مسيرة إمرأة سعودية حافلة بالعلم والإبداع .. رولا الحقيل
الخبر - المنطقة الشرقية - بث:
الأستاذة الدكتورة رولا عبدالله إبراهيم الحقيل؛ استشارية جراحة التجميل.
سعودية تحفل مسيرتها العلمية والمهنية بالعديد من الإنجازات، في مجالات علمية، بالإضافة للمجال المهني الذي تعشقه..
مارست الطب والتدريس، ومستمرة في نشر الأبحاث العلمية في كبريات الدوريات العالمية المتخصصة.
وتسعى للمحافظة على هذه الخبرات الطويلة في مجال الجراحة التجميلية، والتي اكتسبتها بالجهد والتدريب المتواصل على مختلف مدارس جراحة التجميل العالمية.
حياة رولا الحقيل
تعود أصولي إلى “المجمعة” سدير وسط المملكة، وُلدتُ في المنطقة الشرقية في مدينة الخبر، ونشأت ودرست كل مراحلي الأساسية بها،صادف أن تم افتتاح أول كلية طب جديدة بالمنطقة التحقت بالدفعة الخامسة بها، وبحمد الله كنت من الطالبات المميزات بالكلية، وفي المرحلة الأولى تم اختياري بالانتخاب كممثلة لدفعتي من بين زميلاتي.
وبعد إكمالي دراسة الطب جاءت مرحلة اختيار التخصص، وكنت أفضِّل بين خيارين؛ التخدير أو الجراحة، فإستخرت الله واخترت التخصص في الجراحة العامة،كنت في ذلك الوقت أول طبيبة من المنطقة الشرقية تتخصص في الجراحة العامة.ومن ثم في الجراحة التجميلية كأدق.
العلاقة بجراحة التجميل
د. رولا الحقيل قررت أن تستمر في الطريق ..
تقول: كان جراحو أوروبا وأمريكا يتعاملون مع تشوهات ضحايا الحرب العالمية الأولى والثانيه، وكانوا يضطرون لقص الجلد وتحريك الأنسجة؛ ليغطوا الأجزاء الناقصة في الجسم، وبعد ذلك خرج للعالم موضوع جراحة التجميل الذي تطور من التعامل مع التشوهات، إلى التجميل الإسثيتيكي، فنحن عندما نتحدث عن جراحة التجميل ينبغي أن نعرف بأن لها جناحين؛ اسثيتيكي وبنائي، وكلمة الجراحات “البلاستيكية” تشمل النوعين.
الشهادات
عندما قررت التخصص في مجال جراحة التجميل، تدربت في كلية الطب على أيدي أساتذة من مختلف المدارس العالمية والجنسيات، وبشكل خاص من ألمانيا وانجلترا وأمريكا ومصر، وبدأت التدريب في المجموعة الأولى وكانت مصرية.. وحتى أصبح استشارية كان لا بد أن أسافر إلى أوروبا، وبالفعل سافرت وتدربت مع عدد من أشهر أطباء وأساتذة التجميل بأوروبا،ففي سويسرا تدربت مع رئيس جمعية التجميل والبناء في أوروبا وهو بروفسور معروف في كل أوروبا والعالم في مدينة زوريخ، وفي ألمانيا مع رئيس جمعية التجميل بجامعة ميونخ التقنية، أما بجامعة زيورخ، فكنت أول سعودي يلتحق بها واستقبلوني بحماس وترحاب، وأيضاً أخذت دبلوما في جراحات اليد من ايطاليا، وبعد ذلك زمالة في جراحات الجمجمة والفك والوجه من جامعة بازل بسويسرا، عبر منحة من منظمة (A O international). .
