تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين .. أمير المدينة يفتتح ندوة "جهود المملكة في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا"

news image


المدينة المنورة - تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة اليوم25 جمادى الآخرة 1442 هـ الموافق 07 فبراير 2021 م , ندوة "جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا"، التي تنظمها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي -عن بعد-, بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، وإماما وخطيبا المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، وفضيلة الشيخ عبدالله بن عواد الجهني.

وفي بداية الندوة رفع سمو أمير منطقة المدينة المنورة أسمى آيات الشُكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، على موافقته الكريمة لإقامة الندوة التي تُسلط الضوءَ على جهود المملكةِ في خدمةِ المُعتمرين والزائرِين خلال جائحةِ كورونا.

وبين سموه أن هذه البلاد دأبتِ منذ توحيدِها على يدِ جلالة الملكِ المؤسسِ -طيب اللهُ ثراه- وصولاً إلى العهد الحالي الزاهر على إيلاءِ الحرمين الشريفين، وقاصديهما من حجاجٍ وزوارٍ ومعتمرين، فائقَ الرعاية والعناية والاهتمام، وحرصت على توفيرِ كلِّ ما مِن شأنه ضمانُ أمنهم وسلامتهم وراحتهم وولذلك، اتخذت المملكةُ في بداية ظهورِ الجائحة قراراً مسؤولاً بتعليق العُمرة وزيارة الحرمين الشريفين، في خطوةٍ استباقيةٍ، أثبتت نجاحَها في منعِ انتشارِ الوباءِ بين المسلمين حول العالم، في وقتٍ تمكنت فيه الجائحة من كثيرٍ من دول العالم.

وبين سموه أن المملكةُ استمرتِ في إصدار عددٍ من الإجراءاتِ الاحترازيةِ الاستباقيةِ، من بينها منعُ التجول للحفاظ على الصحة العامة للمواطن والمقيم، وحققت ولله الحمد نتائجَ إيجابيةً في الحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه، بأقل تأثيرٍ على مجريات الحياة العامة، وبتظافر جهود الجهات الحكوميّة والأهليّة والخيريّة في كافة مناطق المملكة.

وعرج سموه خلال كلمته على تجربة منطقة المدينة المنورة في التعامل مع الجائحة، حيث اتُخِذتِ العديدُ من الإجراءات الوقائية والاحترازية، بالتزامن مع بدءِ الجائحة في ضوء ما صدر من توجيهاتٍ كريمةٍ، جعلتِ المحافظةَ على سلامةِ الإنسانِ قبل أي شيء، وبالتالي كان لها بالغَ الأثرِ في السيطرةِ والحد من تفشي الوباء، بالإضافة إلى متابعةِ تنفيذِ عدة برامج ومشاريع صحية واجتماعية ساهمت في تحقيق النتائج المرجوة.

وأضاف سموه أنه منذ منتصف شهر ربيع الأول من العام الحالي، تم اعتماد قرارٍ بإلزامية إبرازِ ما يُثبت الحالةَ الصحيةَ عبر تطبيق (توكلنا) كشرط للدخول للمنشآت الحكومية والخاصة.

وعلى صعيد المشاريع الصحية، أوضح سموه جهودِ وزارة الصحة وقياداتها في تعزيز أداء القطاع الصحي بالمنطقة من خلال تدشين حزمةٍ من المشاريع الجديدة لمجابهة الجائحة شملت تشغيل المرحلة الأولى من مستشفى المدينة المنورة بسعة 200 مائتي سرير، وإنشاء مُستشفى ميداني تابعٍ لهُ بسعة 100 مائة سرير و إنشاء مستشفى ميداني بسعة 100 مائة سرير، منها 20 سريراً للحالات الحرجة، مُجهزٌ بأحدث التجهيزات الطبية، وتم تسمية المستشفى باسم المُمرضة (نجود الخيبري) تقديراً لجهودها رحمها الله تعالى، حيث تُوفيت بعد إصابتها بالفايروس أثناء عملها في الميدان و رفع السعة السريرية بالمستشفيات الحكومية والأهلية بالمنطقة خاصةً غرفَ العناية المركزة لاستيعاب المصابين بالفايروس المحتاجين للرعاية الطبية الفائقة وافتتاح مركزٍ للفحص المُوسّع، بقدرة إجمالية تبلغ 7 سبعة آلاف مسحةٍ يوميًا وافتتاح مختبرٍ متنقلٍ، بقدرة إجمالية تصل إلى 10 عشرة آلاف فحصٍ يومياً.

