المكتب الدولي للمعارض يبدأ مناقشة وتقييم ملف استضافة مدينة الرياض معرض "إكسبو الدولي 2030"
وصل أعضاء بعثة المكتب الدولي للمعارض إلى العاصمة الرياض - الأحد - في زيارة تستمر خمسة أيام، وذلك لبدء عملية مناقشة وتقييم ملف ترشّح المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 في مدينة الرياض.
ويرأس البعثة رئيس لجنة الإدارة والميزانية للمكتب الدولي للمعارض باتريك سبيشت، يرافقه كل من الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديمتري كيركنتزس، والدكتورة إيفا ديسكاريجا غارسيا، ممثلةً عن دولة أندورا، ومعالي كارين ماي هيل، أو بي إي، ممثلًا عن دولة أنتيغوا وبربودا، وألدوين ديكيرز، ممثلًا عن مملكة بلجيكا، بالإضافة إلى عدد من أعضاء فريق المكتب الدولي للمعارض.
وعبّر معالي الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض الأستاذ فهد بن عبدالمحسن الرشيد عن ترحيبه بالبعثة، قائلاً : "يسرنا أن نُرحّب ببعثة المكتب الدولي للمعارض في المملكة العربية السعودية، ليطلعوا على مدى استعدادنا لاستضافة المعرض"، مبيناً أن هذه الزيارة ستُشكل فرصة مهمة لأعضاء البعثة للتعرف على المشاريع الواعدة التي تشهدها العاصمة، والتي ستجعل منها وجهة عالمية مثلى للسياحة والاستثمار، مضيفاً أن ملف المملكة لاستضافة هذا المحفل العالمي يحظى باهتمام كبير ومتابعة متواصلة من قبل القيادة الرشيدة -حفظها الله-.
وأضاف معاليه: "تتضافر جهود جميع الجهات من القطاع الخاص والعام للإسهام في الفوز بالاستضافة، وتفاعل سكان مدينة الرياض الذي نشهده سيلعب دورًا محوريًا في إقامة نسخة استثنائية من هذا المحفل العالمي.
وخلال الزيارة، سيجتمع أعضاء بعثة المكتب الدولي للمعارض مع عددٍ من الوزراء، بالإضافة إلى الخبراء المختصين، بهدف مناقشة الجوانب الفنية المختلفة التي تم تقديمها سابقًا في ملف ترشّح الرياض إكسبو 2030، في شهر سبتمبر من عام 2022م.
وكجزء من مرحلة تقييم ملفات الترشّح للفوز باستضافة معرض إكسبو الدولي 2030، ستعمل بعثة المكتب الدولي للمعارض على مناقشة جدوى ملفات الترشح المقدمة من الدول المتنافسة إلى المكتب الدولي للمعارض، ويتضمن هذا التقييم الذي يُعد خطوة ضرورية للنظر في ملفات ترشّح الدول المتنافسة، النظر في دوافع الترشح لكل مدينة متنافسة، ومدى قيمة وجاذبية موضوع المعرض المقترح، والاطلاع على الموقع المقرر لإقامة المعرض، وكيفية إعادة استخدامه بعد انتهاء فترة إقامة المعرض، بالإضافة إلى حجم الدعم المحلي والحكومي للمشروع، والمشاركة المتوقعة وخطة الجدوى المالية.
كما ستتم مناقشة نتائج البعثة من قبل اللجنة التنفيذية للمكتب الدولي للمعارض في شهر مايو من العام الجاري، وخلالها ستقرر اللجنة التنفيذية الموافقة المبدئية على الترشيحات الأكثر مناسبة وقابلية للتطبيق، وفي شهر نوفمبر من العام الجاري سيتم التصويت خلال انعقاد الجمعية العمومية 173 للمكتب الدولي للمعارض، وذلك من قبل الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض لاختيار الدولة المضيفة لمعرض إكسبو 2030، حيث سيتم ذلك عن طريق الاقتراع السري وفق مبدأ "صوت واحد" لكل دولة.
وكانت المملكة العربية السعودية قد اقترحت في ملف ترشّح (الرياض إكسبو 2030)، موضوعاً رئيساً للمعرض هو "معاً نستشرف المستقبل"، والذي تهدف من خلاله إلى توفير منصة تتيح للمجتمع الدولي التعاون الوثيق لاستشراف المستقبل، وتطوير حلول مبتكرة ورائدة تسهم في معالجة التحديات الملحة التي تواجه العالم، وترفع مستوى الوعي بها.
يُذكر أن المملكة قد أعلنت عن نيتها الترشّح لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 في العاصمة الرياض في شهر أكتوبر من عام 2021، ومنذ ذلك التاريخ قدم الوفد الممثل لملف الترشّح بقيادة الهيئة الملكية لمدينة الرياض ثلاثة عروض تقديمية إلى الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض.
وعقدت بعثة المكتب الدولي للمعارض التي تزور الرياض حالياً، أولى ورش العمل لتقييم الملف الذي تقدمت به المملكة لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 بمدينة الرياض، وذلك ضمن إجراءات المكتب لتحديد الدولة المستضيفة للمعرض.
وأُقيمت ورشة العمل الأولى بحضور معالي الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض الأستاذ فهد بن عبدالمحسن الرشيد، وأعضاء بعثة المكتب الدولي للمعارض، وعددٍ من ممثلي الجهات ذات العلاقة، جرى خلالها استعراض مقومات ترشح مدينة الرياض لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030، إضافةً إلى القيمة المضافة والنقلة النوعية التي ستقدمها نسخة المعرض في حال اختيار الرياض لاستضافتها.
وأكد الرشيد خلال الورشة ما تمتلكه الرياض من ميزات نسبية تجعلها قادرة على الخروج بنسخة استثنائية من المعرض، في ظل متابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض -حفظه الله- على هذا الملف، وتكامل الجهات الحكومية للوفاء بكل الالتزامات المقدمة في ملف الترشيح، وتفاعل سكان مدينة الرياض، والسجل الطويل الحافل بالنجاحات في احتضان الفعاليات الكبرى التي باتت الرياض جاذبة لها.
إثر ذلك عقد أعضاء البعثة اجتماعاً مع معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، جرى خلاله استعراض تفاصيل التزام المملكة المالي بدعم المعرض، حيث أكد معاليه التزام المملكة التام بتهيئة السبل لاستضافة المعرض وتمويله، بما في ذلك توفير النفقات الأساسية والتشغيلية التي تضمن نجاح المعرض، وأن تكون نسخته في الرياض استثنائية تجعل منه منصةً عالميةً تستشرف المستقبل وتستجيب للتحديات التي تواجه العالم.
وقال الجدعان: إن الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي شهدتها المملكة، المنبثقة من "رؤية السعودية 2030" أسهمت في دفع وتسريع وتيرة النمو الذي حققته المملكة، حيث تم تنفيذ حزمة من البرامج والمشروعات أسهمت في تحقيق مستهدفات الرؤية الطموحة، منوهاً إلى أن معرض الرياض إكسبو 2030 يأتي ضمن مبادرات المملكة التي ستسهم في توفير فرص اقتصادية متنوعة، وتحقيق إيرادات للعديد من القطاعات الرئيسة في مدينة الرياض، ورفع جودة حياة سكانها وزوّارها.
وخلال برنامج اليوم الأول للزيارة، تعرّف أعضاء بعثة المكتب الدولي للمعارض على بعض الشواهد الحضارية والفنية والتنوع الثقافي للمملكة، خلال جولتهم في المتحف الوطني في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالمربّع ووقوفهم على العمق الحضاري الذي تزخر به هذه الأرض.