بعد 40 عاماً من العمل الصحفي..
كتب - عبدالله العميره
ربما تكون رسالتي هذه هي الأخيرة.. ربما ، إلا إذا حدثت معجزة!
قراري بإيقاف وكالة بث ، وإلغاءها ، واعتزالي للإعلام؛ قاب قوسين.
ليس لأن وكالة بث لاتقدم عملاً جباراً يفوق كثير من الصحف والوكالات. متحدية كل الصعاب والمسافات والمنافسات.
إنما لأسباب لن أذكر تفاصيلها الآن.. ربما لاحقاً .
لكن يمكن الإشارة إلى أمرين .. الأول يتعلق بالميزانية، والآخر يتعلق بالتقدير.
كنت أنتظر من وزارة الإعلام أن تطلب تقارير دورية عن خدمات الوكالة ( وأطالبها بطلب تقارير ومراقبة لإنتاج الصحف، وقبلها وكالة الأنباء السعودية (واس)، ودراسة تأثيرها وأثرها ).. ويتم التعامل مع الأثر والتأثير علناً كما يتم مع الأخبار - لكن بأساليب خبرية وتقريرية حديثة.
أو أن يطلبوا مني إقفال الوكالة لعدم فعاليتها، عند ئذ أعرف أن خبراتي وما قدمته طوال 40 عام مجرد هبـــاء لاقيمة له!
أو أن يتم تقديم الدعم الذي تستحقه الوكالة على خدماتها الوطنية..
أريد أن أشير؛ إلى أن هناك من طلب شراء المحتوى والإسم.
وهناك من عرض لاحتواءها على أن أبقى رئيساً للتحرير فيها.
وأرفض أن أكون تحت إدارة أي أحد غريب؛ إلا بتوجيه من وزارة الإعلام وبما يحقق الهدف.
ومن الأهداف التي رسمتها، أن تكون وكالة بث في مصاف الوكالات الدولية، بل خططت لتكون في المقدمة .
ولكن العين بصيرة واليد قصيرة .
وأنا في حالة الإحباط هذه ، مازال في داخلي بقايا من تحدي للظروف، والإصرار على البقاء، إلى آخر نفس.
ومن طرق البقاء، أن نركز على التسويق، ولكن لايمكن التحرك في هذا الطريق قبل التمهيد.. أن يكون ممهداً بالدعم اللازم من وزارة الإعلام - دعماً مادياً ومعنوياً.
حتى التسويق فيه بعد وطني كبير، في ظل رؤية 2030 - ولا أعني بالتسويق المحلي بالطرق التقليدية.
والحمدلله، خطونا خطوات كبيرة ( فضلا مراجعة ( بث الرئيسية ) و ( بث الإنجليزية) و (بث للأعمال) ،- وهذا ليس منتهى طموحاتنا وتخطيطنا - ؛ لكننا في طور جذب المستثمرين، ولم نستثمر بعد.
وكما ذكرت سابقاً، لايمكن التحرك في هذا الطريق قبل التمهيد.. أن يكون الطريق ممهداً بالدعم اللازم من وزارة الإعلام - دعماً مادياً ومعنوياً.
أريد أن يكون الطريق والتمهيد واضح تحت الشمس!
وإلا هناك طرق أخرى لا أريدها على الإطلاق، حتى لو أقفلت الوكالة.
ولا أطلب شيئاً غير مستحق أو غير مقدور عليه، أو مبتدعاً.
نعم، مستعد لمواصلة العمل الوطني اللائق والمناسب والمواكب للعالمية التي تستحقها المملكة العربية السعودية، مع وسائل الإعلام المميزة والمتقدمة.
ولكن أي عمل يحتاج كادر وأطقم من العاملين في الداخل والخارج، وهؤلاء لايعملون بالمجان، بل بمرتبات ومكافآت.
والله المستعان.. والمعين على التحدي، والمعين حينما يسقط الحصان بالفارس. والله المستعان حينما تتلاشى الآمال. أو تنتعش.
أود الإشارة إلى أن وكالة بث عمرها الآن 11 سنة ، وداخلة على العام 12 في 1يناير2024
هناك نقطة في غاية الأهمية ؛ لابد أن أشير إليها :
ربما يخطر على أحد سؤال : لماذ تكتب على المكشوف، يمكن الطلب كياشرة من الوزارة، فكتابة هذا المقال؛ قد يؤدي إلى العكس - ربما يضعف التسويق، إذا أعلن أن هناك خطة للإقفال والوكالة !
أقول،:
أولا: أعلم أن معالي الوزير الأستاذ سلمان الدوسري مهني متمكن ومباشر، وصحفي يحب الوضوح والإنجاز. ويعرف جيداً هموم العمل الصحفي وتكاليفه، ويتفهم العمل المباشر،وأن مهمة الإعلام هو؛ العمل على المكشوف.
ثانياً: أحب أن أكون واضحاً، مسألة الإغلاق واردة إلا إذا حدثت معجزة.
الثاني، وهو الأهم: بداية العام المقبل (2024) يمثل نقلة .. إذا استمرت بث، فلن تكون كما كانت ، فلن نبقى نقدم خدمات بدون مقابل. وإذا تم الإغلاق فقد عُلم السبب!
ستبدأ بث 2024 بكواد جديدة، وعمل جديد مختلف، ورسالة جديدة ، لذات الأهداف. وإلا فلا.