بعد انسحاب سعد.. بهاء الحريري ينوي استكمال مسيرة أبيه

news image

بيروت - مروة شاهين - بث:

بعد أيّام قليلة من إعلان الرئيس سعد الحريري اعتزاله الحياة السياسية، وعزوفه مع تياره السياسي عن خوض الانتخابات النيابية المقبلة، أطلّ بهاء، الأخ الأكبر لسعد، ليُعلن استكمال المسيرة السياسية التي بدأها والده رفيق الحريري، الذي استشهد في فبراير ٢٠٠٥ بتفجير استهدف موكبه في العاصمة بيروت.

وتوّجه بهاء الحريري، الإبن الأكبر لرئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الى اللبنانيين في خطابٍ مصوّر، أعلن فيه عزمه الى العودة إلى لبنان في الأيام القليلة القادمة لاستكمال المسيرة السياسية لوالده الشهيد، حيث خاطب اللبنانيين قائلاً:

«اخوتي و أخواتي اللبنانيين

تحية من القلب

طالت الغيبة، ولكنكم كنتم دائما حاضرين بالقلب والعقل والعمل. لن أتكلم عن خطورة المرحلة لأنكم أدرى وأعلم بخطورتها ودقة المرحلة التي آتين عليها.

بداية يجب التأكيد على أن لا ديننا ولا أخلاقنا ولا تربيتنا، نحن أبناء الرئيس الشهيد رفيق الحريري تسمح لنا بالتخلي عن مسؤوليتنا بوضع جميع امكانياتنا في سبيل نهضة لبنان، لبنان الرسالة ، لبنان الرمز، لبنان الوطن».

و تابع «عائلة الشهيد رفيق الحريري الصغيرة كما عائلته الكبيرة لم ولا و لن تتفكك ، بالشراكة والتضامن سوف نخوض معركة استرداد الوطن و استرداد سيادة الوطن من محتليها، سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري واي تضليل او تخويف من فراغ على مستوى اي مكون من مكونات المجتمع اللبناني يخدم فقط اعداء الوطن فما بالكم التخويف بالفراغ في اكبر طاىفة في لبنان التي لي شرف الانتماء اليها.

مستمرون فيما تعلمناه من والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري».

وتلقّى الشارع السني في لبنان هذه الأنباء عن عودة الابن البكر لرئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الذي يعتبر رمزاً للطائفة السنية في لبنان، بفرحة عارمة، بعد ما ساد من الحزن نتيجة انسحاب سعد الحريري من المشهد السياسي اللبناني و بالتالي إفراغ الطائفة السنية من زعامتها السياسية و بقائها بلا تنظيم يضمن لها دوراً فعالاً في الحياة السياسية اللبنانية.

تجدر الإشارة الى أنه بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في ٢٠٠٥ بدأت الجماهير المناصرة لتيار المستقبل بالهتاف باسم بهاء ليكون قائداً لتيّار المستقبل كونه الابن الاكبر للرئيس الحريري الأب، و لكن بهاء رفض في ذلك الوقت الدخول في المعترك السياسي، فانتقلت القيادة السياسية لتيار المستقبل و الطائفة السنية الى الأخ الأصغر سعد، الذي انسحب من العمل السياسي منذ ايّام قليلة و غادر لبنان متجهاً الى الإمارات العربية المتحدة.

و يبدو؛ انه و بعد ١٧ عاماً من رفض بهاء الحريري الدخول الى الحياة السياسية، وفرضت عليه الظروف السياسة العودة إلى لبنان و تسلم زمام قيادة الطائفة السنية، بعد أن تركها سعد الحريري في حالة شتات بعد تنحيه عن العمل السياسي.

و يُعرف بهاء الحريري، بأنه رجل أعمال ناجح، و صارم و ذو شخصية شديدة وحازمة على عكس اخيه الأصغر سعد، اللذي اشتهر بليونته و تسامحه و شخصيته المحبوبة، او كما يقول اللبنانيون بلهجة الشارع ” قلبه طيب”، مما يجعل عودة بهاء الى لبنان و دخوله المعترك السياسي، يشكلّ مصدر قلق لخصومه السياسيين، الذي فرِحوا بإزاحة سعد، فلا شك انهم يدركون اليوم، أن خصمهم لم يعد سعد الحريري، بل اصبح بهاء، أي أن الخصم الذي امامهم أصبح أقوى بكثير من ذي قبل.