صندوق النقد الدولي يحذّر: الاقتصاد العالمي يشهد أكبر تحدّي منذ الحرب العالمية الثانية

مروة شاهين - بث: 
حذر صندوق النقد الدولي من التشرذم الجغرافي الاقتصادي في الوقت الذي يجتمع صناع القرار وقادة الأعمال بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.
و في هذا السياق قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، إن الاقتصاد العالمي يواجه أكبر اختبار له منذ الحرب العالمية الثانية، حيث أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم الآثار الاقتصادية المتبقية من أزمة Covid-19، مما أدى إلى تراجع النمو. ودفع التضخم إلى أعلى مستوياته في عدة عقود.
و أدى الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والطاقة إلى الضغط على الأسر في جميع أنحاء العالم، بينما تقوم البنوك المركزية بتشديد السياسة النقدية لكبح جماح التضخم، مما يفرض مزيدًا من الضغط على الدول والشركات والأسر المثقلة بالديون، بحسب تقرير نشرته شبكة سي ان بي سي الاقتصادية الأميركية.
وأوضحت جورجيفا انه عندما يقترن الارتفاع الحاد في التقلبات في الأسواق المالية والتهديد المستمر من تغير المناخ، فإن العالم يواجه التقاء محتملا للكوارث.
وقالت جورجيفا: «ومع ذلك، فإن قدرتنا على الرد تعوقها نتيجة أخرى للحرب في أوكرانيا، الخطر المتزايد بشكل حاد للتفتت الجغرافي الاقتصادي،  خصوصاً تصاعدت التوترات بشأن التجارة ومعايير التكنولوجيا والأمن لسنوات عديدة، مما يقوض النمو والثقة في النظام الاقتصادي العالمي الحالي».
وأضافت أن عدم اليقين بشأن السياسات التجارية وحدها أدى إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 1% تقريبًا في عام 2019، وفقًا لأبحاث صندوق النقد الدولي، وحوالي 30 دولة قد قيدت جارة الغذاء والطاقة والسلع الأساسية الأخرى.
وحذرت جورجيفا من أن المزيد من التفكك سيكون له تكاليف عالمية هائلة، مما يضر بالناس اقتصاديا واجتماعيا.
و يعاني الاقتصاد العالمي من ازمة حادة بسبب تراكمات تداعيات فيروس كورونا، بالإضافة إلى التأثير الكارثي للحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي و الامن الغذائي، في وقت يرتفع فيه التوتر في كافة بقاع العالم، جراء ازمات سياسية و اقتصادية متتالية عانت من اغلب دول العالم و لم تشهد حلا حتى اليوم، بدءاً من الازمة السورية التي تعود الى الواجهة بعد الانسحاب الروسي من الجنوب السوري، وصولاً الى الاتفاق النووي الإيراني المتعثر، الى أزمة التغير المناخي و الكوارث البيئية و غير ذلك من الأزمات العالمية التي باتت تستدعي حلولاً فورية لمنعها من التحول من ازمات محدودة الى كوارث كبيرة.