استضاف كلية الحاسب بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في مجلس الأثنينية .. أمير الشرقية: الذكاء الاصطناعي قادم بقوة ويتطور يوماً بعد آخر

news image


 

وكالة بث:

أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية أن الذكاء الاصطناعي قادم بقوة ويتطور يوماً بعد آخر، وأن من المهم الأخذ بما يحقق الفائدة، وقال سموه" العلم يسير في طريقه إلى الأمام، ونعول على مؤسساتنا التعليمية والبحثية والعلمية أن تأخذ بأسباب المعرفة حتى تواكب هذا التطور". 
جاء ذلك خلال استقبال سموه في مجلسه الأسبوعي "الاثنينية" بديوان الإمارة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية ، وأصحاب السمو والفضيلة والمعالي ومديري الجهات الحكومية، ومعالي رئيس جامعة  الإمام عبد الرحمن بن فيصل الأستاذ الدكتور عبدالله الربيش، وعميد كلية الحاسب الآلي وتقنية المعلومات الدكتور عبدالله المهيدب، وعدد من منسوبي الكلية حيث دار اللقاء حول " مساهمات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي والتعليمي " .
وأضاف سموه " نحن نعيش حاليا "البدايات" في عالم الذكاء الاصطناعي، ومن الطبيعي أن الإنسان عدو ما يجهل، حيث أن عالم الذكاء الاصطناعي وتطوراته المتلاحقة لاتزال خافية وتظهر لنا كل يوم، وقد يتصور الإنسان أن هناك محاذير تحيط بهذه التطورات التي لا نعلمها حتى الآن، فكل شيء له محاذير لكن الحوكمة هي المفتاح والتشريعات هي الأساس في كل أمر، وبالتالي هناك تشريعات لكل أمر وليس منطقيا أن نتأخر عن العالم فقط لمجرد الخوف من شيء هو مستقبل العالم".
ولفت سموه بأن ما نشهده من تطورات يحققها الذكاء الاصطناعي تدعونا للوقوف كثيراً، حيث أن مساهمة الذكاء الاصطناعي في الصحة على سبيل المثال مساهمة مهمة جداً، وسوف تخدم البشر في كل مكان بمشيئة الله، وهذه الخدمة لا يتخيلها الانسان في الوقت الحاضر.
وأشار سموه إلى أن "العلم يتطور، فإذا رجعنا بالذاكرة إلى الوراء لايمكن أن نتخيل ماوصل إليه العلم حالياً، فعلى سبيل المثال لننظر إلى الهواتف التي في أيدينا كيف كانت وكيف أصبحت الآن، أيضا قبل حوالي 45 عاما كان هناك مخاوف من إدخال الحاسب الآلي بوزارة الداخلية، وتحديداً في الجوازات خوفاً من الأخطاء، لكن لننظر الآن كيف ساهم الحاسب الآلي في تسيير العمل بهذا القطاع الحيوي وغيره من القطاعات الأخرى، واليوم نجد على سبيل المثال تطبيق "أبشر" أصبح من الأكثر استخداماً في الوطن".
وأكد سموه إلى ضرورة قيام كلية الحاسب الآلي بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بتوعية الجمهور بالفوائد التي سيحققها الذكاء الاصطناعي في حياتهم، وماهي الطموحات المرجوة منه مستقبلا وفي أي مجال حتى يكون الجميع على علم بهذه التطورات.
وأضاف سموه بأن "لكل مجال رجاله المتخصصين فيه، وحتى نحصل على الفائدة يجب أن يعمل كل شخص في التخصص الذي يجيده، فلا نستطيع أن نكون إداريين وأطباء في وقت واحد ولا نستطيع كذلك أن نكون إداريين ومعلمين في نفس الوقت".