بعدها ألقى سماحة مفتي عام المملكة كلمة قال فيها: "إن خدمة ضيوف الرحمن نعمة عظيمة، منّ الله بها على هذه البلاد، وأن المملكة العربية السعودية الدولة المباركة قد اعتنت بزوار بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي عناية عظيمة، وذلك استجابة لقوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ولأجل ذلك فقد تبوأت المملكة العربية السعودية، مكانة مرموقة في العالم، وأصبحت عنوانا لكرم الضيافة، وحسن الوفادة، واستطاعت أن تحقق مكانة مميزة في قلوب المسلمين في كل مكان.

وأكد سماحته أن قيادة المملكة العربية السعودية حرصت كل الحرص على تحقيق مصالح المسلمين، والحفاظ على كل ما فيه نفع لهم، ومحافظة على سلامتهم، وإبعاد كل ما فيه أذى لهم وإضرارا بهم مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وامتثالا لما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم- من (النصح لكل مسلم).

وأضاف أنه انطلاقا من هذا المبدأ، لمّا نزلت جائحة (كورونا) سعت المملكة العربية السعودية في اتخاذ تدابير احتياطية ووقائية واسعة، وإجراءات احترازية كبيرة، للحد من انتشار هذه الجائحة بين المواطنين والمقيمين في المملكة، أو انتقالها من خارج حدودها، فأمرت بإيقاف السفر خارج المملكة والقدوم إليها، ومن تلك الإجراءات الاحترازية والوقائية، ما اتخذته الحكومة تجاه المعتمرين والزائرين في الحرمين الشريفين، سواء من داخل المملكة، أو من خارجها.

وأشار سماحة مفتي عام المملكة إلى ماوفرته حكومة المملكة من إمكانيات وطاقات كاستخدام التقنية الحديثة بجميع أنواعها في خدمة المعتمرين والزوار من خلال تخصيص برنامج (اعتمرنا) للحجز من أجل أداء العمرة والزيارة والصلاة في الحرمين الشريفين، وتنظيم أعداد القادمين للحرمين ، وتسهيل دخولهم وفق جدول زمني مرتب، تفاديا لحصول تزاحم عند التوافد على زيارة الحرمين الشريفين كما تم الأعتماد علي عدد كبير من رجال الأمن والموظفين، لتنظيم حركة المعتمرين والزوار أثناء الدخول والخروج، وأثناء تواجدهم داخل الحرمين الشريفين، وكل ذلك لأجل تمكينهم من أداء مناسكهم وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي تسهل لهم أمرهم، وتيسر عليهم القيام بشعائرهم وعبادتهم، من غير عناء ومشقة.

تلا ذلك كلمة لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بعنوان "جهود الرئاسة في تمكين المعتمرين والزائرين من أداء المناسك وسط منظومة متكاملة من الخدمات) رفع من خلالها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- ولسمو ولي عهد الأمين - حفظهما الله - ، على رعايتهما لهذي الندوة العلمية والتي تجسد اهتمامهما - حفظهما الله -، بالحرمين الشريفين وقاصديهما .

وقال الشيخ السديس: "إن هذه الندوة لها آثار عظيمة وأهمية بالغة من خلال ابراز الجهود التي بذلت للحرمين الشريفين من قبل قيادتنا المسددة, حيث عملت الرئاسة خلال الجائحة التي تعد إحدى الجهات التي كانت لها جهود مميزة في تهيئة الجو التعبدي في الحرمين من خلال تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية من خلال التباعد الجسدي والمكاني ، في أجواء روحانية صحية بالتعاون مع عدد من الجهات وهذا ما مميز الجائحة انها عملت بروح الفريق الواحد .

