لبنان.. جنبلاط يسخَر من نصرالله: فلنوّظف أموال المودعين في المسيّرات

news image

بيروت - مروة شاهين - بث:

في ظلّ الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها لبنان وسط الأزمة الاقتصادية التي أطاحت بنظامه الاقتصادي و بقطاعه المصرفي الذي يُعتبر عماد الاقتصاد اللبناني، و ما تلا ذلك من احتجاز أموال المودعين و فقدان المستثمرين اللبنانيين و الأجانب الثقة بالقطاع المصرفي اللبناني، أعلن حسن نصرلله زعيم حزب الله اللبناني عن ما أسماه مرحلة بدء التصنيع للطائرات المسيرة في لبنان، مما أثار موجة من الاستنكار لدى عموم الشعب اللبناني.

في هذا الإطار قال رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي في لبنان النائب السابق وليد جنبلاط في تغريدة ساخرة على تويتر: «ان خطة النهوض مع صندوق النقد الدولي تتوضح وقد اوصى كبار المستشارين من الفريق اللبناني بتبني الليرة واستثمارها في شركات وطنية مثل كهرباء لبنان المثل الاعلى للنجاح .اقترح توظيف اموال المودعين في قطاع الطائرات المسيرة المصنوعة محليًا او الصواريخ او المتفجرات ففيها مردود افضل للبنان».

و كان نصرالله قد أعلن الأسبوع الماضي في خطابٍ متلفز أن حزبه باتت لديه القدرة على تحويل آلاف الصواريخ التي يملكها إلى صواريخ دقيقة، و أنه قد بدأ تصنيع المسيّرات في لبنان، مهدداً إسرائيل، التي قال إنها تعتمد على تجنيد العملاء في لبنان لمعرفة اماكن مخازن الصواريخ.

و في اليوم الذي تلى هذا التصريح، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الخميس أنه أسقط طائرة مسيرة تابعة لحزب الله اللبناني، قائلا؛ إنها تسللت من داخل لبنان، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر تويتر إن الجيش أسقط منذ قليل، طائرة مسيرة ، تابعة لحزب الله، وأضاف أنها تسللت من داخل لبنان، وأنها كانت “تحت متابعة قوات المراقبة الجوية طيلة الحادث”.

من جانبه، اعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل ، اي قوات الامم المتحدة لحفظ السلام المتمركزة في جنوب لبنان على الحدود الفاصلة بين لبنان و اسرائيل، اندريا تيننتي، في بيان «ان الجيش الاسرائيلي ابلغ اليونيفيل، من خلال الارتباط والتنسيق التي نضطلع بها، انه تم إسقاط طائرة من دون طيار جنوب الخط الأزرق، ونحن بدورنا أبلغنا القوات المسلحة اللبنانية ونتابع الأمر مع الأطراف».

و تشير مصادر سياسية لبنانية إلى أن هذه المعطيات كلها تؤكد ان حزب الله يخرق بشكل فاضح ومن دون اي خجل، ومن فوق السطح، القرار الدولي ١٧٠١ و كافة قرارات مجلس الأمن، و بذلك فإن حزب الله بهذه السلوكيات يعرّض أمن لبنان للخطر.


و تشير مصادر أُخرى، الى أن إن ما جرى هو نوع من الاستعراض الذي يعتبر الحزب نفسه بحاجة إليه، لرفع معنويات جمهوره وبيئته، والالتفاف على كل المعارك السياسية التي تخاض في الداخل بوجهه، كما يعيد إحياء معادلة حضوره مع الملف اللبناني على طاولة المفاوضات الإقليمية والدولية خصوصاً مفاوضات فيينا، من بوابة استفزاز الإسرائيليين، واستفزاز دول الخليج من ناحية أخرى من خلال إصراره على تبني أنشطة المعارضات الخليجية، وآخرها جمعية الوفاق البحرينية.

و تُضيف المصادر نفسها أن حزب الله يلجأ إلى هذه السياسة، في محاولة منه للالتفاف على حالة التآكل الشعبي، ولعدم قدرته على مواجهة استحقاقات داهمة مع تراجع الحالة السياسية والشعبية لحلفائه أولاً، ووسط خسارته لعلاقاته السياسية مع قوى متعددة، فيلجأ إلى القوى العسكرية ليثبت قوته وحضوره.