وفي ختام كلمته دعا سموه الله عز وجل أن "ينفعنا بما علمنا وأن ينفعنا بما نحصل عليه من علم ومعرفة وأن يكون ما نتعلمه الآن وما يتوفر لنا من علوم ومعرفة في خدمة ديننا أولاً، وخدمة الإنسان والإنسانية ووطننا وأمننا وأماننا.
وخلال كلمته أعرب الدكتور عبد الله المهيدب عن شكره وتقديره لسمو أمير المنطقة الشرقية لإتاحة الفرصة للحديث حول اسهامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالي الصحة والتعليم، وجهود جامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل، وتحديداً كلية علوم الحاسب وتقنية المعلومات واسهاماتها في بناء القدرات البشرية والبحث والابتكار في هذا المجال.
وأشار إلى أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين -حفظهما الله- تعمل لكي تكون نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وحيث أن البيانات والذكاء الاصطناعي ترتبط بنحو 70% من مستهدفات رؤية السعودية الطموحة 2030، فقد وجه سمو ولي العهد -حفظه الله- بأن تكون المملكة من أفضل 5 دول عالميا في الذكاء الاصطناعي، ومن هذا المنطلق وإيماناً بدور جامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل بالمنطقة الشرقية في بناء القدرات البشرية والمساهمة في مستهدفات الرؤية، وبرعاية واهتمام من سمو أمير الشرقية وبتوجيهات الادارة العليا ممثلة برئيس الجامعة، تم إطلاق أول برنامج بكالوريوس في الذكاء الاصطناعي في المملكة عام 2019، وسبقه أول برنامج بكالوريوس في الأمن السيبراني والتحري الرقمي في المملكة في عام 2016، وتم الحصول على تجديد الاعتماد الدولي من هيئة الاعتماد الأمريكي ABET في عام 2023 لجميع برامج الكلية، وفي نفس العام تم الإعلان عن نتائج اختبارات جاهزية المعيارية من المركز الوطني للقياس التابع لهيئة تقويم التعليم، وتم الحصول على المركز الأول لخريجي برنامج الذكاء الاصطناعي على مستوى المملكة.
ولفت الدكتور المهيدب بأنه ودعما للبحث والابتكار في هذا المجال، جاري العمل على إنشاء كرسي أرامكو السعودية للذكاء الاصطناعي في جامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل للمساهمة في تطلعات الوطن في هذا المجال.
وبين بأن للذكاء الاصطناعي العديد من التطبيقات، وتم التركيز في الجامعة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحة نظراً لتميز الجامعة في المجال الطبي بعدد 7 كليات طبية و 3 مستشفيات جامعية وعدد من مراكز الأبحاث، ومن هذه التطبيقات يأتي أولاً "التشخيص المبكر "، حيث أن تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكنها التعرف على الأنماط غير الطبيعية في البيانات الصحية للتنبؤ بالأمراض قبل ظهور الأعراض الواضحة، فعلى سبيل المثال عن طريق تحليل صوت "السعال" للشخص وقياس وتحليل العلامات الحيوية من خلال الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية، وثانيا يتم مراقبة الحالة الصحية عن بعد واستدعاء الحالات الطارئة، مشيراً إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تقدم تحذيراً مبكراً ووقاية استباقية عن طريق استخدام أجهزة مراقبة العلامات الحيوية للتشخيص عن بعد من المنزل تشمل قياس درجة حرارة الجسم ومستوى الأكسجين في الدم ومعدل ضربات القلب وضغط الدم، والتنبيه عند ملاحظة ظهور مؤشرات لأعراض مرضية.
ولفت الدكتور المهيدب بأن الأمر الثالث هو اكتشاف الأدوية والتجارب السريرية حيث أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات البيولوجية والكيميائية لاكتشاف أدوية جديدة بسرعة أكبر وبتكلفة أقل، وأيضا تحسين تصميم وتنفيذ التجارب السريرية باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات واختيار المشاركين الأمثل، والأمر الرابع هو التنبؤ بالأمراض وانتشار الأوبئة ومراقبة الصحة العامة، حيث أن استخدام البيانات الضخمة وتقنيات التعلم الآلي للتنبؤ بانتشار الأمراض والأوبئة يساعد في اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة ، وايضا في تحليل البيانات الصحية العامة للمساعدة في الكشف المبكر عن انتشار الأمراض المعدية.  