وبين أن موظفي الرئاسة في المسجد الحرام والمسجد النبوي عملو على تكثيف الجهود في جميع المجالات ، حيث يقوم أكثر من ٥ آلاف عامل على النظافة والتعقيم باستخدام قرابة ١٠ الاف لتر من المنظفات والمعقمات الصديقة للبيئة يوميًا وعلى مدار الساعة ، بالاضافة الى توزيع اكثر من ١٠ ملايين عبوة زمزم بعد الاستغناء عن الترامس والمشربيات احترازيًا .

وأضاف معاليه أن الرئاسة عملت على توظيف الذكاء الاصطناعي من خلال استخدام عدد من الأجهزة عالية الجودة ، بالإضافة إلى عدد من المواد الإعلامية والتوجيهية والتثقيفية والدوارات التدريبية بجميع اللغات .

وحول الخدمات الصحية في الحرمين الشريفين بين معالي وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة في كلمة بعنوان "الخدمات الصحية في الحرمين الشريفين عناية فائقة ورعاية كريمة"؛ أن العالم يعيش اليوم وضعًا اِسْتِثْنَائِيًّا، والمملكة العربية السعودية نهجت نهجًا فريداً في تعاملها مع الجائحة, مستشهداً بحديث خادم الحرمين الشريفين "إننا نعيش مرحلة صعبة ولكننا ندرك أنها مرحلة ستمضي، والمملكة مستمرة في مواجهة الجائحة".

وتحدث الدكتور الربيعة أن الجائحة فاجأت العالم، ولم تطرأ على أحد، حيث لم يتوقع أحد أن يتحول هذا الحدث الذي تم اكتشافه في مدينة ووهان الصينية إلى وباء.

ولفت النظر إلى أن هناك كثير من الدول لم تستطع التعامل مع الجائحة، والمملكة اتخذت أسلوبا فريدًا في التعامل معها، وأنشأت لجنة معنية تتابع الفايروس، نتج عنها توصيات اتخذت القيادة بناءً عليها عددًا من القرارات.

وأضاف معالي وزير الصحة أن المملكة قامت بمجموعة احترازات لحماية الجميع من الجائحة، وأنفقت بسخاء على القطاع الصحي، وتوسعت في أسرة العناية المركزة، كما اهتمت بتوفير فحص كورونا للجميع.

واختتم الدكتور توفيق الربيعة مشاركته بقوله: إن كل هذه الجهود ساهمت في تقليل أعداد الإصابات، وبلادنا من أوائل الدول التي حصلت على اللقاح ومكنت الجميع من الحصول عليه بشكل عادل، ونقدر الجهود التي تمت في الحرمين الشريفين، كما نقدر جهد الرئاسة العامة لشؤون الحرمين والجهات المعنية فيهما.

بعدها القى معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن كلمة بعنوان "التقنية الحديثة والتطبيقات الذكية ودورها في تسهيل العمرة والزيارة" بين من خلالها دور التقنية الحديثة والتطبيقات الذكية في تسهيل العمرة والزيارة منذ رصد انتشار جائحة فيروس كورونا العالمية في المملكة العربية السعودية.

وأكد معاليه إسهامات التكامل والتعاون بين الجهات الحكومية لاسيما وزارة الصحة ووزارة الداخلية والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تقديم أفضل الخدمات المراعية للمعايير الصحية العالمية داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي، ونوه إلى أن المملكة العربية السعودية كانت ضمن أولى الدول في اتخاذ الإجراءات الاحترازية واتباع المعايير الصحية العالمية، وحرصها الواضح على سلامة وصحة الإنسان، مستشهداً بمواقفها الإنسانية العديدة التي كانت محط الأنظار والإعجاب العالمي ومنها ما فعلته تجاه المعتمرين المتواجدين في المملكة بعد التطبيق الكامل للإجراءات الاحترازية المشددة، حيث تم استضافتهم وتأمين كل سبل الراحة لهم إلى حين رجوعهم لبلدانهم.

ولفت معاليه الانتباه إلى أن وزارة الحج والعمرة كانت تعمل على مدار الساعة بالتعاون مع الجهات الأمنية والصحية ورئاسة شؤون الحرمين على خطط أداء الصلوات وفتح العمرة على ٣ مراحل، حيث تطلبت الاستعدادات إجراءات احترازية دقيقة، وتهيئة الحرمين من قبل الرئاسة، وتنظيم الحشود من قبل القوات الأمنية في الحرمين الشريفين.

