الابتكار والتحديات العالمية..استعداد وتأهب المؤسسات لتصميم وصنع المستقبل

news image

  

محمدعبدالعزيزالصفيان


يعيش العالم حالياً في ظل تغيرات كبيرة ومستمرة في مجال التكنولوجيا والاقتصاد والاجتماع والبيئة، وهذا يستدعي من المؤسسات والحكومات والجامعات العمل على تطوير أنظمة وإدارات جديدة تستطيع الاستشعار بالإشارات الضعيفة للقضايا المختلفة والتأهب لما قد يحدث في المستقبل.
حيث تساهم هذه الإدارات في تطوير رؤية شاملة للمستقبل وتحليل المخاطر المحتملة، والتي قد تكون متعلقة بمجالات مثل التكنولوجيا، الاقتصاد، ، الصحة، البيئة، وغيرها. وبفضل هذه الإدارات، يمكن للمؤسسات والحكومات والجامعات تحديد الاستراتيجيات المناسبة لمواجهة المخاطر والتغيرات المتوقعة في المستقبل.
إن إنشاء إدارة الانتباه المؤسساتي والتأهب المستقبل يتطلب العمل على تطوير أنظمة وأدوات تقنية حديثة تساعد على جمع وتحليل البيانات والمعلومات المتعلقة بالقضايا المختلفة، وتحويلها إلى معلومات قيمة يمكن استخدامها في عمليات صنع القرار. كما يجب تطوير مهارات العاملين في هذه الإدارات ليتمكنوا من التعامل مع هذه الأدوات والمعلومات بشكلفعال وذكي.

