ماذا يحدث في الأراضي المحتلة.. ولماذا العرب يكرهون إسرائيل؟

news image


 

كتب - عبدالله العميره
سؤال يتبادر إلى ذهن أي عاقل؛ مع تزايد مظاهر العداء في بعض بقع العالم:
هل المواطن / أي مواطن في أي دولة بالعالم يكره السلام ويعشق الحرب والخراب للديار؟
الإجابة ؛ بطبيعة الحال (لا)..
ويتبادر إلى ذهني الآية الكريمة 64 من سورة المائدة :
"وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ".
لن أقف على نفسير الآية، فللتفسير علماء متخصصون.
ولكنني أقرأ من ظاهر الآية الكريمة..
وأتأمل منها، قوله تعالى:
"وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ".
الله تعالى يكشف لنا أموراً، يمكننا أن نتفحصها على أرض الواقع؛ فنجدها حقيقة - وصدق الله العظيم في كل شئ، عالم الغيب والشهادة.
نعلم أن ما بين اليهود من العداوة والبغضاء، ما يفوق عداء الآخرين لهم.
وأعتقد ( وأرجو أن أكون موفقاً في الإعتقاد) أن المقصود ، هم اليهود المتطرفين الذين يكرهون بعضهم، ولا أحد يحبهم!
وهل يرتجى من متطرف؛ غير إيقاد الحروب ونشر العداوة؟!
الأمر محسوم في القرآن الكريم..
ولكنني سأذهب لأطرح السؤال على غير المسلمين، من يهود وغيرهم.. وبخاصة المتعقلين..
قبل السؤال؛ أذهب إلى أقوال بعض العلماء، ومنها:
" أن الكثيرين في العالم العربي والإسلامي يستخدمون كلمة "اليهود" للتعبير عن كل بني إسرائيل.  بينما جاء في القرآن الكريم عدة تعبيرات لغوية عندما تحدث عن بني إسرائيل، وكل واحد من هذه التعبيرات له معناه ومدلوله الخاص ويتحدث عن فئة معينة، وهذه بعض التعبيرات القرآنية المستخدمة في هذا المضمار:
"بنو إسرائيل" أي أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام، والذي يسمى أيضا سيدنا إسرائيل كما جاء في الآية الكريمة:
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ـ سورة مريم آية 58).
ومن بني إسرائيل سيدنا يوسف وسيدنا موسى وهارون وداود وسليمان وأيوب وزكريا ويحيى والمسيح عليهم جميعا سلام الله، ولذا فإن سب "إسرائيل"، وهو نبي الله يعقوب عليه أفضل السلام، أو "بني إسرائيل"، وفيهم أنبياء ورسل، يعتبر واحدة من الكبائر في كتاب الله، فلا ينبغي أن ينسى أو يتناسى البعض ما قاله القرآن عن "بني إسرائيل" مثل:
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ـ سورة البقرة: 47)
(وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ـ سورة الجاثية 16):.. انتهى الإقتباس.
_____
للعقلاء من أتباع موسى وعيسى عليهما السلام، وبالأخص، أتباع (دين موسى) عليه السلام.
ونعلم أننا نحن المسلمون لايكتمل إيماننا إلا، أن نؤمن بالله وملائكته وجميع كتبه وجميع رسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
السؤال: هل تؤيدون ما يحدث للفلسطينيين في إسرائيل؟
كان هذا سؤال محط نقاش بيني  وصحفي إسرائيلي منذ فترة التقيت به في تركيا، في رحلة صحفية نضمتها شركة سياحية تركية إلى اسطنبول - منذ سنوات .
والسؤال يتكرر في الأذهان، عند كثير من الناس..
فكان جوابه:
وهل يعجبك أفعال الفلسطينيين ؟ وتريد أن نقابل الأعمال السيئة بـ " الربت" عليهم ؟
جوابي:
"الإرهاب " هو "الإرهاب" .. ليس له ملة ولا دين.
وفي " إسرائيل" اليوم ، تقولون؛ أن هناك دولة قانون.
