لبنان.. الثّنائي الشّيعي يُفرِج عن الحكومة.. فما وراء هذا الإفراج المفاجئ؟( تقرير).. مصدر يتحدث لـ "بث"..


بيروت - مروة شاهين:
أعلن الثنائي الشيعي المتمثل بحزب الله و حركة أمل، و اللذان يعتبران أكبر الأحزاب الشيعية في لبنان، أنهما سيعودان الى الاشتراك مجدداً بجلسات الحكومة اللبنانية بعد مقاطعة دامت ثلاثة أشهر، كانت الحكومة اللبنانية أشبه بالحكومة المشلولة غير القادرة على الاجتماع أو البتّ بأي قرارات من شأنها وقف الإنهيار الدراماتيكي الحاصل في لبنان.

التحقيق في إنفجار مرفأ بيروت هو أكثر ما يخيف الثناىيّ الشيعي
ملف التحقيق في إنفجار مرفأ بيروت السبب الرئيسي الذي دفع بحزب الله و حركة أمل الى مقاطعة الحكومة و تعطيل أعمالها، و جاء في بيان مشترك صادر عن الحزبين أن قرارهما بالعودة إلى جلسات مجلس الوزراء يهدف إلى الموافقة على ميزانية 2022، ومناقشة خطة الانتعاش الاقتصادي، وأشار البيان إلى أن قرارهما يأتي مع تسارع الأحداث سياسيا واقتصاديا واستجابة لحاجات المواطنين ومنعا لاتهامهما بالتعطيل.
و في ما يخص ملف التحقيق في إنفجار مرفأ بيروت و عن كونه السبب الذي أدّى الى تعطيل اجتماعات الحكومة اللبنانية فقد أشار الحزبين إلى أن مقاطعتهما أعمال الحكومة راجعة إلى “الخطوات غير الدستورية التي اعتمدها المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت، والمخالفات القانونية الفادحة، والاستنسابية، والتسييس المفضوح، وغياب العدالة، وعدم احترام وحدة المعايير” بحسب رأي الحزبين الشيعيين.

ميقاتي يُرحّب بالإفراج عن حكومته
وفي هذا الشأن صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بياناً رحّب فيه بقرار الثنائي الشيعي إنهاء مقاطعة جلسات الحكومة و قد تضمّن البيان:« يرحّب دولة رئيس مجلس الوزراء بالبيان الصادر عن حركة أمل وحزب الله بشأن العودة الى المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، ما يتلاقى مع الدعوات المتكررة التي اطلقها دولته لمشاركة الجميع في تحمل المسؤولية الوطنية خصوصا في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الوطن، وبما يحفظ الميثاقية الوطنية التي يشدد عليها دولته.إن دولة الرئيس، وكما سبق وأعلن، سيدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد فور تسلّم مشروع قانون الموازنة من وزارة المال، ويثمن الجهود التي بذلها ويبذلها جميع الوزراء لتنفيذ ما ورد في البيان الوزاري ووضع خطة التعافي التي ستنطلق عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي بشأنها. وقد اجرى دولته اتصالا بفخامة رئيس الجمهورية ميشال عون وتشاور معه في الوضع».
ما وراء القرار المفاجئ بالعودة الى الحكومة
تلقّى اللبنانيون خبر عودة الثنائي الشيعي الى الحكومة بدهشة كبيرة، فالتعطيل مستمر منذ ثلاثة أشهر، و لم تحدث أي متغيرات على الساحة السياسية تجعل الثنائي يعدِل عن قرارة بمقاطعة الحكومة، و لم يحصل ما يريده حزب الله بخصوص تنحية المحقق العدلي اللبناني القاضي اللبناني طارق البيطار عن ملف التحقيق في الإنفجار الذي هزّ بيروت في شهر آب من العام ٢٠٢٠.

و تعليقاً على هذا، قال النائب اللبناني زياد حوّاط في تغريدة على تويتر: «وصل الأمر من طهران فقرر ثنائي التعطيل الإفراج عن جلسات الحكومة. إنها تداعيات المفاوضات في الخارج.بلد رهنه ثنائي التعطيل وثنائي مار مخايل لإرادة الخارج،الإنتخابات النيابية آتية ودقت ساعة الحساب».

بينما أفاد مصدر سياسي خاص لوكالة “بث”، أن قرار الثنائي بالعودة الى جلسات الحكومة يأتي من صفقة انتخابية بين حزب الله و التيار الوطني الحرّ، اذ إن التعطيل الذي سببه حزب الله للحكومة أدخل التيار الوطني الحرّ في دوامة من الإحراج أمام الشعب اللبناني، و بالتالي فإن التيار الوطني الحرّ يريد إعادة تفعيل الحكومة التي قد تكون آخر حكومة في عهد الرئيس ميشال عون و بالتالي يريد التيار الوطني الحرّ أن يظهر للشعب في مظهر يوحي بأنه قادر على فعل شيء من أجل إنقاذ لبنان من ازماته، و بالتالي يكسب بعض التأييد في الانتخابات النيابية المقبلة.
و أضاف المصدر بأن حزب الله يريد تعويض التيار الوطني الحرّ عن ما حدث في المجلس الدستوري، و الذي اعتبره التيار الوطني الحرّ طعنة في الظهر من قبل حليفه حزب الله، و بالتالي فإن حزب الله يريد أن يرضي التيار الوطني الحرّ، لكي لا يخسر الغطاء المسيحي لسلاحه، هذا الغطاء الذي وفّره له التيار الوطني الحرّ بعد تفاهم “مار مخايل” عام ٢٠٠٨، أي أن مسألة استئناف اجتماعات الحكومة ليست سوى محاولة من حزب الله و التيار الوطني الحرّ لإعادة الأمور الى سابق عهدها بين الحليفين، مما يتيح لهم خوض الانتخابات المقبلة بعيداً عن أي خلافاتٍ داخل الصفّ الواحد.
_________
صورة الخبر الرئيسية: نبيل إسماعيل، عن صحيفة النهار