ترسيم الحدود مع اسرائيل.. المبعوث الأميركي يصل إلى لبنان

news image

بيروت - مروة شاهين - بث:

وصل المبعوث الأميركي للطاقة الدولية، آموس هوكشتاين الى لبنان يوم الثلاثاء الموافق الثامن من شباط فبراير الجاري، في زيارة خاصة لبحث مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و اسرائيل مع المسؤولين اللبنانيين. 

و كانت الادارة الاميركية الحالية بقيادة جو بايدن قد أوكلت ملف مفاوضات الترسيم بين لبنان و إسرائيل إلى هوكشتاين الذي وصل الى لبنان قادماً من تل ابيب.

اقتراحات هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية

أفادت مصادر دبلوماسية اميركية أن هوكشتاين سيحمل اقتراحين، إما ترسيم الحدود بشكل نهائي وكامل، وبحال لم يكن الموقف اللبناني موحداً حول ذلك واستمرت الخلافات، فسيقترح الموافقة على اعتماد العمل مع شركات التنقيب الأجنبية التي بإمكانها أن تنقب عن النفط في الحقول اللبنانية وفي الحقول الإسرائيلية، ويتم توزيع العائدات فيما بعد، لكن هذا الخيار يبدو أنه مرفوض بالنسبة إلى لبنان بشكل كامل.

و بحسب المصادر فإن  زيارة هوكشتاين أساسية، وهو سيكون حاسماً مع المسؤولين اللبنانيين بشأن ضرورة الوصول إلى اتفاق من الآن حتى شهر مارس/ اذار المقبل، وإلا سيكون هناك احتمال لانسحابه من دور الوساطة، وحينها سيكون لبنان خارج «كونسورتيوم» الدول التي تتمكن من عقد اتفاقيات للتنقيب عن النفط والغاز في أراضيها.

موقف الجيش اللبناني 

كانت الدولة اللبنانية قد أوكلت مسألة التفاوض على ترسيم الحدود البحرية الى المؤسسة العسكرية، و لهذا التقى المبعوث الأميركي للطاقة الدولية آموس هوكشتاين قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، و حول هذا اللقاء نشرت السفارة الاميركية في لبنان بياناّ قالت فيه :حيث هناك إرادة هناك وسيلة، إن اتفاق على الحدود البحرية يمكنه أن يخلق فرصة تشتدّ الحاجة إليها لتحقيق الازدهار لمستقبل لبنان. لقاء مثمر اليوم بين كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي آموس هوكستين وقائد الجيش جوزيف عون.

و بحسب المعلومات فإن قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف  قد أكدّ لهوكشتاين خلال الاجتماع الذي دار بينهما في مكتبه في اليرزة بحضور السفيرة الأميركية في لبنان السيدة دوروثي شيا، أن المؤسسة العسكرية هي مع أي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن.

ترسيم الحدود بريق أمل للبنان  

تُعدُّ مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و اسرائيل مسألةً بالغة الأهمية بالنسبة للبنان الذي يعاني من ارتفاع معدلات الدين العام، و نقصٍ حاد في الاحتياطات من العملات الاجنبية و تدهور دراماتيكي في أسعار صرف الليرة اللبنانية مقابل العملات الصعبة، و ما استتبع ذلك من أزمات اقتصادية تلاها ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية و أسعار المشتقات النفطية و الغاز، لهذا ينظر لبنان الى ترسيم الحدود البحرية كبوابة تفتح له امكانية استغلال الثروة الموجودة في البحر و المتمثلة بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي، اذ سيتمكن لبنان من استغلال كميات الغاز في تلبية الطلب المحلي و تصدير الفائض مما سيوفر له عائدات مالية تمكنه من سداد ديونه الخارجية و تعزيز احتياطاته من العملات الصعبة لدعم ليرته المتدهورة، ألا أن الحاجة الملحّة للبنان لحلّ مسألة الترسيم تسطدم بمعارضة داخلية لملف الترسيم، اذ ترى بعض القوى السياسية اللبنانية أن ترسيم الحدود بين لبنان و اسرائيل يحمل في طيّاته اعترافاً مبهماً بإسرائيل، و يفتح باباً للتطبيع السياسي و الاقتصادي اللبناني مع الكيان الاسراىيلي.

المبعوث الأميركي متفائل

 في هذا الشأن قال المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين خلال لقاء صحفي مع احدى وسائل الإعلام المحلية، أن « علينا أن نصل الى مرحلة يقرر فيها الطرفان انهما يريدان قرار يحل المسالة، و لهذا اتيت الى هنا في نوفمبر من العام الماضي، و ذهبت الى تل ابيب و القدس و عدت الى هنا لكي ارى إذا ما كان الطرفان يريدان اتفاقاً، إذا كانا يريدان مواصلة المفاوضات فهذا جيد، و لكن ليس بالضرورة أن تكون الولايات المتحدة الامريكية جزءاً من هذا، أعتقد أن هناك فرصة اليوم، و قد قلّصنا الثغرات و يمكننا الوصول إلى اتفاق، و لكن لن نُبرِم نحن الاتفاقية، فعلى لبنان و اسرائيل أن يقررا ما إذا كانا يريدان الحل».

و عند سؤاله عمّا إذا كان يحمل اخباراّ جيدة من اسرائيل تجاه لبنان قال: « أعتقد هذا، و قد ناقشنا خلال زيارتي جميع وجهات النظر و أعتقد أنه يوجد مساحة لإبرام الإتفاق، و أنا متفائل فإذا كنا نريد انجاز شيئ فيمكننا تحقيقه، و لكن اذا لم نتمكن من الوصول إلى اتفاق فالتداعيات ستكون خطيرة على لبنان، فلبنان في فترة حساسة و يعاني نقصاً في الطاقة، و اذا بدت قطاعات أخرى مهددة كالرعاية الصحية و الغذاء و المياه فهنا ستواجه الدولة تداعيات خطيرة، و أعتقد أن الجميع يريد أن يساعد لبنان ليصل الى المسار الصحيح، و إن تقويم اقتصاده يمكن أن يبدأ من خلال الطاقة و لكنه لا يمكن ان بنتهي عندها».