وأضاف معاليه أسهمت البرامج التقنية ومنها تطبيق اعتمرنا البالغ عدد المستفيدين من خدماته ٩ مليون مستفيد في تيسير أداء النسك والعبادات بكل مهنية واحترافية، ومتابعة التقارير والمؤشرات لأداء الحج والعمرة، وتسخيرها لتوحيد وتطوير الخطط الدقيقة لشهر رمضان المقبل، ودراسة مستجدات الأوضاع الصحية التي تعمل عليها الوزارة بمشاركة الرئاسة وجميع الجهات الحكومية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن.

وقال معالي مدير الأمن العام الفريق أول الركن خالد بن قرار خلال مشاركته في ندوة (جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا) ، بعد صـــدور أمر ســـمو وزيـــر الداخليـــة رئيـــس اللجنة العليـــا للعمرة بتشـــكيل لجنة تنفيذيـــة ميدانية دائمة برئاســـة وزارة الداخليـــة، ممثلةً في الأمن العـــام والجهات المعنيـــة وهي: (وزارة الحج والعمرة، الرئاســـة العامة لشؤون المســـجد الحرام والمســـجد النبوي، ورئاسة أمن الدولة) والتنســيق مع جهات الاختصاص بمـا يضمن تحقيـــق الســـلامة والأمن والاطمئنـــان على المعتمريـــن، وفـــق مراحـــل التنفيـــذ بمـــا فـــي ذلـــك الاســـتعداد والتهيؤ لاســـتقبال الحجاج القادمين مـــن خارج المملكة عبر محطات الوصول والتعامـــل معهم، اتخـــذت اللجنة من مركز عمليات الحـــرم مقرًاً لها، وأعدت خطـــة ميدانيـــة بذلك.

وأضاف معاليه أنه روعـــي بالخطه الميدانية تقســـيم الأدوار بين جهـــات الاختصاص لتنظيم حركـــة المعتمرين أثنـــاء الدخول والخروج من الحرم المكي الشـــريف، وإعـداد خطـة أمنيـة مرورية بداية من تكثيف الوجود الأمني على الطرق البريـة المؤديـة إلى منطقـة مكـة المكرمة، وتوزيـع مراكـز إعـادة الحيويـة والنشــاط المعروفــة بنقــاط التهدئــة، علــى الطــرق البريــة المؤديــة إلى مكــة المكرمة، وصـولاً إلـى مراكـز الضبـط الأمنـي المحيطـة بالعاصمـة المقدسـة، كمـا تـم التنسـيق مـع وزارة الحـج والعمـرة لتكليـف منـدوب من قبلهـم للتأكد مـن صحـة ونظاميـة تصاريـح العمـرة التـي حصـل عليهـا المعتمـرون، مـن خـلال تطبيـق (اعتمرنـا)، وبلـغ عدد المخالفيـن الذيـن تـم إعادتهـم مـن مراكـز الضبط الأمني لعـدم حصولهـم علـى تصاريـح عمـرة نظاميـة (1728) شـخصًاً و(536) مركبـة.

وبين أن الخطة شــملت تنظيــم وإدارة حركــة المــرور علــى الطــرق والأنفــاق المؤديــة للمســجد الحــرام، والمنطقــة المركزيــة، ووضــع نقــاط منــع وتحكــم في الحركــة المروريــة، وحركــة المشــاة فــي حــدود الطريــق الدائــري الثانــي للمركبــات، والطريــق الدائــري الأول للمشــاة باتجــاه المســجد الحــرام لمنــع وصـول المعتمريـن المخالفين، حيـث تـم ضبـط ( 1453) شـخصًاً كانوا ينـوون أداء العمـرة بطريقـة غيـر نظامية، كمـا تضمنـت الخطـة وضـع آليـة لتفويـج المعتمريــن والمصليــن إلــى المســجد الحــرام .