وأضاف بأن الأمر الخامس هو المساعدات الصحية الذكية وأنظمة الجراحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل التطبيقات والروبوتات التي تقدم النصائح الصحية، وتذكر المرضى بتناول الأدوية، وتوفر المساعدة في إدارة الأمراض المزمنة، وأيضا تحسين دقة الجراحات وتقليل نسبة الأخطاء خلال الروبوتات الجراحية التي تعمل بتوجيه من الذكاء الاصطناعي.
وقال الدكتور المهيدب بأنه علي صعيد التعليم تلعب تطبيقات الذكاء الاصطناعي دوراً مهما في هذا المجال ، حيث تساهم في التنبؤ بالأداء الأكاديمي وتحليل البيانات التعليمية عن طريق تنبؤ مستوى وتحليل أداء الطلبة في المستقبل بناءً على بياناتهم الحالية والسابقة وتقديم التوجيه والإرشاد لهم، إضافة إلى تقديم تقارير مفصلة للمعلمين حول نقاط القوة والضعف لدى الطلاب والطالبات، إلى جانب أن التعلم المخصص والتعلم التكيفي "أنظمة التوصيات التي تعتمد على تحليل البيانات الخاصة بالطلاب" تقدم محتوى تعليمي مخصص يتناسب مع مستوى ومعرفة كل طالب، حيث تستخدم هذه الأنظمة الذكاء الاصطناعي لتكييف الدروس والأنشطة التعليمية بناءً على أداء الطالب واحتياجاته الفردية، كما أن التصحيح الآلي يعتبر من الأنظمة التي تقوم بتصحيح الواجبات والاختبارات بسرعة ودقة عالية لتوفير وقت المعلم وتغذية مراجعة سريعة للطالب، إلى جانب تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال استخدام الواقع الافتراضي والمعزز لتعليم أطفال التوحد وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشار الدكتور المهيدب إلى أن التعليم عبر الواقع الافتراضي والمعزز والمختبرات الافتراضية يتم باستخدام الواقع الافتراضي لتقديم تجارب تعليمية تفاعلية تحاكي الواقع في المجال الهندسي والطبي، مما يعزز الفهم العملي والنظري للمواد، وأيضا تمكين الطلاب من إجراء التجارب العلمية في بيئة افتراضية آمنة، بالإضافة إلى المساعدة التعليمية الافتراضية المساعدات الذكية مثل الروبوتات والدردشة الذكية التي تساعد الطلاب في حل المشكلات وتقديم الإجابات على أسئلتهم بشكل فوري.
وأوضح بأنه من أجل تعزيز البحث والابتكار والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، أقامت الجامعة مطلع هذا الشهر المؤتمر الوطني السادس لكليات الحاسب في الجامعات السعودية بعنوان (تعزيز التعاون نحو مستقبل تقني مبتكر ومستدام ليعكس أهمية التعاون المشترك بين كليات الحاسب والقطاع الخاص والعام والقطاع الثالث لتحقيق مستهدفات الوطن ورؤية السعودية 2030  ، حيث تساهم 35 كلية حاسب بتعليم 77 الف طالب وطالبة بمشاركة 3500 عضو هيئة تدريس تقدم لهم كليات الحاسب 142 برنامج بكالوريوس و 96 برنامج ماجستير و 15 برنامج دبلوم و 7 برامج دكتوراه، وعقد على هامش المؤتمر اللقاء الثامن عشر للجنة عمداء كليات الحاسب برحاب الجامعة.
حضر المجلس وكيل إمارة المنطقة الشرقية الأستاذ تركي بن عبدالله التميمي.