مفاوضات أنطاليا: روسيا تُصِرّ على شروطها، و اتفاق روسي-أوكراني على استكمال التفاوض

بث - 7 شعبان 1443 هـ الموافق 10 مارس 2022:

قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا ستوقف عملها العسكري في أوكرانيا إذا استوفت كييف أربعة شروط.

أربعة شروط لإنهاء الحرب:

وفي مقابلة صحفية، قال بيسكوف إن موسكو قد تنهي الحرب على الفور إذا وافقت أوكرانيا على توقيع اتفاق حياد يمنعها من دخول حلف شمال الأطلسي، واعترفت بشبه جزيرة القرم أرضاً روسية، واعترفت بمنطقتي لوهانسك ودونيتسك كدولتين مستقلتين وأوقفت جميع الأعمال العسكرية في المناطق الشرقية الأوكرانية.

و قال بيسكوف:«نحن حقا ننتهي من نزع سلاح أوكرانيا، و سننتهي من ذلك. لكن الهدف الرئيسي هو أن توقف أوكرانيا عملها العسكري، يجب أن يوقفوا عملهم العسكري ومن ثم لن يطلق أحد النار».

و أضاف بيسكوف: «لقد تحدثنا أيضا عن كيفية اعترافهم بأن شبه جزيرة القرم هي أرض روسية وأنهم بحاجة إلى الاعتراف بأن دونيتسك ولوهانسك دولتان مستقلتان، بالإضافة إلى ذلك فإن اوكرانيا عليها أن تجري تعديلات على الدستور تلغي بموجبها أي أهداف للدخول في أي كتلة» مشيراً الى محاولات اوكرانيا للدخول الى حلف شمال الأطلسي.

مفاوضات أنطاليا: روسيا تُصرّ على شروطها و تتهم الغرب بإشعال الصراع:

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، إن بلاده تريد أوكرانيا دولة محايدة، وأن معارضة موسكو توسع الناتو لا تعني أبدا أنها ضد أمن كييف.

و جاءت تصريحات لافروف عقب حضوره اجتماعا ثلاثيا ضم إلى جانبه نظيريه التركي مولود تشاووش أوغلو، والأوكراني دميترو كوليبا في ولاية أنطاليا التركية.

وعلق لافروف على الاجتماع الثلاثي بالقول: اليوم اتضح لنا أنه لا شيء يحل محل المفاوضات، وأضاف أن من يرسلون السلاح إلى أوكرانيا ويشجعون المقاتلين المأجورين مسؤولون عن أفعالهم.

وأردف: “نشعر بالقلق إزاء ادعاءات إنشاء البنتاغون مختبرات عسكرية بيولوجية في أوكرانيا وننتظر إجابات عن هذه التساؤلات”.

واعتبر لافروف أن مطلب الغرب الوحيد من أوكرانيا هو وقوفها الدائم ضد روسيا.

وأكد أن مقترحات روسيا حيال فتح ممرات إنسانية يوميا لا يزال قائما، وأوضح أن الشعب الروسي يواجه صعوبات عديدة، معربا عن أمله بخروج الجميع من هذه الأزمة بشكل جيد، ولفت إلى أن روسيا ستحل موضوع العقوبات الاقتصادية بشكل يجعلها غير معتمدة على الغرب، وستتخذ تدابير مهمة تحد من وقوعها في الموقف نفسه مجددا.

وتابع لافروف أنّ الإعلام الغربي يعرض فقط وجهة النظر الأوكرانية، مشيراً إلى أنّ الغرب هو من تسبّب أصلاً بهذه الأزمة، عندما أجبر أوكرانيا على الاختيار بينه وبين روسيا.

وأخيراً، شدّد لافروف على أنّ موسكو تنتظر الردّ الأوكراني على مقترحاتها، وأنه ما من بديل عن المفاوضات، مؤكداً أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لن يرفض عقد اجتماع مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لمناقشة بعض القضايا المحدّدة، على ألا تكون هذه المحادثات مجرّد كلام فقط.

أوكرانيا لا ترى نيّة جدّية من روسيا لإنجاح المفاوضات:

و في هذا السياق قال وزير الخارجية الاوكراني ديميترو كوليبا أنه جاء إلى أنطاليا «بصفته وزيراً للخارجية يملك صلاحية اتخاذ القرارات وإيجاد الحلول، بينما أتى نظيره الروسي سيرغي لافروف للاستماع فقط»،وأضاف: «لافروف لم يقدّم تعهّدات بخصوص الممرات الإنسانية واكتفى بالقول إنه سيتحدث إلى المسؤولين المعنيّين بهذا الشأن»، معتبراً أنّ «وقف الحرب غير ممكن، في حال لم تتّخذ روسيا القرار بذلك».

و انتهى الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو، وروسيا، سيرغي لافروف، وأوكرانيا، دميترو كوليبا، المنعقد بوساطة تركية في ولاية أنطاليا. وبعد ساعة ونصف من المحادثات، أظهرت تصريحات الطّرفين الروسي والأوكراني أنه لم يتمّ الاقتراب من اتفاق لوقف إطلاق النار، فيما أبديا استعدادهما لاستكمال المفاوضات بهدف التوصّل مستقبلاً إلى حلّ، علماً أنه تم الاتفاق على عقد لقاء آخر بالصيغة نفسها، في أنطاليا لاحقاً.

وعبّر وزير الخارجية الأوكراني عن أسفه لعدم إحراز تقدّم بشأن وقف لإطلاق النار في بلاده، قائلاً للصحافيّين: «تحدثنا عن وقف إطلاق النار، ولكن لم يتم إحراز أي تقدّم في هذا الاتجاه». لكنّه تابع أنه قرّر مع وزير الخارجية الروسي «مواصلة محادثاتهما في هذا الشأن».