هل حياد أوكرانيا سينهي الحرب؟ .. محادثات اسطنبول

news image

أسماء بسيوني - بث:

بعد محادثات دامت لأربع ساعات بين المفاوضين الأوكرانيين والروس في اسطنبول، خرج علينا رئيس وفد التفاوض الأوكراني ليعلن قبول بلاده بوضع الحياد بشرط وجود ضمانات من أربع دول، قائلًا إن إسرائيل وتركيا وبولندا وكندا قد تكون الدول الضامنة.

فيما كشف كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي، في تصريح صحافي أدلى به بعد انتهاء جولة اليوم من المفاوضات، أن موسكو خطت خطوتين باتجاه التقارب مع أوكرانيا، على الصعيدين السياسي والعسكري.

فيما يتعلق بالشق السياسي أكد ميدينسكي إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ليس بعد التوصل إلى اتفاق بين البلدين بكل تفاصيله، لكن بالتزامن مع توقيع وزيري خارجية البلدين عليه بالأحرف الأولى.

أما في الشق العسكري فتحدث عنه العضو الآخر في الوفد الروسي، ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي، الذي أعلن عن قرار وزارته خفض النشاط العسكري “بشكل جذري” على محوري كييف وتشيرنيغوف (شمال أوكرانيا) بهدف تعزيز الثقة المتبادلة وتهيئة الظروف المناسبة لمواصلة التفاوض والتوصل إلى الاتفاق المنشود.

وكشف ميدينسكي أيضا عن الحصول على حزمة من المقترحات الخطية من الوفد الأوكراني خلال المفاوضات تتضمن ما يلي:

1. إعلان أوكرانيا دولة حيادية وغير نووية وقائمة خارج أي تحالفات على أساس دائم بموجب الضمانات القانونية الدولية، وسيتم تقديم قائمة بالدول الضامنة.

2. لا تنطبق الضمانات الأمنية على أراضي شبه جزيرة القرم ودونباس، أي أن أوكرانيا تتخلى عن محاولة استعادتها بالوسائل العسكرية.

وهنا أشار ميدينسكي إلى أن هذا الطرح يعكس موقف كييف ولا يتوافق مع موقف موسكو، علما بأنها لا تعتبر القرم ودونباس جزءا من الأراضي الأوكرانية أصلا.

3. أوكرانيا ترفض الانضمام إلى التحالفات العسكرية، ونشر قواعد ووحدات عسكرية أجنبية واستضافة تدريبات عسكرية دون موافقة الدول الضامنة، بما في ذلك روسيا.

4. روسيا لا تعارض انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

5. أوكرانيا تطلب صياغة القرار نهائيا في اجتماع بين رئيسي البلدين.

ووصف ميدينسكي مقترحات أوكرانيا بأنها “خطوة بناءة نحو حل وسط”، مضيفا أن روسيا ستدرسها.

وكانت الرئاسة الأوكرانية قد أعلنت في (16 مارس/آذار 2022) رفضها فكرة أن تكون كييف محايدة، وقال المفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك حينذاك إن “أوكرانيا في حالة حرب مباشرة مع روسيا الآن، والتنسيق لا يمكن أن يكون إلا ‘أوكرانيًا”.

 

ماهو الحياد؟

الحياد هو تبني الدولة موقفًا محايدًا بعيدًا عن التحالفات العسكرية، والوقوف بعيداً عن الصراعات وعدم التدخل بين المتحاربين، وظهر مفهوم الحياد كإحدى وسائل تحقيق السلام عندما يتأزم الصراع بين القوى العظمى، واستخدمته بعض الدول الأوروبية لتجنب تمزيقها من دولة أكبر.

ما مصير الحرب بعد انتهاء المفاوضات؟

يرى بعض الباحثين السياسيين أن قبول أوكرانيا بالحياد ليس شرطا لإنهاء الحرب، بل من الممكن أن يجعل أوكرانيا أكثر عرضة للتجاوزات من جارتها المعتدية، وذلك لأن روسيا فقدت مصداقية تقديم ضمانات، بعد أن ظل الروس يقولون حتى اللحظة الأخيرة إنه لا نية لديهم لأي خطط اجتياح.

غير أن أستاذة العلوم السياسية في جامعة ماكغيل الكندية، ماريا بوبوفا، ترى أن الغرب يمكن أن يقدم نوعاً من الضمان من خلال تنبيه روسيا إلى أن أوكرانيا أصبحت على طريق العضوية للاتحاد الأوروبي، وبالتالي إذا وجهت روسيا تهديدات لأوكرانيا مرة أخرى، فإنها ستهدد الاتحاد الأوروبي بأكمله”.

 

حياد أوكرانيا لن ينهي الأزمة

وعما إذا كان الحياد سينهي الأزمة أم لا، قال، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تورنتو أوريل براون، إن الحياد العسكري الأوكراني لن يكون كافياً بالنسبة لروسيا، لأن بوتين يهدف إلى رحيل حكومة زيلينسكي التي يرى أنها حكومة نازية.

 

بينما ذهب باحثون سياسيون آخرون إلى أن ترسيخ حياد أوكرانيا في أي صفقة، يمكن أن يساعد على تقليل التهديد العسكري الذي تتوقعه موسكو منها، ما يساهم في تخفيف حدة الصراع.