تقول رولا: هذه جميعها خبرات ساعدتني وصقلت عمق خبرتي كثيرًا في مجال التجميل. ثم عدت مرة أخرى إلى إيطاليا وتدربت مع قائد في مجال جراحات الثدي وشفط الدهون، كما تدربت في فرنسا مع طبيب مشهور وهو أحد أوائل الأساتذة في العالم الذي استخدم حقن الدهون وشفط الدهون، وتشرفت بأخذ مراجعهم الأصلية التي ألّفوها. وفي البرتغال تدربت مع رئيس جمعية عالمية وأهم جرّاح تجميل في البرتغال، حيث تدربت معه على جراحات الوجه والجفون. أيضاً نلت تدريبا متقدما في شفط الدهون الرباعي الابعاد ونحت الجسم باليونان بتدريب من جراح عالمي في هذا الامر بإستعمال جهاز الفايزر من كولومبيا، ولدي أيضاً تعاون بحثي مع الولايات المتحدة الأمريكية.وقبل رمضان حصلت على دبلوما في الطب الإسثيتيكي و تشمل التطورات الحديثه فيه (البوتوكس ،الفيلرز،خيوط الوجه،الليزر،اجهزته واستخداماتها ،والأجهزه الحديثه لشد الوجه نظريا وعمليا)من أمريكا تنظم بالتعاون بينها وبين مصر .
وتواصل رولا الحقيل حديثها: بحمد الله استطعت أن أغطّي، عبر تجربتي، الفكر العالمي في التجميل بالمدارس العالمية المختلفة، وكانت مرجعيتي هي (الكتب والمؤلفات الأمريكية، والأوروبية،الكورسات،التدريبات والمؤتمرات)وكنت أنشر أبحاثي بأمريكا واوروبا ، وأذكر أن أول ثلاثة أبحاث نشرتها أخذتها منظمة الصحة العالمية واعتبرتها ممثلة عن الشرق الأوسط وشرق البحر الابيض المتوسط، وكنت حريصة دائمًا على الخروج بأبحاث أصلية وجديدة وغير مكررة، وكثيرًا ما راسلوني وأطلعوني على أوراق وأبحاث عالمية خرجت بعد أبحاثي وفي نفس المواضيع، الأمر الذي كان مصدر فخر لي.
الحياة العملية
مع كل هذه الدورات التدريبية ؛ قررت مواصلة السير في الخط العملي طول الوقت..
تقول: منذ تخرجي تدربت على الجراحة، وكنت من الطبيبات اللائي شاركن في علاج ضحايا حرب الخليج، كذلك كان لي الشرف بأن أكون أول سعودية تجري معها محطة (CNN) الأمريكية مقابلة، وذلك في فترة عملية درع الصحراء (1990) التي سبقت حرب الخليج.. وبالمناسبة في اللقاء سئلت عن قيادة المرأة للسيارة، وذكرت بأننا في حاجة لهذا الأمر، وأعتقد أنني أول إمرأة سعودية أعطت رأيها في هذا الموضوع لوسيلة إعلام أمريكية شهيرة .. وتقول الدكتورة رولا، آنذاك لم أكن أتوقع أن تقود المرأة السعودية للسيارة في المملكة بهذه السرعة والسلاسة . ولكن قرار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبى الحاجة،..
ومنذ تخرجي عُينت معيدة بالجامعة وتدرجت في السلم الوظيفي إلى أن أصبحت بروفيسور جراحة التجميل، وبعد أن وصلت لأعلى مرتبة في السلم الوظيفي كاستشارية وبروفيسور، قررت اختيار التقاعد المبكر واتجهت للقطاع الخاص وأحببت أن أعمل في اتجاه مختلف بنفس التخصص، وأتتني فرص عديدة للعمل في مستشفيات خارج المملكة، ولكن عندما جاءتني فرصة للعمل بمستشفى “الحبيب التخصصي” بالرياض؛ التحقت بالعمل معهم لمدة سنتين، وكانت تجربة ثرية، وتنوع مثير من حيث النوعيات والمشاكل الطبية التي يواجهها المجتمع، وكانت هناك حالات أجريت لها جراحات في دول من مختلف أنحاء العالم على أيدي أطباء معروفين، وحدثت لها مضاعفات بعضها خطيرة، فكانت تأتيني للاستشارة والمساعدة بوصفي بروفيسور، واستطعت أن أقدم المساعدة لتلك الحالات التي قاربت الثلاثين حالة، وبالتأكيد أنا فخورة بذلك.
وبعد انتهاء عقدي مع المستشفى، التحقت بالعمل بدوام جزئي مع زميل لديه مركز جراحة تجميل وعظم وخدمات طبية أخرى مع جراحات اليوم الواحد، وما زلت أعمل به حتى الآن أعمل على المحافظة على هذا الخبرات الطويلة التي اكتسبتها في مجال جراحة التجميل من مختلف أنحاء العالم مع التطوير المطلوب فيها.
