لبنان.. مخاوفٌ أمنية قد تُطيح بالإنتخابات l تقرير

بيروت - مروة شاهين - بث:
حذّرت مصادر عسكرية و دبلوماسية لبنانية من احتمالات تصدّع الوضع الأمني اللبناني، ضمن مخطط يهدف الى زعزعة الوضع الأمني و بالتالي الغاء الانتخابات النيابية، و تأتي هذه الاخبار في ظلّ وضع سياسي مليئ بالتشاحنات بين العديد من الأطراف السياسية اللبنانية.


وقد حذّرت الدبلوماسية اللبنانية المعروفة “تريسي شمعون”، من مخططات تهدف الى ضرب الوضع الأمني بهدف الإطاحة بالإنتخابات التشريعية المقرر اجرائها خلال الاشهر القليلة القادمة، اذ قالت شمعون في تغريدة على تويتر: «أخشى من خطة بدأ تنفيذها وتقوم على رفع وتيرة السجالات الداخليّة وصولاً الى حدث أمني يؤدّي الى تطيير الانتخابات.»
و منذ العام ٢٠١٩ يعيش لبنان ازمة اقتصادية طاحنة، إضافة إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي، بدءاً من الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في العام ٢٠١٩ و التي اطاحت بحكومة الرئيس سعد الحريري، و ما تبعها من تحميل عهد الرئيس ميشال عون مسؤولية وصول لبنان إلى هذا الوضع المتدهور نتجية تحالفه مع حزب الله المصنّف إرهابياً من قبل الدول الغربية و الدول العربية و على رأسها دول مجلس التعاون الخليجي.
و قد شهد لبنان خلال السنوات الثلاث الماضية فراغاً حكومياً متتابعاً، ناهيك عن الأحداث الامنية التي قد وضعت لبنان على شفا حفرة من اندلاع حرب اهلية جديدة، لاسيما الاشتباك المسلحة بين حزب القوات اللبنانية و التيار الوطني الحرّ في منطقة ميرنا الشالوحي في العاصمة بيروت، بالإضافة إلى الاشتباكات في منطقة عين الرمانة بين حزب القوات اللبنانية و حزب الله، و تجدر الاشارة الى ان منطقة عين الرمانة قد شهدت اول شرارة لاندلاع الحرب الاهلية اللبنانية التي اندلعت في العام ١٩٧٥ و استمرت حوالي ١٥ عاماً.

و في هذا السياق افاد مصدر عسكري خاص في شعبة المعلومات (اي شعبة الاستخبارات التابعة لقوى الامن الداخلي) لوكالة بث طلب عدم الكشف عن اسمه، بأن اجهزة الأمن اللبنانية و خصوصاً الجيش، تحاول التعامل مع العديد من المعطيات التي تفيد بأن هناك من يسعى الى تقسيم الجيش و زعزعة وحدته و انسجامه، و ان انقسام الجيش اللبناني سيكون من مصلحة حزب الله الذي سيسعى الى ملئ الفراغ الذي قد يحدثه غياب الجيش اللبناني، مما سيمكنه من السيطرة على لبنان ليس فقط سياسياً و انما عسكريا و امنيا ايضاً.
و عند سؤاله عن الشائعات التي تفيد بحدوث هزّات أمنية قد تزعزع الاستقرار أجاب المصدر: ” ان مثل هذه التهديدات و المعطيات موجودة دائماً لدينا، أحيانا تكون صحيحة و احيانا لا، و لكن المؤكد أن القوى الامنية استطاعت حتى اليوم التعامل بشكل صحيح مع كافة التهديدات، وبالتالي استطاعت احباط العديد من المحاولات التي استهدفت امن لبنان و استقراره، و ان القوى الامنية ستسمر بكل حزم و جدية في التعامل مع اي معطيات تهدد وحدة و استقرار البلاد”.
و عند سؤاله عن احتمالية تكرر سيناريو العراق في لبنان لجهة حدوث مسائل امنية قد لا يستطيع الجيش اللبناني التعامل معها وبالتالي يجد الحزب فرصته لبسط قواته على الأراضي اللبنانية، أجاب: « إن الجيش اللبناني هو أساس الاستقرار في لبنان، و هو العقبة الوحيدة التي وجه حزب الله و التي تمنعه من السيطرة على البلاد بشكل كامل، و ان الدول الغربية و على رأسها الولايات المتحدة الامريكية تعلم هذا جيداً، و هذا الأمر واضح ايضاً بالنسبة للدول العربية، و لهذا نجد هذه الدول تدعم الجيش اللبناني على جميع الاصعدة، عسكرية و مالياً و معنوياً، و الداخل اللبناني إضافة الى عناصر الجيش و قياداته، يعرفون جيدا أن الجيش هو الحامي الوحيد لما تبقّى من السيادة اللبنانية، و بالتالي فإن الجيش اللبناني محصّن من الداخل و الخارج، و بالتالي قادر على الحفاظ على وحدة صفوفه خلال أي أزمة، ما يجعل تكرار السيناريو العراقي في لبنان أمراً مُستبعد الحدوث».