بداية المفاوضات الروسية - الأوكرانية في أنطاليا التركية.. هل من فرصة لإنفراج الأزمة؟

مروة شاهين - بث:
انطلقت المباحثات الثنائية بين وزيرا خارجيه روسيا سيرغي لافروف والأوكراني الأوكراني ديميترو كوليبا، اليوم الخميس، وسط توتر بسبب استمرار الاشتباكات على الأرض رغم الهدنة المعلنة لإجلاء المدنيين في 6 مناطق قتال مشتعلة.
وقال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، نؤيد أي اتصالات مع كييف من أجل تحقيق التسوية.
وقال : أكدنا خلال المحادثات أن مبادرة موسكو بشأن فتح ممرات إنسانية في أوكرانيا على أساس يومي لا تزال قائمة.
وأكد أن روسيا لم تهاجم أوكرانيا ولا تخطط لمهاجمة دول أخرى لكن واجهت وضعا يهدد أمنها.
وقال في مؤتمر صحفي: أولئك الذين يزودون أوكرانيا بالسلاح والمرتزقة يجب أن يفهموا خطورة ما يفعلونه
وأضاف : سنتجاوز هذه الأزمة ولن يكون لدينا بعد الآن أي أوهام بأن الغرب يمكن أن يكون شريكا موثوقا به
وقال؛ بحثنا إمكانية ترتيب اجتماع بين بوتين وزيلينسكي لكن اللقاء يجب ألا يكون من أجل اللقاء فقط
وأكد؛ نريد أن تكون أوكرانيا محايدة ومستعدون لمناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا إلى جانب الضمانات الأمنية للدول الأوروبية ولروسيا.
كما قال لافروف، لا يريد الغرب من أوكرانيا إلا أن تكون دولة تعمل ضد كل ما هو روسي.
فيما قال وزير خارجية أوكرانيا ديميترو كوليبا، اليوم الخميس، إن نظيره الروسي سيرغي لافروف، لم يكن جاهزا للمحادثات وسيعود لمسؤوليه في موسكو، مصرحا “كنت أفترض أن لدى لافروف صلاحية في اتخاذ القرارات”، فيما قال لافروف إنه أبلغ الجانب الأوكراني بأن موسكو تنتظر الرد على مقترحاتها للحل.
واتهم لافروف خلال مؤتمره الصحفي بالتزامن مع مؤتمر نظيره الأوكراني، كييف باستخدام المدنيين كدروع بشرية، مشددا على أنه لا بديل عن الدبلوماسية لحل الأزمة بشأن أوكرانيا.
وقال كوليبا أنه بذل قصارى جهده مع لافروف للتوصل لحل للأزمة، لافتا إلى أنه تم الاتفاق معه على مواصلة الجهود لحل القضايا الإنسانية.
وعقد الوزيران اليوم الخميس محادثات وجها لوجه في جنوب تركيا في أول اتصال رفيع المستوى بين كييف وموسكو منذ غزو روسيا لجارتها اوكرانيا قبل اسبوعين.
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي سعى للعب تركيا دور الوساطة، عن أمله في أن تتمكن المحادثات من تجنب المأساة التي تسببها الحرب الروسية الاوكرانية.
في ذات الوقت؛ يخشى محللون أن تكون هناك فرص ضئيلة لتحقيق انفراجة في الاجتماع .
و قد عقد مسؤولون أوكرانيون، بمن فيهم وزير الدفاع الاوكراني ، سلسلة من الاجتماعات مع وفد روسي في بيلاروسيا و كانت هذه المحادثات مخصصة إلى حد كبير للقضايا الإنسانية، لكن موسكو لم ترسل أي وزراء إلى المحادثات.
وسينضم إلى لافروف وكوليبا في الاجتماع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
الجانب الاوكراني ليس متفائلاً:
قبل الإجتماع، قال وزير الخارجية الاوكرانية ديميترو كوليبا إن نجاح المحادثات سيعتمد على التعليمات والتوجيهات التي يخضع لها لافروف من الكرملين في المناقشات.
