تقديم خدمة الإسعاف الجوي في موسم الحج لهذا العام، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي، ورئاسة أمن الدولة ممثلة في طيران الأمن، حيث خصصت أحدث الطائرات في العالم، مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية الطارئة لتغطية نطاقات المشاعر المقدسة خلال موسم الحج.

وأوضح مساعد قائد البعثة العميد طبيب بندر بن محمد الجعيد أنه تم هذا العام تجهيز طائرات الإخلاء الطبي الجوي العامودية والنفاثة التابعة للخدمات الطبية للقوات المسلحة على مدار الساعة للمساندة في حالات الطوارئ ونقل من يتطلب وضعهم الصحي لمستشفيات القوات المسلحة المساند، مؤكدًا أن الإخلاء الطبي يسعى دائمًا لمواكبة كل جديد في مجال الخدمة الطبية الجوية المتطورة، وجهزت كمستشفيات طائرة إسعافية تستخدم في الداخل والخارج، تضم غرفاً للعمليات والإنعاش والعناية المركزة ومختبرات ووحدات للأشعة، وجهاز أكسجين يعمل لمدة 4 ساعات داخل الطائرة.
 

وأنهت الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني تجهيز مواقعها بالمشاعر المقدسة عبر عيادات ومركز للإجهاد الحراري وضربات الشمس في كل من مشعر منى وعرفة ، بمشاركة أكثر من 250 موظفاً وممارساً صحياً ، منهم قرابة 50 طبيباً في تخصصات تشمل العناية المركزة والقلب والطوارئ والباطنة والجراحة والنساء والولادة وجراحة العظام، وطب الأسرة والمجتمع ومكافحة العدوى، تتمثل في مشعر منى على 5 عيادات للرجال والنساء وللأمراض التنفسية، و26 سريراً للتنويم مع أسرة خاصة بالعناية المركزة، وغرف عزل للأمراض المعدية، وغرفة للعمليات الصغرى والضماد، وعيادة للأسنان, كما تتوفر الخدمات الصيدلية والمختبر والأشعة.


وتشارك هيئة هلال الأحمر خلال هذا العام بأكثر من 2540 من الكوادر الطبية الإسعافية والإدارية، ما بين أطباء وأخصائيين وفنيي إسعاف وطب الطوارئ، موزعين على 98 مركزاً إسعافياً في المنافذ وطرق الحاج والعاصمة المقدسة والحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة، وتستعين بنخبة من القوى البشرية الإدارية لرفع الجاهزية والتخطيط وتقديم الدعم اللوجستي لضمان الاستدامة التشغيلية للخدمة الإسعافية، بالإضافة إلى دعم قواتها البشرية من العاملين في الميدان بأكثر من 694 من أسطولها الإسعافي الذي يتكون من 320 سيارة إسعاف و 13 سيارة استجابة متقدمة و 7 طائرات إسعاف جوي وطائرتين للإخلاء الطبي و 15 دراجة نارية و 150 عربة جولف، و 150 سكوتراً كهربائياً، إضافة إلى 27 دراجة كهربائية و 10 باصات إسعافية، وسيارات خدمة لدعم العمل الإسعافي والإداري خلال مهمة حج هذا العام، حيث يعمل مع الهيئة هذا العام أكثر من 96 من العاملين في الترحيل الطبي بالعاصمة المقدسة، بالإضافة إلى أكثر من 595 متطوعاً يعملون تحت مظلة الفريق التطوعي في مختلف التخصصات الطبية والإسعافية.


وأنهت شركة كدانة هذا العام أبراج "كدانة الوادي" السكنية المتطورة ومتعددة الطوابق بمشعر منى تستوعب الأبراج الـ 10، أكثر من 30 ألف حاج بتصاميم حديثة مستوحاة من الهوية العمرانية للمشاعر المقدسة، الهادفة إلى تحسين المشهد الحضري وتقديم تجربة مطمئنة لضيوف الرحمن، ونفّذت الشركة مشروع كدانة الوادي 6 في 9 أشهر بالشراكة مع القطاع الخاص، وبمساحة بنائية وصلت إلى 165 ألف م2، مهتمة بتطوير البنى التحتية الرئيسة للمباني العشرة والحرص على استيعابها للسعة التخزينية للمياه بقرابة 6600م3، وسعة محطات الكهرباء بـ 33 ميجاواط، لتكون المباني الحديثة بمثابة نموذج تنافسي في خدمة ضيوف الرحمن.


