حزب الله ولبنان .. سياسة المتناقضات لإثبات الوجود

بث: أعلن في لبنان أن الحكومة أصدرت بيان تدين فيه الغزو الروسي لأوكرانيا..
في ذات الوقت - أعلنت مليشيا حزب الله رفضها بيان وزارة الخارجية. وذكرت المليشيا أنها تقف إلى جانب روسيا!
بيان الخارجية اللبنانية أدان اجتياح روسيا للأراضي الأوكرانية ودعت موسكوإلى وقف العمليات العسكرية فورا وسحب قواتها من أوكرانيا التي تتعرض لأكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
فيما ظهر هذا التناقض، اعتبر محللون، أن ذلك يدخل في إطار اللعبة المكشوفة لحزب الله، أراد منها إثبات أن الحكومة ليست حزب الله، وأن للحزب كلمة تخصة. كما أراد بهذه اللعبة المتناقضة، من عدم فقدان الحكومة للدعم الغربي، وأن تكون روسيا داعمة لوجود حزب الله - وهي ضمن سلسلة حلقات فوضى القرار، واستمرار العبث والتضارب في السياسة اللبنانية والتوجهات التي لاتخدم مصلحة اللبنانيين. ولا تحقق شئ من سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية والعالمية، في الوقت الذي ينشد لبنان فيه الإستقرار السياسي والإقتصادي.
ومن المعلوم أن مليشيا حزب الله، مازال - حتى الآن - يمتلك ترسانة كبيرة من السلاح، وبنفوذ كبير في لبنان.
يشار إلى قرار الحكومة اللبنانية صدر بعد بيان الرئيس السوري بشار الأسد الداعم بقوة لموقف روسيا.
ذكر بعض المراقبين، أن تلك الرسائل واللعب على المتناقضات هي سياسة وأسلوب إيراني بامتياز. ولكنه مكشوف. قد ينجح في مرحلة ولكنه لايبقى دائماً. بل إنعكاساته سلبية على اللاعبين والدولة المنتمين لها.
فيما؛ متابعون يقولون ، ربما أن ما يحدث في لبنان أخيراً هو تغيير في الإتجاه إلى عودة لبنان نحو الطريق الصحيح وتحجيم مليشيا حزب الله.
وأصدرت سفارة روسيا لدى بيروت بيانا أشارت فيه إلى أن بيان الخارجية اللبنانية أثار دهشة موسكو، لمخالفته سياسة النأي بالنفس واتخاذه جانب طرف ضد آخر في الأزمة الأوكرانية.

ودعا الوزير اللبناني السابق وئام وهاب رئيس الجمهورية ميشال عون ليكلّف وزير الخارجية بسحب بيان التنديد بالعملية الروسية في أوكرانيا.
وقال رئيس "حزب التوحيد العربي" عبر حسابه في "تويتر": "أدعو الرئيس عون بالإيعاز لوزير الخارجية لسحب بيان التنديد بروسيا والإعتذار عن الإساءة.. ما حدا راح يشتري موقف لبنان . الغرب يذرف دموع التماسيح".