خارطة الطريق في الخطاب الملكي.. والتأكيد في حديث ولي العهد
تقرير - عبدالله العميره
مايميز المملكة العربية السعودية أنها وضعت إستراتيجية، غير مسبوقة في تاريخ المملكة ، ولا في العالم .
رؤية 2030 ، استراتيجية، أو خارطة طريق نحو بناء دولة عصرية وشعب متطور.
عن الرؤية يقول خادم الحرمين الشريغين الملك سلمان بن عبدالعزيز : ” هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً و رائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك”.
كما يقول عنها مهندس الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ” : إنها تعبر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا. وهي ترسم تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية جديدة غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر”.
ما يميز الرؤية ، أنها خارطة واضحة المعالم ، ليس للسعوديين ، بل للعالم ـ باعتبار أن دول العالم المتقدم شريك أساسي في بناء الحضارة الإنسانية من خلال (الشراكات) المتعددة في البناء.
تأكديدات القيادة السعودية في نهاية الأسبوع من خلال الخطاب الملكي السنوي، أو حديث ولي العهد الذي أبان بكل شفافية ماتحقق من منجزات، والنظرة إلى المستقبل، وهو تأكيد العزم على السير قدماً باتجاه تنفيذ تلك الإستراتيجية.
سأذكر مقتطفات من خطاب خادم الحرمين الشريفين، فبالإضافة إلى حديثة - حفظه الله - عن دور المملكة في مكافحة جائحة كورونا، ودورها الكبير في استقرار أسواق النفط، ومكافحة الإرهاب .. وبذل الغالي والنفيس لإنجاز المشاريع الضخمة الكبرى في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، لتسهيل أداء الحج على المسلمين القادمين من كل فج عميق.
وأيضا حديثه - حفظه الله - عن مكافحة الفساد.
وعن الإرهاب ودور دول أقليمية في دعم الإرهاب .
ودهم المملكة للأشقاء، من أجل الإستقرار.
تحدث الملك سلمان عن ؤية المملكة العربية السعودية 2030 هي خارطة طريق المستقبل أفضل لكل من يعيش في هذا الوطن الطموح ، وإسهام الرؤية في البناء والتأسيس، وتحقيق مجموعة من الإنجازات على عدة أصعدة، أبرزها تحسين الخدمات الحكومية، ورفع نسبة التملك في قطاع الإسكان، وتطوير قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة، واستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع وسوق العمل. والإستعداد لمرحلة دفع عجلة الإنجاز والتي تتسم بتمكين المواطن وإشراك القطاع الخاص بشكل أكبر وزيادة فاعلية التنفيذ.
وجاء حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، بتفاصيل وأرقام تركد أن المملكة ماضية في تنفيذ استراتيجيتها بكل عزيمة.
أذكر بعضاً مما جاء في حديث سمو ولي العهد..
قال سموه في بداية الحديث: “أن المملكة العربية السعودية تعد أحد أكبر وأهم اقتصاديات العالم، ونسعى بجدية للعمل على مضاعفة حجم الاقتصاد وتنوعه. ولمتابعة تحقيق ذلك، نعتبر في الحكومة الناتج المحلي غير النفطي هو المؤشر الرئيسي لنجاح خططنا الاقتصادية، لأن الناتج المحلي الإجمالي يتأثر بطبيعة الحال بتقلبات كميات انتاج النفط، ولا تعتبر الحكومة هي المحرك الرئيسي لها “.
وأشار سموه” في عام 2016، كانت قيمة الناتج المحلي غير النفطي تقدر بـ 1.8 ترليون ريال، وبدأنا في المملكة وضع خطط لمضاعفة ذلك بوتيرة سريعة”.
كما تحدث عن جهود المملكة في تعزيز الإيرادات غير النفطية وتأثيرها على الاقتصاد.
ونوه سموه ببرامج الرؤية المرتبطة بالقطاعات الخدمية الأساسية ، وضرب مثالاً بقطاع الإسكان. الذي واجه لعقود طويلة تحديات، سببها الأساسي غياب التخطيط وضعف حوكمة العمل الحكومي.
وضعت استراتيجية المملكة لها الحلول الجذرية، وشهد أبناء المملكة والعالم، ووصلت نسبة تملك المواطنين للمساكن اليوم الى 60%، متجاوزة الهدف بـ 8%”.
وتطرق سموه إلى التطور الذي تم والانجازات التي تحققت في القطاع الرقمي وأوضح “حققت المملكة العربية السعودية المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى دول مجموعة العشرين في الثلاث سنوات الماضية، وقفزت 40 مركزاً في مؤشر البنية التحتية الرقمية للاتصالات وتقنية المعلومات. وضعنا استثمارات تجاوزت 55 مليار ريال في البنية الرقمية للمملكة.
وأكد سمو ولي العهد إلى مساهمة صندوق الاستثمارات العامة في تنمية الاقتصاد قائلاً ” أصبح صندوق الاستثمارات العامة أحد المحركات الأساسية لنمو الاقتصاد السعودي. استطعنا مضاعفة حجم صندوق الاستثمارات العامة من 560 مليار ريال الى ما يزيد عن 1.3 ترليون ريال تقريباً، وبخطى ثابتة نحو تحقيق هدف رؤية 2030 بأن تتجاوز أصول الصندوق 7 ترليون ريال.