وقال «أنا لا أعلق أي آمال كبيرة عليهم لكننا سنحاول تحقيق أقصى استفادة من المحادثات من خلال الإعداد الفعال».
زيارة لافروف الى تركيا تكسر العزلة الروسية:
تعتبر زيارة لافروف إلى أنطاليا أول رحلة إلى الخارج يقوم بها منذ عزل العالم الغربي لروسيا بعقوبات قاسية استهدفت كبار المسؤولين الروس بينهم الرئيس الروسي فلاديميير بوتين و وزير خارجيته سيرغي لافروف.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم الأربعاء أن لافروف سيحضر الاجتماع الذي سيكون على هامش منتدى دبلوماسي ينظمه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في أنطاليا.
تركيا تلعب دور الوسيط الحذِر:
في هذا السياق قال أردوغان الأربعاء «نعمل على وقف تحول هذه الأزمة إلى مأساة»،وأضاف «آمل أن يفتح الاجتماع بين الوزراء الطريق أمام وقف دائم لإطلاق النار».
وتركيا حليف تقليدي لأوكرانيا ووقد زودت كييف بطائرات بدون طيار من طراز بيرقدار، والتي استخدمتها كييف في الصراع مع القوات الروسية، لكنها تحاول الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا، التي تعتمد عليها تركيا بشكل كبير في واردات الغاز وعائدات السياحة.
ووصف أردوغان الغزو الروسي بأنه غير مقبول لكن في الوقت نفسه لم تنضم أنقرة إلى العقوبات الغربية ضد موسكو ورفضت إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.
وأثارت الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير/ شباط إدانة دولية واسعة وأدت إلى فرض عقوبات مالية على موسكو، وحفزت على نزوح الشركات العالمية من روسيا التي باتت غارقة في سيل العقوبات الاقتصادية الغربية.
تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية تتجاوز حدود أوروبا:
فضلاً عن إعادة الحرب الروسية الاوكرانية شبح الحرب الى القارة الاوروبية، فقد تسببت بموجة نزوح كبيرة الى دول الاتحاد الأوروبي، و اشعلت التوتر بين الخصمين التقليديين روسيا و الولايات المتحدة الامريكية، و أدّى هذا التوتر الى إرجاع العالم من جديد الى حالة الحرب الباردة التي انتهت منذ ثلاثة عقود بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
كما أدى القصف الروسي لإحدى محطات الطاقة النووية الاوكرانية الى تهديد العالم من جديد بالخطر النووي، و هذا ما لم يحدث تقريبا منذ ازمة الصواريخ الكوبية بين الولايات المتحدة الامريكية و الاتحاد السوفييتي في العام ١٩٦٢ إبان الحرب الباردة.
تداعيات الحرب تطال الخبز و النفط:
في السياق؛ حذرت منظمة التجارة العالمية، من ارتفاع أسعار القمح عالميا، نتيجة تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا،وأكدت نغوزي أوكونجو أويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، الجمعة، من أن الحرب في أوكرانيا سيكون لها “تداعيات كبيرة” على أسعار القمح، الذي تعد البلاد مصدرا رئيسيا له، وبالتالي الخبز.
وحذر خبير اقتصادي من تداعيات ارتفاع أسعار النفط بسبب تداعيات الحرب على الأسواق العالمية، وقال إن صعود برميل النفط إلى مستوى 120 دولارا للبرميل وبقاءه عند هذا المستوى لفترة طويلة سيؤدي إلى انهيار في الأسواق، وقال الخبير ألكسندر تيموفيف أستاذ الاقتصاد المساعد في جامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد :«إن بقاء أسعار النفط عند مستوى 120 دولارا للبرميل لفترة طويلة من الزمن سيؤدي إلى زيادة تطوير حقول النفط ما سيساهم في تشكل فائض في سوق النفط ومع الوقت انهيار هذه السوق»، مما يجعل الاسراع في حل الأزمة بين روسيا و اوكرانيا ضرورة لا بدّ منها لانقاذ الاقتصاد العالمي الذي لا يزال يعاني جرّاء آثار جائحة كورونا.