وأشار معاليه إلى أن وزارة الداخلية نفذت خطـة ميدانيـة للمشـاركة مـع الجهـات ذات العلاقـة فـي إدارة وتنظيـم حركـة الحشـود وتنقـل المعتمريـن داخـل المسـجد الحــرام، وذلـك مـن خـلال الرصـد والمتابعـة مـن مركـز عمليـات المسـجد الحـرام، وتمرير المعلومــات والملاحظــات علــى حركــة المعتمريــن إلــى جهــات الإشــراف الميداني أولاً بــأول ، والتأكــد مــن التقيــد بمواعيــد التفويــج، وكون الأعــداد وفــق المسـموح به لـكل مجموعة، وذلك بالتنسـيق مـع الرئاسـة العامـة لشؤون المسجد الحـرام والمسـجد النبـوي.

وأضاف الفريق الحربي أن وزارة الداخليـة أسهمت في بث برامـج توعويـة متنوعـة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج التلفزيونية تهـدف إلى رفـع مسـتوى الوعـي لمــن يرغــب بــأداء مناســك العمــرة والتقيــد بالأنظمــة والتعليمــات المتعلقــة باتبـاع الإجـراءات الوقائيـة والتدابيـر الاحترازيـة، مؤكدا ًعلـى أن رجـال الأمـن معنيـون بتطبيـق النظـام بدايـة مـن مراكـز الضبـط الأمنـي، مـرورًاً بخـط السـير الـذي سيسـلكه المعتمـرون، وصـولا إلـى المسـجد الحـرام والمسـجد النبـوي الشريف، مبيناً أن هناك ارتفـاعا ملمـوسا فـي مسـتوى الوعـي بأهميـة التقيــد بالأنظمــة والتعليمــات المختلفــة، وأن البرامــج التوعويــة قــد حققــت جـزءًا كبيـرا مـن أهدافهـا بحمـد اللـه.

وأوضح أنه تـم إعـداد خطـة أمنيـة مروريـة لتنظيـم حركـة المـرور فـي الطـرق والمحـاور الرئيسـية التـي تـؤدي إلـى المسـجد النبـوي الشريف، كمـا تـم بالتنسـيق مـع الجهـات المختصـة متابعـة الحالـة الأمنيـة لزوار المسـجد النبوي الشـريف في نقـاط الفـرز المخصصـة لدخـول الروضـة الشـريفة، والعمـل علـى تهيئـة مناطـق الانتظـار الخارجيـة، ومراقبـة أعـداد المصليـن وفقـًاً للطاقـة الاسـتيعابية وبمـا يمكـن مـن تطبيـق الإجـراءات الإحترازيـة والتدابيـر الوقائيـة.

ولفت معالي مدير الأمن العام النظر إلى استعدادات المديريـة العامـة للجـوازات لتنفيـذ الأمـر السـامي الكريـم القاضي بالسـماح بعـودة العمـرة تدريجيـًاً فـي ظـل جائحـة كورونا، وذلــك بتوفيــر الطواقــم الإداريــة ذات الكفــاءة العاليــة للتعامـل مع المعتمريـن القادميـن مـن خـارج المملكـة عبـر منافـذ الوصـول، والعمـل علـى ســرعة إنجــاز إجــراءات دخولهــم للمملكــة دون تأخيــر، مبينا ان المديريـة العامـة للدفـاع المدنـي استعدت بعـدد مـن الخطـط الوقائيـة وخطـط الطـوارئ التـي تتطلـب التدخـل فـي أي وقـت متـى مـا دعـت الحاجـة، بحكـم أن جهـاز الدفـاع المدنـي معنـي بتحقيـق السـلامة للمعتمريـن فـي نطـاق إشـرافه ومهـام عملـه.

عقب ذلك توالت المشاركات من المشاركين الذين أكدو على ضرورة الاستفادة من هذه الندوات في مثل هذه الأزمات والكوارث لاسمح الله .

