الملك عبدالعزيز في مجلس أمير القصيم
في جلسة أمير منطقة القصيم الأسبوعية الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز ، مع المواطنين، يكون محور الحديث، الوطن وشمائل القيادة، واشؤون المواطنين .
هذا الأسبوع في قصر التوحيد بمدينة بريدة، تفردت الجلسة بندوة عن الملك عبدالعزيز تحت عنوان " الملك عبدالعزيز واستصلاح الرجال".
وتحدث الأمير الدكتور فيصل بن مشعل قائلاً: " الملك عبدالعزيز - رحمه الله - تفرد واشتهر بخصلة عظيمه وهي خصلة "استصلاح الرجال" واحتواء الرجال وتكريمهم وتحويلهم إلى أصدقاء بتوفيق الله ثم دهائه وبعد نظره لتحقيق وحدة القلوب وكسب مواقف الخصوم, مبينا على مقولة سيدي الملك سلمان ـ حفظه الله ـ "كل من عارض الملك عبدالعزيز وبقي على قيد الحياة عاد ليصبح في صفة بعد أن رأى حسن خلقه وتعامله الصادق مع الجميع", يؤكد على أن الدولة اتخذت منهج قول الله تعالى "أدفع بالتي هي أحسن" اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في حسن التعامل ولمصلحة المجتمع والوطن.
وقال سموه : حري بنا أن نبرز بكل فخر ونتحدث أمام الجميع بجهود وبطولات موحد هذه البلاد المباركة وقيادتها ـ أعزها الله وليس فقط باليوم الوطني بل نستمر نفتخر بهم ونعطيهم مايستحقون ونسلط الضوء على ماقدموه من بطولات وخصال فريده مشرفة لتطلع الأجيال على ماقدمه المؤسس وجيل الرواد رحمهم الله تعالى.
وأشار سموه على أن الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ جعل من خصومه أصدقاء واصبحوا من أخلص رجاله بل وصاهر اعدائه وكسب قلوبهم وقام بتوطين البادية على الهجر وكفل لهم مصادر معيشتهم وحفظ لشيوخ القبائل قيمتهم ومكانتهم تقديرا لمواقفهم واستمر هذا المنهج الحكيم والذي يهدف إلى الوحدة وتوحيد القلوب, موجهاً سموه جامعة القصيم بجمع ما تم طرحه في الجلسة وإصدار مؤلف يحمل إسم "سياسة الملك عبدالعزيز في استصلاح الرجال" مدعماً بالوثائق التاريخية والمواقف المشرفة لمؤسس هذا الكيان العظيم.
وتحدث في الندوة الأستاذ في قسم التاريخ بجامعة الإمام الدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد, على أن إمارة آل سعود ومنذ انطلاقتها عام 850هـ في الدرعية وقيام الدولة السعودية الأولى عام 1107هـ , والدولة السعودية الثانية عام 1240هـ , والحدث العظيم في استرداد الملك عبدالعزيز للرياض عام 1319هـ , والعديد من الظروف المحلية والدولية التي جرت أوصلته ـ طيب الله ثراه ـ لأن يكون ذات صفات قيادية تميزت بالشجاعة والسخاء والعفو والنزاهة والعدل والوفاء وحسن التصرف والمثابرة وقوة العزيمة التي منحت الطاقة لأبناء الوطن وفهم السياسة الدولية والظروف المحلية.
وأشار الدكتور الحميد على أن قوة الذاكرة والملاحظة والفطنة والدهاء منحت الملك عبدالعزيز كريزما وهالة من النبل والحكمة والقدرة على الكتمان وحسن اختيار الرجال وحسن التعامل والاحتواء, مبيناً على أن كلمة "يا عصابة راسي" التي يذكرها ـ طيب الله ثراه ـ فعلت مفعولها في النخب والأهالي لدى أبناء هذه البلاد المباركة في شحذ الهمم وتوحيد القلوب لدى كل من يعمل بحد وإخلاص لهذا الوطن وأبناءه.
بعد ذلك نطرق وكيل كلية العلوم والآداب بمحافظة الرس الدكتور محمد بن عبدالرحمن السلامة على أن ما قدمه الملك عبدالعزيز من تحقيق وحدة وطنية ونبذ الفرقة واستتباب الأمن والاستقرار وزوال الظلم والخوف والاحقاد وانتشار العدل وتأليف قلوب الخصوم والأعداء وحفظ مكانتهم وإكرامهم تلخص في قدرته الفائقة في منهج استصلاح الرجال, وأن أدق التفاصيل التي قام بها في تعامله مع الخصوم وصفحه عنهم منح مزيداً من الثقة في اصدار العديد من القرارات النافعة, وتحول غالبية من عفا عنهم إلى رجال مخلصين له ولحكومته وقاموا بالعديد من المهام السياسية والعسكرية النافعة والخادمة للوطن, مبيناً على أن ما يمتلكه ـ طيب الله ثراه ـ من إنسانية وعبقرية في قدرته على تطبيق منهج "العفو عند المقدرة" جعل منه قائداً عبقرياً يزن الأمور بموازين دقيقة وجعلت من هذا النهج منطلقاً منه تجاه "استصلاح الرجال".
عقب ذلك شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم منهج الملك عبدالعزيز في استصلاح الرجال وعدد من الأمثلة والتعاملات والصفات القيادية له ـ طيب الله ثراه ـ والتي قادت إلى صناعة وكسب العديد من القيادات والقلوب التي ساهمت بعد ذلك في البناء والتنمية.