الآراء والأخبار.. وقانون غريشام

news image


كتب - عبدالله العميره

منذ فترة طويلة تراودني فكرة الكتابة عن الرأي وكتّاب الرأي والمؤثرين.
لابد من نظرة شاملة إلى الموضوع..
لا رأي مفيد؛ إلا عن مفكر مبدع يطرح  رؤى  متطورة، ممتازة قابلة للتنفيذ.. ومعالجات فعالة.
ولاقيمة لرأي بدون وسيلة ( نافذة ) معتبرة .. قوية مؤثرة واسعة الإنتشار.

 
الملاحظ: 
- لا صحف أو مجلات ذات مرجعية تستحق المتابعة والتأثر بها؛ يرهبها المرجف، ويشتد بها المنصف.
- إنتشار كل من هب ودب في مواقع التواصل .. ( خلطبيطة)، الثمين ضائع بين الكثير الغث.
أو معلوات وأخبار (فلاشات) سريعة ؛ صيغت على نماذج العلاقات العامة في حسابات الجهات (كل يغني على ليلاه )، تحتاج إلى ضبط وربط وتنسيق وتفعيل لتتسع دائرة المتابعة والفائدة .
ما يحدث من جهد وتكاليف مالية، لايشكل تأثيرها إلا أضعف النسب، فالأخبار / أو العناوين السريعة في حسابات الجهات، معظمها (إن لم يكن كلها) موجه للداخل . لاتأثيرلها في الخارج، إلا  النزر .. قليل خيره.
لابأس .. لندع الحسابات في مواقع التواصل تتصارع، وتتضارع  تضارعاً (أي تشبه بعضها ) ، وتضرع لبعضها ( أي  تخضع لبعضها)،  وسيأتي يوم تضرع ( أي تغيب وتزول بدون تأثير) ! 


ما هو الحل ؟
 "  قانون عالمي ؛ عُرف بقانون غريشام، وهو قانون علمي اقتصادي مشهور كان له دوره في النظم النقدية عرف باسم قـائله السير توماس غريشام مستشار ملكة إنكلترا، وقد سبقه المؤرخ المقريزي (1364-1442م) إلى اكتشاف هذا القانون بنحو قرنٍ ونصف القرن وتحدث عنه في رسالته «إغاثة الأمة في كشف الغمة». ويتلخص هذا القانون في العبارة الشهيرة : العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق" . 

في الإعلام؛ إذا أردنا التصحيح، يجب العمل على عكس قانون غريشام..
أعني؛ التركيز على الصحفيين والكتاب االمفكرين المميزين، ودفعهم لطرد العملات الرديئة من توافع ما يسمون بالمؤثرين والمؤثرات وما يقال عنهم إعلاميين وكتّاب ، وبرامج جعلتها محطات تافة تتصدر المشهد. بمسلسلاتها وافلامها المنحطة والتافهة.. ويشعر المتابع أنها برامج مقصودة لتحويل المجتمع إلى قردة همها التسافد وملء بطونها بأنواع الأطعمة التي تتخم المعدة والعقل.

يجب التعجيل في تطوير الصحف ، ومنافذ الأخبار والتقارير والرأي.
فقد تأخرنا كثيراً.

ربما يأتي من يقول : بل صحافتنا مميزة ومؤثرة !
إجابتي: لا يمكنني جدال القائلين بذلك، فهم مستفيدون بنظام صحافة أكل عليها الدهر وشرب، ووضعتها " الرؤية " على الهامش.
كل خطوة لها قيمة وحساب..
يجب أن يتوقف الصرف على وسائل غير مؤثرة ، ودعم الوسائل المؤثرة.
المسألة تحتاج إلى مراجعة جادة وسريعة من معالي الوزير..
كل يوم تأخير ، تتقدم برامج الرؤية (2030) ولايمكن مجاراتها، وكم كبير من برامج ونشاطات الرؤية لايتم إظهارها كما يجب.
_____
العبرة ليست في كثرة المنافذ، ولا في الإبهار في الإخراج.
العبرة في النتيجة .. في التأثير، والأثرطويل الأمد.
" فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ".
_____
سؤالx اثنين؛ أرجو التفكير فيها بعمق:
مالذي يمنع السعي لتحصيل المكسب (مال وغيره) ، مع الصرف على برامج مفيدة ومؤثرة  / لها أبعاد استراتيجية؟
مالذي يجعلنا نصرف على برامج (ترعد وتبرق ) ولكنها لا تُمطر؟!