علاوة على ذلك، يجب تنظيم دورات تدريبية وورش عمل للأفراد في المؤسسات والجامعات لتعليمهم كيفية استخدام هذه الأدوات والتحليلات التي توفرها إدارة الانتباه المؤسساتي والتأهب المستقبل، والتعرف على الاشارات الضعيفة والتحديات المتعلقة بالمستقبل.
كما، يجب أن يتم تعزيز البحث العلمي في هذا المجال وتشجيع الأبحاث المتعلقة بالتغييرات والتحديات المختلفة التي يواجهها المجتمع في المستقبل، وذلك لتحديد الاستراتيجيات المناسبة والمبتكرة لمواجهة التغييرات المتوقعة وتحسين المستقبل.
،و يمكن القول إن إنشاء إدارة الانتباه المؤسساتي والتأهب المستقبل هو ضرورة حتمية في عالمنا الحالي المتغير بسرعة، حيث يجب على المؤسسات والحكومات والجامعات التحديق في المستقبل بشكل جيد واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواكبة التغييرات والتحديات المتوقعة. ويمكن أن تساعد هذه الإدارات في تحقيق هذا الهدف، وتحسين جودة الحياة في المجتمعات المختلفة، وتعزيز التنمية المستدامة في جميع المجالات.
وهناك تجارب ناجحة لإدارات الانتباه المؤسساتي والتأهب المستقبل في العديد من الدول حول العالم، وتشمل بعض الدول العربية والخليجية.
ومنها  المملكة العربية السعودية، حيث  أعلنت الحكومة عن إطلاق مبادرة "مستقبل تواصل" في عام 2019، والتي تهدف إلى تعزيز القدرة على التنبؤ بالتحديات المستقبلية وتحديد الفرص الاستثمارية في المملكة. وتشمل هذه المبادرة إنشاء مركز المستقبل للبحث والتقنية والتنبؤات، وإطلاق برنامج التدريب المهني لتعزيز قدرات العاملين في هذا المجال.
كما أن هناك تجارب ناجحة لإدارات الانتباه المؤسساتي والتأهب للمستقبل في القطاع الخاص في المملكة.
حيث بدأت العديد من الشركات السعودية في تأسيس إدارات خاصة للانتباه المؤسساتي والتأهب المستقبل، وذلك بهدف تحليل الاتجاهات الصناعية والاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية الجديدة، وتحديد الفرص والتحديات المستقبلية، وتطوير استراتيجيات تساعد الشركات على التكيف مع المتغيرات في السوق والمجتمع.
ومن الشركات السعودية التي أنشأت إدارة خاصة للانتباه المؤسساتي والتأهب المستقبل، شركة "أرامكو السعودية" وشركة "سابك" وشركة "سامبا المالية"، وتعتمد هذه الشركات على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني لتحليل البيانات والمعلومات وتحديد الاتجاهات المستقبلية.ومن الجامعات جامعة الأميرمحمد بن فهد الأهليه وهي تعتبر اول جامعه تنشئ إداره متخصصه في هذا المجال 
وبشكل عام، يمكن القول إن إنشاء إدارات الانتباه المؤسساتي والتأهب المستقبل يعد تطوراً مهماً في العالم الحديث، ويساعد في تحسين جودة الحياة والمستقبل في الدول والمجتمعات المختلفة. ومن المتوقع أن تشهد الدول العربية والخليجية مزيداً من التطور في هذا المجال، حيث يشعر العديد من المسؤولين والمتخصصين بأهمية تحليل البيانات والتنبؤ بالمستقبل لاتخاذ القرارات الصائبة والتكيف مع التحديات المستقبلية.كما يمكن استخدام أدوات تحليل البيانات والتنبؤ بالمستقبل في إسناد القطاع البلدي ومشاريعه لإدارة المستقبل والتأهب للمتغيرات المتوقعة. ويمكن أن تتضمن الاستفادة من الأدوات التحليلية في القطاع البلدي المزايا التالية:
التنبؤ بالاحتياجات المستقبلية: حيث يمكن استخدام تحليل البيانات والتنبؤ بالمستقبل لتحليل الاتجاهات المستقبلية وتحديد الاحتياجات المستقبلية للمجتمع وتخطيط الخدمات العامة والمشاريع المستقبلية.
وكذلك تحسين اتخاذ القرارات: يمكن استخدام تحليل البيانات والتنبؤ بالمستقبل لدعم عمليات اتخاذ القرارات في القطاع البلدي، وذلك عن طريق تحليل البيانات المتاحة والتنبؤ بالتحديات المستقبلية وتأثيرها على المجتمع والبنية التحتية الحالية، ومن ثم اتخاذ القرارات الصائبة بشأن الاستثمارات والمشاريع المستقبلية.
وأيضاً يمكن استخدام تحليل البيانات والتنبؤ بالمستقبل لتحسين التخطيط الحضري وتحديد المناطق المستقبلية التي يجب تطويرها وتحسينها، وتحديد الخدمات العامة المطلوبة والمشاريع الحيوية المستقبلية التي يجب العمل عليها.
هذا بالإ ضافة الى تحسين الإدارة المالية: حيث يمكن استخدام تحليل البيانات والتنبؤ بالمستقبل لتحسين الإدارة المالية للقطاع البلدي، وذلك عن طريق تحليل البيانات المالية وتنبؤ الإيرادات والمصروفات المستقبلية لتحديد الميزانيات المستقبلية والاستثمارات الصحيحة والمشاريع الحيوية.
كذلك تحسين خدمات الجمهور  عن طريق استخدام تحليل البيانات والتنبؤ بالمستقبل لتحسين خدمات الجمهور في القطاع البلدي، وذلك عن طريق تحليل بيانات الجمهور وتنبؤ الاحتياجات المستقبلية وتحديد الخدمات العامة والمشاريع الحيوية المطلوبة لتحسين جودة الحياة في المجتمع.
باستخدام أدوات التحليل البياني والتنبؤ بالمستقبل، يمكن للمسؤولين في القطاع البلدي أن يحصلوا على رؤى دقيقة وأسس قوية لاتخاذ القرارات المستنيرة، والتخطيط للمستقبل بطريقة أكثر فعالية. وهذا من شأنه أن يساعد على تحسين مالخدمات العامة والحد من العجز المالي وتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة في المجتمع.