بدء ذوبان الجليد بين لبنان و الخليج العربي.. وزير الخارجية الكويتي في بيروت


بيروت - مروة شاهين - بث:
وصل وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، مساء السبت، إلى العاصمة اللبنانية بيروت،وكان في استقباله وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الصباح على أن يلتقيه مجدّداً اليوم الأحد عند الواحدة والربع في وزارة الخارجية والمغتربين.
و استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح في قصر بعبدا، و بعد اللقاء صرّح وزير الخارجية الكويتي بالتالي: «تشرفت بلقاء رئيس الجمهورية ونقلت له تحيات أمير دولة الكويت وولي العهد وتمنيات لمزيد من الأمن والاستقرار والرخاء للبنان،و ،طالبنا بألا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي، وأن يكون عنصرا متألقا وأيقونة مميزة في المشرق العربي».
وتابع:«احمل رسالة كويتية خليجية عربية ودولية كإجراءات وافكار مقترحة لبناء الثقة مجددا مع لبنان، وهم الآن في صدد دراستها، وان شاء الله يأتينا الرد قريبا، ولبنان ساحة أمل للجميع وليس منصة عدوان».
و في صباح هذا اليوم وصل وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح الى السراي الحكومي يرافقه نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب، للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
و أكدت مصادر في رئاسة الحكومة أن أوساط السراي الحكومي علمت بوصول الوزير الكويتي من الإعلام، لافتاً إلى أن الزيارة كانت محدّدة منذ شهر إلا أن توقيتها لم يكن معلوماً، ولا تفاصيل عن جدول أعمال الوزير.
و في ختام اللقاء عقد وزير الخارجية الكويتي مؤتمراً صحفياً لخّص من خلاله اهداف الزيارة، اذ قال:«تعد هذه الزيارة ضمن الجهود الدولية المختلفة كاجراءات لاعادة بنا الثقة مع لبنان الشقيق. ولهذا التحرك الكويتي والخليجي والعربي والدولي ثلاث رسائل:
الرسالة الاولى :هي رسالة تعاطف وتضامن وتآزر مع شعب لبنان الشقيق.
الرسالة الثانية : هناك رغبة مشتركة لاستعادة لبنان رونقه وتألقه، كون لبنان ايقونة متميزة في العالم العربي ، ولكي يكون هذا الامر فعالا ، ينبغي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بشكل عام ، والخليجية بشكل خاص ، والا يكون لبنان منصة عدوان لفظي او فعلي تجاه اي دولة كانت.
الرسالة الثالثة: هي رؤية كويتية وخليجية حيال لبنان، وان يكون واقفا وصلبا على قدميه، فلبنان القوي هو قوة للعرب جميعا، وهنا تأتي أهمية ايفاء لبنان بالتزاماته الدولية، وجميع الدول، واكرر جميع الدول تدعم وتساعد هذا الامر. كلي ثقة من منطلق عروبة هذا الشعب اللبناني الاصيل وكافة الاخوان في لبنان، ان شاء الله سنحقق مآلنا واهدافنا نحو ان يكون هناك لبنان اكثر امنا واستقرارا وازدهارا».
و في سياق الحديث عن السياسات الخارجية اللبنانية و العربية أضاف الوزير الصباح «نحن في صدد خطوات لاجراء خطوات ثقة مع لبنان، وهي لا تأتي بين يوم وليلة، بل بخطوات ثابتة عملية، ملموسة، يلمسها جميع الاطراف، وبناء عليها تتقدم الأمور ان شاء الله. لن ادخل الان في التفاصيل بالنسبة لهذه التحركات ، ولكن الأساس الذي هو المنطلق الكويتي، الخليجي، العربي والدولي يبدا بالتزام لبنان بقرارات الشرعية الدولية وقرارات جامعة الدول العربية.
و هناك امر مهم للغاية، وهو ان كافة الدول وكل الدول المحبة للبنان لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية، مثلما لا نريد ان يتدخل لبنان في شؤون الدول الاخرى. النأي بالنفس الذي أصبح الآن مرادفا للبنان ولسياسة لبنان هناك ملاحظات بالنسبة لهذا المفهوم، وهناك رغبة عارمة لكل الأطراف الإقليمية والدولية ليكون هذا الأمر قولا وفعلا».
و تجدر الاشارة الى انه في شهر اكتوبر من العام الماضي طردت الكويت والسعودية والبحرين دبلوماسيّين لبنانيّين وسحبت سفراءها من بيروت، في أعقاب تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، تنتقد التدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، ليقدّم قرداحي بعد ذلك استقالته من الحكومة.
و تأتي زيارة وزير الخارجية الكويتي في وقت يشهد فيه لبنان حلحلة في الملف الحكومي، اذ اعلن حزب الله و حركة أمل، اكبر الأحزاب الشيعية في لبنان، عن انهائهم لمقاطعة جلسات الحكومة، و بالتالي فإن الحكومة اللبنانية ستعود الى الانعقاد الاثنين المقبل، كما من المتوقع أن تبدا الاثنين المفاوضات بين لبنان و صندوق النقد الدولي، الأمر الذي يتطلب اصلاح العلاقات اللبنانية مع الدول الصديقة و خصوصاً دول الخليج العربي و الدول الغربية، التي ستدعم و تقود الإجراءات الاصلاحية التي ستعيد لبنان الى سابق عهده، بلداً مزدهراً و مستقلّاً.
وقالت مصادر إن المقترحات التي قدمها وزير الخارجية الكويتي للبنان بهدف حل الأزمة تشمل الالتزام باتفاق الطائف وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وإجراء الانتخابات في موعدها.
وشملت المقترحات تشديد الرقابة على الصادرات للخليج لمنع تهريب المخدرات والتعاون بين الأجهزة الأمنية.