والحقيقة؛ لا نرى دولة قانون، ولا حرية تعبير، ولا قدرة على حل أصل المشكلة.
أصل المشكلة، أن إسرائيل تحتل أرضاً عربية، ولاتريد منح أهلها حرية العيش على أرضهم.
وأو بمعنى أصح، الحكومة الإسرائيلية ترى أنها الأقوى، ولاتريد حلاً، وأنه لاحل إلا مواجهة الإحتجاجات الفلسطينية بالقوة، والإبقاء على جميع الأراضي المحتلة تحت سيطرة إسرائيل - بالقوة.
أتذكر أن ذلك (الزميل ) ويبدو من نقاشه أنه متعقل، ولكنه مازال متعلق ببعض المفاهيم الخاطئة..
قال لي، مستشهداً بقول لنبينا محمد ﷺ:
نبيكم قال:  من عمّر أرضًا ليست لأحد؛ فهو أحق بها.
وقلت أنك لم تذكر الأصح وتكمل الحديث ومعناه..
محمد ﷺ: قال: من أحيا أرضًا ميتة؛ فهي له ..فإذا كانت ميتة، ليس لأحد فيها حق، وليست في الصالح العام، يعني: ليست جنب القرى العامرة، والبلدان العامرة..
إنكم استوليتم على أملاك  عامرة بأهلها، وليست لكم ، وحتلتموها، وهدمتوا، وأفسدتوا الأرض، ولم تطوروها.
_____
لا أريد أن أدخل في جدال ولا مراء؛ واضحة معالم الحق فيه بالحجج الدامغة.
الإشكالية في أمرين ظاهرهما متناقض، وواقعهما يخدم كل منهما الآخر!
الأمر الأول: لايمكن أن تتوصل لحل  مع من يؤمن بأنه الأقوى ، ويؤمن بالحروب وإشعال الفتن حوله وفي العالم، باعتقاد أن هذا يحقق السلام له. وأعني هنا اليهود في إسرائيل.
الأمر الثاني: لايمكن للحق العربي أن يتحقق، وفيه من (أهل الأرض - عرب أو مستعربون - لايقل عداءهم للعرب عن عداء المتطرفين من اليهود.
العجيب ؛ أن العقلاء في إسرائيل، من أصحاب الفكر الحضاري الحديث ( هذا اعتقادي بحسب ما نرى ونسمع)، الراغبين في السلام، أنهم لايستطيعون إبعاد المتطرفين عن القرار في إسرائيل.. مازال المتطرف الإسرائيلي هو من له الكلمة، وهو من  يشعل النيران، ويدفع ببعض الفلسطينيين إلى كراهية العرب!
للتوضيح بمثال: لم نرى يهود يتظاهرون ضد العرب.. كل ما يظهر لنا (فلسطينيون) يحملون لافتات عدائية ضد العرب!
( قد يكونوا يهودا متطرفين أو فرساً مناوئين، أو إيجيين حاقدين؛ في لباس عربي).
وإذا استبعدنا هذه الفكرة (الواضحة)، فمن غير أولئك، ومن كلفهم .. ولماذا ؟
مع أن العرب الذين يتم مهاجمتهم من أولئك المتظاهرين، هم من أشد المنادين بحل القضية الفلسطينية، وبإعادة الحقوق لأهلها العرب، وبالسلام في المنطقة.
السؤال: من يشعل النيران في فلسطين؟
برأيي.. ستستمر المواجهات إلى ما بعد آخر جمعة من رمضان!!
من المستفيد؟
عليكم التفتيش عنه..
مشعل المواجهات، لايريد عودة الحق الفلسطيني.. ويريدها حرب استنزاف  دائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
هل من عقلاء في إسرائيل، يحلون المشكلة الأساسية.
الأرض لايمكن إعمارها بدفن أصحابها الأصليين فيها..
وفلسطين لن يحررها أصحاب الشعارات الأشرار في قم أو أي مكان.
والقدس ستبقى ..
كما للبيت رب يحمية .. للقدس ذات الرب ؛ يحميه.
_____
كلما أرى ما يحدث في فلسطين.. كلما أستحضررغبة الفرس في الهيمنة على المنطقة ومنافستهم لإسرائيل على ذلك.
وكلما أرى  اللهيب يعود إلى  فلسطين، كلما استحضر "غرباً " لايريد لإسرائيل أن تحل المشكلة، حتى يبقى العرب مشغولين، و لاتتوحد إسرائيل مع جيرانها ليهددوا "الغرب" أكثر من تهديد روسيا لهم!
هكذا يفكرون خطأ.
وربما أكون  أنا المخطئ!