وفيما يخص الحملة المستمرة للقضاء على الفساد في المملكة، ذكر سمو ولي العهد “لقد انتشر الفساد في المملكة العربية السعودية خلال العقود الماضية .. وأعتبر هذه الآفة العدو الأول للتنمية والازدهار وسبب ضياع العديد من الفرص الكبيرة في المملكة العربية السعودية. هذا الشيء أصبح من الماضي ولن يتكرر بعد اليوم.
ونوه سمو الأمير محمد بن سلمان إلى جهود المملكة في مكافحة آفة الإرهاب والتطرف قائلاً “كانت ظاهرة التطرف بيننا بشكل مستشري، ووصلنا الى مرحلة نهدف فيها، في أفضل الأحوال، إلى التعايش مع هذه الآفة. لم يكن القضاء عليها خياراً مطروحاً من الاساس. ولا السيطرة عليها أمر وارد. لقد قدمت وعود في عام 2017 بأننا سنقضي على التطرف فوراً، وبدأنا فعلياً حملة جادة لمعالجة الأسباب والتصدي للظواهر. خلال سنة واحدة، استطعنا أن نقضي على مشروع أيديولوجي صُنع على مدى 40 سنة.
وأكد سموه بأن المملكة العربية السعودية تشهد نقلة نوعية في قطاعات جديدة وواعدة نظراً لما تمتلكه المملكة من ارث ثقافي وتنوع جيوغرافي وديموغرافية فريدة من نوعها تتيح للمملكة أن تكون في مصاف أكبر الدول في قطاعات السياحة والثقافة والرياضة والترفيه وغيرها.
وفي قطاع الرياضة أوضح سموه “لقد ارتفعت نسبة المواطنين الممارسين للرياضة من 13% في 2015 إلى 19% في عام 2019. ونمت مساهمة القطاع في الناتج المحلي من 2.4 مليار ريال في 2016 إلى 6.5 مليار في 2018 بزيادة تقدر بـ 170% خلال عامين فقط.
وفي قطاع الترفيه أشار سموه “لقد حرصنا على تسهيل الحصول على تراخيص الفعاليات مما نتج عنه ارتفاع عدد الفعاليات المقامة في المملكة إلى أكثر من 3400 فعالية في 2019 ساهمت في رفع معدلات الانفاق للمواطنين والمقيمين والزوار والسياح داخل المملكة العربية السعودية.
وفي قطاع الثقافة نوه سمو ولي العهد ” لقد كان الانخراط في المجالات الثقافية من الممنوعات ولكننا اليوم نرى وزارة الثقافة تنشئ 11 هيئة تعمل بشكل قوي على تنمية كافة القطاعات الثقافية مما له أثر كبير جداً على خلق الوظائف وتنمية الاقتصاد وتحسين جودة الحياة وجعل وطننا أكثر قدرة على استقطاب الكفاءات العالمية والسياح.”
وأضاف سمو ولي العهد “أن لقطاع الفضاء أثر مباشر على الاتصالات والتقنية وله ارتباط بالكثير من القطاعات مثل البيئة والنقل وغيرها، وسيكون ممكنا أساسيا للعديد من القطاعات في المستقبل القريب. لذلك حرصت أن أرفع لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله – في عام 2018 بتأسيس هيئة للفضاء واقتراح مجلس إدارة لها. والآن نعمل من خلال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والجهات المختصة على اعتماد استراتيجية المملكة للفضاء للعشر سنوات القادمة، وتكليف هيئة الفضاء بتنفيذها، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها في فترة لاحقة.”
وأضاف سموه “إن اصلاح بيئة العمل وتطوير الخدمات ممكن رئيسي، فعلى سبيل المثال تم تخفيض إجمالي متطلبات التراخيص الاستثمارية بنسبة 50%، واصدار السجلات التجارية وتراخيص البلدية بشكل فوري والكتروني، وتخليص الحاويات في 24 ساعة بعد أن كانت تصل إلى أسبوعين، وتم إطلاق ما يزيد عن 279خدمة في منصة “أبشر” يستفيد منها 18 مليون مستفيد، بالإضافة إلى منصة “ناجز” التي ساهمت في استقبال عشرات الآلاف من الخدمات العدلية الإلكترونية، وإنجازها خلال دقائق.”
وتطرق سمو ولي العهد إلى جهود المملكة العربية السعودية في ملف الحقوق، وأشار “المرأة السعودية.
وأضاف سموه ” فيما يخص حقوق الوافدين، فقمنا بإجراءات متعددة لإعادة هيكلة العلاقة التعاقدية بما يحفظ حقوقهم ويساهم في رفع درجة النضج في سوق العمل.
واختتم سمو الأمير محمد بن سلمان حديثه “هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق بدون إيمان وعمل المواطن السعودي الذي أصبح اليوم سبّاق في المبادرة والإنجاز والعمل. وقد كلفت معالي وزير الاعلام والوزراء المعنيين بعقد مؤتمر صحفي دوري لمناقشة مستجدات أعمال الحكومة وتفعيل قنوات التواصل مع كافة الفئات، والإجابة على الاستفسارات والأسئلة.