ونفذت الشركة السعودية للكهرباء ربط المحطات المتنقلة جهد 110 ك.ف. بتكلفة 60 مليون ريال، حيث تم تشغيل هذا المشروع في 31 مايو 2024. يمتد المشروع على شبكة يزيد طولها عن 4 كم مع قدرة إجمالية للمحطات تصل إلى 147 م.ف.أ، مشاريع توصيلات المشتركين بالمنطقة المركزية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة بتكلفة تتجاوز 166 مليون ريال، فيما تتجاوز تكاليف مشاريع تعزيز الجهد المتوسط والمنخفض 36 مليون ريال، ومشاريع إحلال الشبكات وأتمتة محطات توزيع بالمنطقة المركزية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة بلغت تكلفتها 46 مليون ريال، علاوة على ذلك نفذت الشركة مشروع توصيلات المشتركين بمناطق إسكان الحجاج، الذي تزيد تكلفته عن 6 ملايين ريال، بالإضافة إلى عددٍ من مشاريع التوزيع النوعية التي من شأنها أن تسهم في تحسين توزيع الكهرباء مما يعزز من استقرار الخدمة الكهربائية ويضمن تلبية احتياجات الحجاج بشكل فعال، وإنشاء 22 مركز انطلاق بعرفات بتكلفة إجمالية تبلغ أكثر من 25 مليون ريال، و6 مراكز انطلاق بمِنى ومزدلفة بتكلفة تتجاوز 9 ملايين ريال، وذلك لضمان سرعة استجابة الفرق الفنية للبلاغات والتعامل معها وفق أعلى درجات الكفاءة والموثوقية، بالإضافة إلى إنشاء مبنى مجاور لمركز العمليات والتحكم بتكلفة تزيد عن 18 مليون ريال، و8 مبانٍ لسكن المرابطين بمحطات التحويل بتكلفة تتعدى 8 ملايين ريال.

واستعد قطار المشاعر عبر 9 محطات موزعة في المشاعر المقدسة، ترتبط بخط حديدي مزدوج يبلغ طوله 18 كيلومتراً، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار 72 ألف راكب بالساعة في الاتجاه الواحد، ويهيئ أكثر من 2000 رحلة؛ تعمل على تسهيل حركة تنقل ضيوف الرحمن من مواقعهم وإليها، فيما وتبلغ سرعة القطار 80 كيلومتراً في الساعة ويستطيع قطع المسافة بين منى وعرفات خلال قرابة عشرين دقيقة، ويتكون أسطول قطار المشاعر المقدسة من 17 قطاراً، تبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار الواحد ثلاثة آلاف راكب، في حين أن سعة القطار المقعدية تبلغ 20% من مجموع ركابه، لتبلغ بذلك طاقة قطار المشاعر المقدسة الاستيعابية 72 ألف راكب في الساعة الواحدة، ويسهم في نقل ما يزيد على 350 ألف حاج في حركته لنقل الحجاج بين مختلف المشاعر المقدسة وتم تصميم المحطات عدد أبواب الدخول والخروج للقطار والبالغ عددها 60 باباً لكل جانب حيث يُسهم قطار المشاعر المقدسة في نقل مئات الآلاف من الحجاج في كل حركة من حركاته المختلفة بين المشاعر.

وزارة البيئة والمياه والزراعة : أكثر من 2000 موظف يعملون على تقديم الخدمات المائية للحجاج هذا العام، حيث إن معدل الضخ اليومي يتجاوز 750 ألف متر مكعب في مكة المكرمة، ويصل إلى مليون متر مكعب أوقات الذروة يومي عرفة والعيد، كما وصلت كميات الخزن المائي إلى 3.2 ملايين متر مكعب، بجانب تنفيذ نحو 4100 فحص مخبري يومي لضمان جودة المياه المقدمة لضيوف الرحمن، لافتًا إلى أن الوزارة أطلقت 10 مشاريع تتجاوز قيمتها 158 مليون ريال لتطوير البنية التحتية ودعم الإمداد المائي.


وزارة النقل والخدمات اللوجستية:  مبادرة الإسفلت المطاطي المرن في ممرات المشاة بالمشاعر المقدسة لحج هذا العام في الطريق الموازي لطريق المشاة رقم 6 المؤدي إلى جبل الرحمة بمشعر عرفات، وعمل على تنفيذ المبادرة في أكثر من موقع ومنها المنطقة المحيطة بمسجد نمرة في عرفات بإجمالي مساحة تتجاوز 25 ألف متر مربع، مما يسهم في خفض درجة الحرارة بحوالي 20% مقارنة في باقي الطرق.

وفي هذا السياق أعلنت الهيئة العامة للطرق عن إطلاق مبادرة "جودة" لفحص وتقييم طرق المشاعر باستخدام الدرونز، حيث تتميز بإمكانية الوصول إلى الأماكن الصعبة كالعبارات والجسور والعقبات، بالإضافة إلى دورها في اختصار الوقت والجهد في عملية الفحص.
وتعمل تقنية الدرونز من خلال تقييم حالة الطريق، عبر استخدام المسح الحراري، كما تعمل على التأكد من نظافة حرم الطريق والتأكد من الأصول وحالتها مثل اللوحات والحواجز وكافة عوامل السلامة في الطريق، كما تعمل على قياس مستوى المياه الجوفية أسفل الطرق في حال وجودها.
 

وتعمل شركة الزمازمة على توزيع عبوات ماء زمزم على مساكن الحجاج التي تجاوزت 35 مليون عبوة من ماء زمزم حتى الخميس، موزعة على مساكن الحجاج ومراكز التوجيه على منافذ الدخول للعاصمة المقدسة.
وأوضح عضو مجلس إدارة شركة الزمازمة العضو المنتدب الدكتور ياسر بن سليمان شوشو, أن الفرق الميدانية عملت بكفاءة عالية على إيصال عبوات مياه زمزم إلى كافة المواقع التي يتواجد فيها الحجاج، مبيناً أن عمليات التوزيع تتم من خلال التسجيل في منصة زمزم الرقمية المرتبطة بمنصة (نُسك) التابعة لوزارة الحج والعمرة.