المجد والهاوية
كتب - عبدالله العميره
أنظر إلى يمينك ويسارك ومن فوق وتحت..
عندما ترى مجتمعاً عربياً أو غير عربي؛ وقد تمكنت منه الخرافة والشعوذة والدجل ؛ فلا تتعجب حال التخلف التي هو فيها..تلك شعوب سهل انقيادها إلى الهاوية .. إلى سقوطها وتخلفها.. إلى اندثارها.
بالعلم والوعي ؛ مع الإستقرار؛ تزدهر الشعوب وتنقاد إلى علوها ومجدها.
في المجتمعات المتحضرة؛ تنتشر الأمانة والصدق والنبل والوفاء.
في المجتمعات المتخلفة، تنتشر الخيانة والوضاعة ويستفحل الغدر ، وتشيع وسائل النصب ولإحتيال.
الحضارة لاتقاس بما يصنعه الإنسان، بل بنوع ما ينتجه، الصناعة النافعة التي تطيل من عمر حضارته وتطور حياته.
إذا كنت نبيلاً؛ فلا تحسب أولئك نبلاء؛ حتى يثبت نبلهم أو العكس - هذا إذا أجبرتك الظروف على التعامل معهم.
وتحتاج بعض الوقت لتستعمل الحصافة مع الرقابة للأفعال؛ وليس الأقوال.. ولن تحتاج وقتاً طويلاً لتكشفهم.
المثير للدهشة؛ أن الوضعاء يعتقدون أفعال النبلاء؛ قلة فهم وغباء..
لايدركون أن الغباء استفحل فيهم؛ حتى وصلوا إلى مرحلة عدم الإدراك بأنهم أشد غباء من الأغبياء المولودين بالغباء الفطري!
لاتنساق خلف من يقول: " إن لم تكن ذئباً أجرداً كثير الأذى؛ بالت عليك الثعالب".
إذ؛ لن يجبرك أحد أن تعيش بين الحيوانات.
وإن أجبرتك الحياة على أن يقابلك ثعلب أوكلب أوحمار؛ ثق أنك لن تجد أكثر غباء من إنسان تشبع بالخرافة والشعوذة؛ وعليك أن تتعامل معه كعابر طريق؛ إلى أن تنتهي منه بالمسافات ، وخذ قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاعدة..
يقول الفاروق رضي الله عنه : " لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني ".
وسر على بركة الله؛ فالحياة مليئة بالنبلاء الأوفياء.
وكما وصية والدي : " اختر صاحب الدين الطيب أو صاحب الأصل الطيب .. وإذا اجتمع الإثنان في واحد، فتمسك به ، لا تتركه .. إلزمه، فلن يضروك، هذا يخاف من الله، والآخر يخاف على سمعته وأصله الطيب".
لاحظوا أنه قال - رحمه الله - الطيّب ، فيعني صاحب الدين الطيب الصافي الخالص من شوائب الخرافة أو التطرف. وصاحب الأصل الطيب، من حفظته أمه من صلب أبيه النبيل. ولم يتأثر بأرذل صفات الثعالب والكلاب والقرود والحمير، التي أقصى ما تفكر فيه؛ الأكل والشرب والتسافد.
رجاء لا أحد يقول لي؛ إن النبلاء في الأحلام، لم يعد هناك صادقون أوفياء كرماء.. نبلاء.
أقول: لاتكشف عن حالتك.. لا تجعلني أقول أنك استمديت رأيك ممن تصاحب " عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي، أو أنك نوقفت عند أول موقف سئ تعرضت له " !
" ومالنا من دنيانا إلا صحبة طيبة"