وفي ختام الندوة أعلن البيان الختامي والمتضمن التتابع في إبراز جهود المملكة العربية السعودية خلال جائحة كورونا في كافة المجالات وخصوصا فيما يتعلق بالحرمين الشريفين وقاصديهما و إعداد الموسوعة الشاملة الورقية والرقمية عن جهود المملكة العربية السعودية خلال جائحة كورونا داخل الوطن وخارجه و إقامة مؤتمر عالمي برعاية المملكة العربية السعودية للحديث عن جائحة كورونا والدروس المستفادة وإعداد مشاريع بحثية وكراسي بحث أكاديمية عن الجهود وآثارها صادرة من محاضن العلم ، وطرح الموضوعات لرسائل الماجستير والدكتوراه ، وحث الباحثين على إيلاء الجوائح ولاسيما جائحة كورونا في أطروحتهم العلمية وإقامة ندوة كبرى تنبثق عنها حلقات نقاش لبحث موضوع ( ماذا بعد الجائحة ؟ ) .

كما تضمن البيان إدراج جهود المملكة العربية السعودية خلال الجائحة في المناهج الدراسية لتشهد الأجيال النجاح المتحقق وإعداد مشروع إعلامي معرفي يعنى بالأفلام الوثائقية ، واستثمار وسائل التوصل المتعددة لإبراز الجهود وترجمتها لعدة لغات ، كما يتم إعداد مادة إعلامية موجهة لشركات تنظيم العمرة والزيارة عن الإجراءات الاحترازية في المملكة ودعمها بإصدارات مترجمة باللغات موجهة للمعتمرين في الخارج ونقل تجربة المملكة في جائحة كورونا إلى الدول التي يكثر قدوم المعتمرين والزوار منها ، لتحقيق أقصى وقاية ممكنة قبل التوجه للملكة ، ونقلها إلى العالم بعدة لغات .

وأكد البيان على حث الجهات ذات العلاقة بالعمرة والزيارة لإصدار أدلة تنظيمية وإرشادية للطوارئ والأزمات ، وتوحيدها في قوالب رقمية للاستفادة من تجربتها في جائحة كرونا ، وتتابع الجهود للعناية بإدارات الطوارئ والكوارث وإنشاء مراكز لمكافحة الأوبئة والعدوى ، ومراكز عمليات مشتركة بينهم ، والاهتمام بإدارات التفويج والحشود وإطلاق مشروع الإعلام والإعلام المضاد في الأزمات والكوارث وإنشاء غرف العمليات الإعلامية في الجهات لكي تحلل وتطور الرسالة الإعلامية المؤثرة والمطمئنة للنفوس أضافة الى ضرورة استثمار التقانة واستبدال الخدمات ونقلها من الواقع الاعتيادي إلى الواقع التقني ، واستثمار الذكاء الاصطناعي ، ودعم المنصات والتطبيقات الرقمية وأهمية قيام الجهات الحكومية بتحويل خدماتها إلى العالم الرقمي.

ولفت البيان إلى تعزيز التوعية الاجتماعية بإقامة حملة توعوية تشارك فيها كل الجهات وتتضمن نشر الأدلة والقواعد الإرشادية المتعلقة بفيروس كورونا وتكثيف الشراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص لتكوين أنماط جديدة من وصول الخدمات إلى المستفيدين ومنح الفرص للقطاع الثالث الخيري وفق التعليمات والأنظمة للمشاركة في ما يمر به المجتمع من أحداث والتأكيد على الالتزام بالعمل المنظم لإجراءات العمرة والصلاة في الحرمين الشريفين ودعمها و طرح بريد إلكتروني لكل من أراد تقديم مبادرة كبرى ودعمها إسهاما منه في خدمة الحجاج والمعتمرين من الفكرة وآلية تطبيقها وطرق تنفيذها والالتزام التام بالتعليمات الأمنية التي تعنى بتحقيق المحافظة على الأمن والنظام العام واستمرار كافة الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة والتجارية في اتباع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية .

كما شمل نص البيان ضرورة الحرص على الاستفادة من الجائحة "وماذا بعد" في الاستمرار بالتقيد بالإجراءات الاحترازية والحزم في تطبيقها ، وأهمية تطوير البنية التحتية في استثمار التقنية والتحولات الرقمية في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين والإعلان عن جائزة للجهات والأفراد ، وأفضل عمل علمي وبحثي قدم خلال الجائحة، وإبراز جهود المملكة العربية السعودية في هذا المجال .