أحبها ودفن في تراب بلادها ".. قصة حب مصري وأوكرانية

القاهرة - هالة عرفة - بث:
سيطر الحزن على أسرة الشاب يحيى حسن يحيى حامد أول مصري لقي مصرعه في قصف بمدينة ماريوبول الاوكرانية شرق العاصمة كييف .
يحيى شاب مصري 34 عامًا كان يعيش في مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، ويعمل في مجال السياحة بمدينة شرم الشيخ، وتعرف على فتاة أوكرانية، فجمعتهما قصة حب توجت بالزواج وقد رزق الله يحيي طفل، أسماه ” أمير “.
وكان يحيى يتنقل بين مصر وأوكرانيا، لكن قبل بدء الأزمة ذهب إلى ماريوبول، وبعد اندلاع الحرب حاول مرارًا العودة إلى مصر، لكن محاولاته باءت بالفشل.

واصطف المئات من أبناء مدينة ميت غمر، فى محافظة الدقهلية احدي المحافظات المصرية والحزن يملأ الوجوه وأدوا صلاة الغائب على روح الشاب بمدينة ميت غمر والذي أصيب بعد خروجه من الملجأ لشراء مواد غذائية له ولأسرته، وتوفي على الفور.
وعبر والد الشاب يحيى حسن عن حزنه الشديد، مؤكدًا أن أسرته منذ الإعلان عن الوفاة تعيش في حالة من عدم التصديق لما حدث وقد لأزمت لسانه جملة “خرج علشان يموت .. خرج علشان..”.
وناشد والد المصري المتوفي في أوكرانيا الدولة المصرية التحرك من أجل أن تبث في نفوسهم بعض الطمأنينة على حفيده.
وكشف شقيق الشاب المصري الفقيد عن أن آخر زيارة لشقيقه وأسرته “زوجته وابنهما” في مصر كانت في حفل زواجه في شهر يونيو الماضي ، مؤكدًا أن آخر اتصال بينهما أكد شقيقه أنهم بعيدون عن القصف.
وأوضح شقيق الفقيد أنهم تلقوا خبر وفاة شقيقه من الجالية المصرية، وأنه توفي في ١٥ مارس، وأن باقي أسرته بخير.
وأكد زوج شقيقة يحيى حسن حامد الشاب الفقيد أنه كان حسن الخلق وتعرف على زوجته الأوكرانية في شرم الشيخ لافتا؛ أن الفقيد كان موجودا في مدينة ماريوبول، وهي أصعب منطقة تعيش تحت الحصار والقصف الروسي المستمر على أوكرانيا، بالإضافة إلى أنها مدينة شبه معزولة عن العالم، كما أنه لم يكن هناك أي وسيلة للتواصل بسبب انقطاع الإنترنت، موضحًا أنه توفي في 15 مارس الجاري وتم دفنه.
وأشار زوج شقيقة الفقيد إلى أن عائلة يحيى علمت بوفاته من الجالية المصرية في أوكرانيا ، دون التمكن من معرفة تفاصيل حول مكان دفنه، فيما تم نقل زوجته وابنه إلى مكان آمن، وحالتهما النفسية سيئة.
وتعذر نقل جثمان القتيل المصري يحيى حسن حامد إلى خارج المدينة التي قتل فيها نتيجة اشتداد الضربات، ودفن فيها بمعرفة زوجته وأقاربها بعد ساعات من وفاته.
وقال أحمد السعيد، نائب رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا إن “المصري الذي لقي مصرعه قتل يوم 15 مارس لكن صعوبة الاتصالات والخدمات المتوقفة تماما منذ عدة أسابيع في مدينة ماريوبول لم تسمح لزوجته بالتواصل مع أحد خارج المدينة لإبلاغه بما حدث حتى تمكنت من الخروج عبر ممر آمن وإبلاغ الجالية المصرية بما حدث”.
وأشار إلى أن ” حامد وزوجته وابنه وأحد أقارب زوجته كانوا في مخبأ بمدينة ماريوبول منذ فترة نتيجة الحرب، وبسبب نقص المواد الغذائية وحاجتهم لتناول طعام خرج محاولا البحث عن طعام لهم وأثناء وجوده خارج المخبأ وقع انفجارأودى بحياته واستطاعت زوجته بعد عدة ساعات الوصول إليه والتعرف عليه بين جثامين كثيرة واستطاعت دفنه في المدينة ذاتها.