الأبحاث والكتب
لديّ العديد من الأبحاث والدراسات العلمية المتميزة عالمياً،بعض منها لم يُنشر بعد، ومن الأشياء التي أفخر بها، أنه أثناء احتفالات المملكة بالمئوية في آخر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، اختارتني الجامعة لتقديم محاضرة عن تطور الخدمات الصحية في المملكة بعد طلب رسمي من مكتب أمير الرياض، عملت به يوميا لمدة ستة أشهر، وبالفعل قدمت المحاضرة ووافقت الجامعة على تحويلها لكتاب، وكان أول كتاب صدر حسب ما قال الدكتور عبدالله السعادات الاستاذ الذي تابع وإهتم بكل ماصدر من محاضرات وكتب في المئوية من بين كل الجامعات المشاركة، وأصدرت الجامعة منه طبعتين، وأخذته جامعات بالأردن وماليزيا كمرجع، وكذلك مكتبة الملك عبد العزيز بالرياض.وشارك في المعارض الدوليه وهو ككتاب صنف علمي محكم باللغة العربية.
وبخلاف الأبحاث العلمية، لدي كتابات عامة عن جراحات التجميل بالصحف جريدتا الرياض واليوم ، وأيضاً مقابلات بعدد من المجلات.
المرأة السعودية والإنجازات
ما حققت المرأة السعودية من تمكين الآن شيء رائع،تطورت النظرة اليها،ازدادت رقياً، وبرزت ادوارها في مختلف المجالات كشريكة نهضة طموحة وجريئة رائدة في الوطن الغالي من الكل ، وذلك بفضل الله ثم بالرؤية السعودية 2030 والدعم الكبير من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
تقول د. رولا: ما كنت أتخيل أعيش وأرى هذا الفرق الكبير، وأذكر أنني كواحدة من الطبيبات عندما كنا نذهب للاجتماعات والمؤتمرات بالشرقية، كان يشترط حضورنا للاجتماع بإذن رسمي من الإمارة، بالرغم من أنني كنت أستاذة بالنسبة للمجتمعين، حدث هذا معي مرتين، وكنت أصر في كل مرة على الانتظار خارج قاعة الاجتماع والجلوس في الصالة بالفندق الذي يحدث فيه الاجتماع حتى ينتهي، لتسجيل موقف وللمطالبة بحقي ولحفظ حق الطبيبات من بعدي في المشاركة، إلى أن تغير موقفهم مع الوقت، ولم يتكرر هذا الأمر معي مرة أخرى، بل أصبحوا يدعون الطبيبات للاجتماعات ويستصدر الإذن من قبل المنظمين قبلا.
والحقيقة أنني شاركت وتفاعلت خلال عملي في أكثر من ثمانين مؤتمرًا حول العالم، ما بين مشاركة بأبحاثي أو حضور أو ادراة للحلقات العلمية ولديّ تعاونان رئيسيان مهمان جدًا بالنسبة لي، الأول تعاون مع مدينة الملك عبد العزيز ببحث مهم وناجح قدمته في اليابان ٢٠١٣م، وأيضاً دُعيت لتقديم أبحاثي في الصين في وقت متقارب في مدينتين هما العاصمة بكين،و شونغ شينغ التي كانت تحتفل باختيارها عاصمة للعلوم والتكنلوجيا في ذلك العام نهاية ٢٠١١م بإقامة ستين مؤتمرا علميا، وتم اختياري أنا وطبيب مصري من الشرق الأوسط لحضور الاحتفالية الخاصة بالمدينة من ضمن 300 عالم من جميع أنحاء العالم.رافقتني الوالدة للمؤتمرثم اليها بدعوة منهم ايضا،وفي نهاية المؤتمر اصررئيس المؤتمر في المستشفى العسكري في شونغ شينغ ان تكون الوالدة مع الأطباء في الصورة الختامية تقديرا منهم وكان فخرا لي فهي رفيقة الدرب والسند والام الطموحة منعكسة بأبنائها(كماالأم الغالية العربية).كذلك مساندة الاب والأهل والعائلة الكبيرة لعبت دورا مكملا عظيما بذهنية منفتحة وطموحة لعبوا جميعا دورا هاما بالنسبة لي.
