خاص لوكالة بث من لبنان.. التقدّمي الاشتراكي يتحضّر للمعركة والحريري يفكّر في العودة

news image

بيروت - مروة شاهين - بث:

أشهرٌ قليلة متبقية على بدء الاستحقاق الانتخابي في لبنان، هذا الاستحقاق الفريد من نوعه الذي لا يشبه أي استحقاق انتخابي آخر خاضه لبنان منذ حصوله على الاستقلال و حتّى اليوم، فالأجواء و الظروف السياسية و التي تحيط بالجوّ العام للإنتخابات هذه المرّة، هي ظروف جديدة كلياً لم تشهدها الساحة السياسية اللبنانية في أي فترة من الفترات، و لا حتّى خلال الحرب الاهلية، فهذه الظروف الخاصة التي تمرّ بها البلاد لا بد أن تُلقي بثقلها على مجرى العملية الانتخابية، و بالتالي فإن هذه الانتخابات ستكون «غير كل الانتخابات» كما تقول غالبية الشعب اللبناني.

الأحزاب السياسية متخوّفة من الغضب الشعبي:

و بالمجيئ الى المعركة الانتخابية التي يُتوقع أنها ستكون الأشرس في تاريخ لبنان، فإن جميع الاحزاب و القوى السياسية اللبنانية تسعى بكل ما أوتِيَت من قوة للحفاظ على مكتسباتها و مصالحها القديمة التي كفلها لها نظام المحاصصة الطائفية و توزيع المصالح بين الطوائف و الأحزاب، لا سيما و أن هذه المصالح و المكتسبات باتت مهددة بالتلاشي نتيجة الغضب الشعبي على الطبقة السياسية اللبنانية و على نظام المحاصصة الطائفية الذي يرى غالبية الشعب اللبناني أنه السبب الاساسي في وصول لبنان الى هذه الحالة من التدهور الدراماتيكي المتواصل الذي يشهده لبنان منذ العام ٢٠١٩ و حتّى اليوم.

مصدر سياسي رفيع المستوى في الحزب التقدّمي الاشتراكي يتحدّث لوكالة بث:

و في خِضمّ حالة الغليان التي تشهدها الساحة السياسية اللبنانية، يتحضّر الحزب التقدّمي الاشتراكي، الذي يُعتبر أكبر حزب سياسي يُمثل الطائفة الدرزية في لبنان، لمعركة انتخابية شرسة في ظل الغضب الشعبي اللبناني على كافة الأحزاب السياسية اللبنانية التي أنتجها النظام القديم، و أيضاً في ظل المنافسة الشديدة من أحزاب و قوى المعارضة اللبنانية و الاحزاب السياسية الجديدة الصاعدة التي باتت تجذب الشعب اللبناني بما تحمله من شعارات للتغيير الكلّيّ و ضرورة الإطاحة بالنظام الاوليغارشي القديم الذي كان نتاجاً للحرب الاهلية اللبنانية التي أدّت بعد انتهائها الى وقوع لبنان تحت حكم زعماء الميليشيات الطائفية التي اشعلت الحرب الاهلية اللبنانية و أودت بلبنان الى حرب طائفية و مذهبية دامت خمسة عشر عاماً و كلّفت لبنان خسائر مدوية على الصعيدين الاقتصادي و المادي و البشري.

و في هذا السياق قال مسؤول حزبيّ في الحزب التقدّمي الاشتراكي في حديث لوكالة بث، أن قيادة الحزب التقدّمي الاشتراكي تعي مدى صعوبة المرحلة التي يمر بها لبنان و تتفهم الغضب الشعبي على الطبقة السياسية، و لكن لا يمكن تحميل كل الأزمات الاقتصادية و الاجتماعية التي يمر بها لبنان منذ سنوات مضت الى مكوّن سياسي واحد و هو الحزب التقدّمي الاشتراكي، فالحزب التقدّمي لم يكن لوحده في السلطة و بالتالي لا يتحمل وحده كل المسؤولية عن ما يحدث في لبنان من أزمات و توترات.

و أكدّ المصدر عينه، أن الاستعدادات للاستحقاق الانتخابي يجري على قدم و ساق، و أن الفروع الاقليمية للحزب و دوائره المصغرة بدأت فعلياً بالاجتماع و العمل على وضع خطط العمل التي سيتم اتبّاعها في سياق التحضير لخوض المعركة الانتخابية، و أضاف : إن الحزب قد بدأ بالفعل في التحضير و قد حسم مسألة التحالف مع القوات اللبنانية، و بالتالي فإن حزب القوات اللبنانية هو الحليف الانتخابي الوحيد المؤكد حتى الساعة.

و كشف المصدر نفسه عن بعض الأسماء التي من المؤكد انها ستكون على لائحة مرشحي الحزب التقدّمي الاشتراكي في الانتخابات النيابية المقبلة، و هذه الأسماء هي: وائل ابو فاعور، بلال عبدالله، هادي ابو الحسن و أكرم شهيّب.


تيّار المستقبل بين المشاركة و عدم المشاركة.. و موقف الحزب التقدّمي الاشتراكي:

و في سياق الحديث عن الانتخابات النيابية، قال المصدر نفسه أن الحزب التقدّمي الاشتراكي لم يتخذ حتى الآن موقفاً معيناً فيما يخص الدوائر الانتخابية التي تكثر فيها الاصوات السنية، لا سيما و أن تيار المستقبل كان الحليف الانتخابي الأهم بالنسبة للحزب التقدمي الاشتراكي، و بالتالي فإن انسحاب سعد الحريري جعل الحزب التقدّمي يشعر أنه وحيدٌ في المعركة الانتخابية.

و أضاف : « يوجد الكثير من الاقوال التي تتحدث عن رجوع سعد الحريري عن قراره بشأن اعتزال الحياة السياسية و عزوفه عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، و لكن لا شيئ مؤكد حتى الآن، و لكني أعتقد أن تراجع الحريري عن قراره في عدم المشاركة في الانتخابات سيكون خطأً فادحاً، فإن كان يريد خوض الانتخابات كان عليه ألّا يُعلن من الأساس عن قرار الانسحاب، و في جميع الاحوال لا شيئ مؤكد حتى الآن، و ننتظر الكلمة المرتقبة لسعد الحريري غداً و التي سيلقيها في ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، و عندها سنقطع الشك باليقين، لا سيما أن اجتماعاً استثناىياً سيجري اليوم بين الرئيس سعد الحريري و أعضاء تيار المستقبل، و لا بد أن تظهر نتيجة الاجتماع اليوم الأثنين».