لبنان: التقدّمي الاشتراكي يتحالف مع القوات اللبنانية.. هل هي جبهة في مواجهة حزب الله؟

بيروت - مروة شاهين - بث:
أشهر قليلة على بدء الاستحقاق الانتخابي اللبناني، الذي بات حدثاً منتظراً ليس ففط على الصعيد الداخلي و انمّا خارجياً ايضاً، اذ ينتظر الشعب اللبناني الانتخابات النيابية بفارغ الصبر، أملاً في تغيير مرتقب للطبقة السياسية الحاكمة التي لم تفعل شيىاً في نظر المجتمع اللبناني سوى أنها أدارت الانهيار المنتظم و المتعمد ، و بالتالي فإن تغييرها قد يعطي مجالاً لاسلوب جديد في التعامل مع الأزمة.
أمّا على الصعيد الخارجي، فتنتظر الدول الصديقة للبنان تغييراً محتملاً القيادات السياسية اللبنانية بحيث تستطيع هذه الدول التعامل مع نخبة سياسية جديدة تكون اكثر تفهماً لمطالب الدول الصديقة و اكثر جديّة في التعاون معها لحل الأزمات المتتالية التي يعاني منها لبنان سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي على حدٍّ سواء.

كما تجري العادة في كل استحقاق انتخابي، بدأت القوى السياسية اللبنانية تبحث عن سبُل لتقوية مواقفها الانتخابية على الصعيد الشعبي مما يكسبها مزيداً من الأصوات الانتخابية، و بدأت التحالفات بين الأحزاب المختلفة تظهر على الساحة السياسية، و ربما كان أبرز هذه التحالفات، هو التحالف الذي أُعلن عنه بين حزب القوات اللبنانية بقياداة سمير جعجع و الحزب التقدّمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط.
و بالمجيئ الى الساحة السياسية اللبنانية، فلم يكن يوماً من الغريب حدوث تحالفات انتخابية بين احزاب تعادي بعضها بعضاً، أو تشوب علاقاتها علامات الصراع و المناكفات السياسية، لتأتي الانتخابات و تجمع هذه الأحزاب المتنافرة بهدف تحقيق مصالح انتخابية بحتة، ألا أن ما يمكن أن يميّز التحالفات الانتخابية في هذا الاستحقاق القادم، هو كونها تجمع قوى سياسية معادية للمحور الإيراني، في سعي لتشكيل جبهات سيادية ضد النفوذ الإيراني المستشري في البلاد.

تعليقاً على إعلان التحالف الانتخابي بين حزب القوات اللبنانية و الحزب التقدّمي الاشتراكي، قال عضو البرلمان اللبناني عن كتلة الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب بلال عبدالله «التواصل والتحالف الانتخابي مع “القوات” ليس بجديد بل هو موضوع قديم مستمر. لقاؤنا في الجبل تحديدا مع “القوات” له بعد وطني وليس فقط انتخابيا ومنسحب منذ مصالحة الجبل بين البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الحزب واستمرت مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ولها علاقة بصيانة وتمتين العيش الواحد وإعادة جميع أهل الجبل الى أراضيهم وأملاكهم، وانخراطهم في الحياة المجتمعية المشتركة وممارسة كل أدوارهم الطبيعية، وهذا، الحمدلله، أصبح موجودا بالكامل مع ان الكثير من أبناء الجبل، أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم خارج المنطقة، لكننا قطعنا شوطا كبيرا في هذا الموضوع. ومن ثم نتقاسم مع القوات العناوين السياسية العريضة والسيادية تحديدا بما يخص إدارة لبنان وموقعه ووظيفة هذا البلد واتفاق الطائف وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة، فمن الطبيعي ان نكون مع القوات اللبنانية في تحالف انتخابي، وغير الطبيعي هو الا يكون هناك تحالف بيننا».
و أضاف عبدالله: «هذا لا يعني أننا على عداء مع أطراف أخرى، حتى مع “التيار الوطني الحر” لدينا لقاءات وليست مستجدة وتصب في الهدف نفسه من تمتين الاستقرار الداخلي ومنع الفتن ومنع الشحن الغرائزي. لدينا خلاف سياسي مع التيار لكننا نظمناه، الحوار والانفتاح موجود مع كافة الاطراف، لكن التحالف الانتخابي موضوع آخر».
موقف التحالف الاشتراكي-القوّاتي من حزب الله:
أمّا عن موقف الجبهة السياسية التي نتجت عن التحالف بين القوات اللبنانية و الحزب التقدّمي الاشتراكي تجاه حزب الله فقال عبدالله «حزب الله يعبر عن مواقفه ونحن نعبر عن مواقفنا. الهدنة الاعلامية مرتبطة بالحفاظ على الاستقرار الداخلي، ولا تعني تخلي اي طرف عن موقفه، لا الاخوان في الحزب مقصرّون بتصريحهم وتقييمهم للآخرين وخطابهم السياسي، ولا نحن لدينا نية للتراجع عن ثوابتنا، هذا موضوع محسوم. نتواصل ونتحاور ونتوافق على بعض الملفات ونختلف على أخرى، ما زلنا في إطار تنظيم الخلاف السياسي. هذا واضح لم ينته وسيستمر. من جهتنا، نعتبر ان الشق الداخلي الذي يركز عليه الخارج بشكل كبير حول حزب الله يحتاج الى نقاش في لبنان، لكن خلافنا معهم على الدور الاقليمي مع المحور والذي يشكل أعباء ثقيلة جدا على لبنان تفوق قدرته على تحملها، و نحن لدينا ثوابت وطنية نتمسك بها. وما نشهده يدخل ضمن اللعبة السياسية على الطريقة اللبنانية، تبدأ معها الخطابات الشعبوية والغرائزية ويعلو الصوت. من جهتنا، لن نغير أي شيء في هذه المسائل، فخطابنا السياسي مستمر وهو خطاب سيادي تسووي بالمعنى الداخلي، اقتصادي اجتماعي يصب في إطار تحقيق العدالة الاجتماعية ولا نتراجع عن وضع حد للتسويات عليه ولكن الحفاظ على السلم الاهلي خط أحمر عند الجميع. الخطاب التصعيدي من كل الاتجاهات طبيعي ويدخل ضمن اللعبة السياسية، وهو غير محصور فقط بين القوات وحزب الله، واذا قمنا بجردة على التصاريح نجد انها في أماكن أخرى أعلى سقفا».
مع كل الآمال التي تُعلّق عليها.. هل تفتح الانتخابات النيابية نوافذ الفرج؟
و في الإجابة على هذا السؤال قال النائب بلال عبدالله:«لا تفاؤل حتى الآن. يجب ألا نغش الناس، لا مؤشر على التفاؤل. عندما تبصر خطة التعافي الاقتصادية النور ويتم دعم لبنان بقروض ميسرة من صندوق النقد الدولي ويبدأ إصلاح قطاع الكهرباء والاتصالات والسياسة الضريبية وتدعيم الصمود الاجتماعي الصحي للناس، عندها يمكننا ان نقول ان هناك بداية تحسن».