وأيضاً أعتز بمشاركتي كمستشارة في لجنة خاصة بوضع سياسات العمل بالمستشفيات العسكرية في السعودية لجراحات التجميل، وكانت اللجنة مكونة من رؤساء أقسام التجميل بكل المستشفيات العسكرية، وكنت أنا مستشارة اللجنة من الخارج، وشاركت في كل أعمال اللجنة، ثم وضعت جزئيتي، وبعد البحث وجدت أنه لم يُقدم بحث مثله من هذا النوع في العالم كله، ونشرتها كتجربة مميزة أصلية عن المستشفيات العسكرية في السعودية والأولى في العالم بمجلة علمية أمريكية لجراحات التجميل(عن إدارة الجودة في العمل في جراحات التجميل في المستشفيات العسكرية في المملكة) وبالطبع نشرتها علميا ولأنها رائدة عالميا، بعد نشرها تواصلت معي المجلة الامريكية Defense Management”” وطلبوا مني أكون رئيسة تحرير لعدد من المجلة، وأقوم باختيار كل مواضيعه، وبالفعل اخترت عنوانين معينين ودمجتهما، وأشركت مجموعة من الأطباء في تخصصات مختلفة وخبراء في تخصصات غير طبية.
وبعد ستة اشهر وفور صدور العدد حقق بحمد الله انتشاراً كبيراً وتفاجأ به حتى الأطباء الذين شاركوا معي هنئوني عليه ، وأذكر أن رئيس قسم الجراحة الدكتور الشراري في المستشفى العسكري في القاعدة البحرية في الجبيل تم اختياره لشغل منصب مرموق بالشرق الأوسط بسبب تميز مقاله في هذا العدد، كما تم اعتماد العدد كمرجع لدى الجيشين الكندي والأمريكي. وأخبروني أن العدد أُرسل إلى عشرين الف خبير في العالم في لحظة صدوره، كما حقق أعلى نسبة تحميل عالمياً على موقعهم الالكتروني وقتها.
وأشير أيضاً إلى اختياري كممثلة للمنطقة الشرقية في جمعية جراحة التجميل لدول مجلس التعاون الخليجي في العام ١٩٩٧م، وبعد ذلك اختياري كعضو مؤسس للجمعية السعودية لجراحة التجميل والحروق بجامعة الملك عبدالعزيز عند تأسيسها ممثلة للمنطقة الشرقية وفي الحقيقة كنت أول جراح سعودي يصل لهذان المنصبان، كما دعيت عن طريق الانتخاب للانضمام للبورد العالمي للجمعية العالمية للطب الانساني (IHAM)، كممثلة للسعودية، وهو بورد استشاري عالمي دولي تعاوني مع الامم المتحدة وكان ذلك في العام ٢٠٠٥م،لبيت دعوتهم وحضرت اجتماعا واحدا لهم.
صادفت انني هذه السنة قررت الاحتفال لمرور ٣٠ عام على نجاحي فى تخصص الجراحة في ٢٢/٢/١٩٩٢م تزامن التاريخ مع تاريخ يوم التأسيس للمملكة أسعدني وزادني فخرا ً هذا التوافق وفعلا احتفلت يومها بالمناسبتين .
ولحياة الدكتورة رولا الحقيل في المجتمع وجود وعلاقات إجتماعية لم تلهها الأبحاث عنها..
_____
في ذلك العرض مع أ- د- رولا الحقيل.. لحظات في حياة إحدى السيدات من المبدعات السعوديات، تثبت أن المجتمع السعودي يقفز قفزات كبيرة ، وأن المرأة السعودية موجودة .. ورؤية المملكة 2030، وتوجهات الدولة كشفت مدى تمكن المرأة السعودية عصاميتها ، اصرارها، مثابرتهاوتقدم فكرها، وإبداعها.
في الحلقات المقبلة من مواد "بث" التحريرية والتلفزيونية، سنتعرف على المزيد من الإبداع والمبدعات والمبدعين.