بايدن في أوروبا .. قيادة الحشد ضد روسيا

مروة شاهين - بث:
قال مستشار الأمن القومي الامريكي جيك سوليفان إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظراءه الأوروبيون سيعلنون عن عقوبات جديدة ضد روسيا وإجراءات جديدة لتشديد العقوبات الحالية خلال رحلته إلى بروكسل.
وقال سوليفان إن بايدن سيناقش أيضا تعديلات طويلة الأجل على وضع قوات حلف شمال الأطلسي وحالات الطوارئ في حالة استخدام الأسلحة النووية، وسيعلن بايدن أيضا عن عمل مشترك لتعزيز أمن الطاقة في أوروبا، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي.
وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات شاملة على روسيا عقابا لها على غزو أوكرانيا وقدمت أسلحة ومساعدات بمليارات الدولارات للدفاع الأوكراني، وتعهد بايدن بعدم إرسال جنود أمريكيين إلى أوكرانيا، لكنه وعد بالحفاظ على التزام واشنطن بالدفاع عن أعضاء حلف شمال الأطلسي إذا تعرضوا لهجوم.
و وصل بايدن يوم الأربعاء إلى بروكسل، حيث يوجد مقر حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، و عقد اجتماعات يوم الخميس مع زملائه القادة، و حضر قمة طارئة لحلف شمال الأطلسي و اجتمع مع قادة مجموعة السبع القى كلمة أمام قادة الاتحاد الأوروبي في اجتماع للمجلس الأوروبي.
و أضاف سوليفان أن بايدن سوف يحظى بالفرصة للتنسيق بشأن المرحلة التالية من المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وسينضم إلى شركائنا في فرض المزيد من العقوبات على روسيا وتشديد العقوبات الحالية للقضاء على التهرب وضمان الإنفاذ القوي.
وردا على سؤال حول استخدام الأسلحة النووية، قال سوليفان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثار شبح نشرها، لكن الولايات المتحدة لم تغير موقفها النووي حتى الآن.
و أضاف «لكننا نراقب باستمرار تلك الحالة الطارئة المحتملة وبالطبع نأخذها على محمل الجد قدر الإمكان وسنتشاور مع الحلفاء والشركاء بشأن هذه الحالة الطارئة، ومناقشة ما هي استجابتنا المحتملة»، و أشار الى إن العقوبات الجديدة ستركز على تطبيق العقوبات السابقة.
و سيعلن بايدن أيضا عن مزيد من المساهمات الأمريكية لتخفيف الظروف الإنسانية للاجئين والمدنيين داخل أوكرانيا، الذين يقع الكثير منهم في داخل المدن المحاصرة.
وبعد بروكسل، سافر بايدن إلى وارسو في استعراض لدعم حليف يتقاسم حدودا مع أوكرانيا، وقال سوليفان إنه أثناء وجوده في بولندا سيتعامل مع القوات الأمريكية التي تساعد الآن في الدفاع عن أراضي حلف شمال الأطلسي وسيجتمع مع الخبراء المشاركين في الاستجابة الإنسانية للحرب، كما سيجتمع الأمريكي مع الرئيس البولندي أندريه دودا، الذي اقترحت حكومته أن تحل بولندا محل روسيا في مجموعة العشرين التي تضم اكبر اقتصادات العالم.
وقال سوليفان إن الولايات المتحدة تريد التشاور مع حلفائها بشأن عضوية روسيا في مجموعة العشرين، و أضاف: «نعتقد أنه لا يمكن أن يكون العمل كالمعتاد في المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي».
وقال سوليفان إن بايدن سيتوجه إلى أوروبا «لضمان بقائنا متحدين، وتعزيز عزمنا الجماعي، وإرسال رسالة قوية مفادها أننا مستعدون وملتزمون بذلك طوال الوقت الذي يستغرقه».
وكان فرض العقوبات الغربية على روسيا قد بدأ منذ أعلن الرئيس فلاديمير بوتين، الأحد 21 فبراير/شباط 2022، الاعتراف باستقلال لوغانسك ودونيتسك في إقليم دونباس الأوكراني، وتصاعدت وتيرة تلك العقوبات وحدتها وشمولها مع بدء الهجوم على أوكرانيا، الخميس 24 فبراير/شباط.
ومع اقتراب الهجوم الروسي على أوكرانيا من الدخول في الشهر الثاني، تزايدت عزلة روسيا على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والرياضية، وحتى الثقافية والسينمائية، ومع فشل تلك العقوبات الغربية غير المسبوقة في إجبار موسكو على التراجع، يسعى بايدن في رحلته إلى أوروبا لحرمان بوتين من عضوية المنظمات الدولية، والدور على مجموعة العشرين.
ما هي مجموعة العشرين؟
تضم مجموعة G20 في عضويتها 19 دولة + الاتحاد الأوروبي.
هي الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند واليابان وأستراليا والسعودية والبرازيل وإندونيسيا وكندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وتركيا والأرجنتين وجنوب إفريقيا والمكسيك وكوريا الجنوبية.
و المجموعة عبارة عن منتدى دولي تأسَّس عام 1999، بهدف مناقشة السياسات الخاصة بتعزيز الاستقرار المالي الدولي، إضافة إلى التعامل مع القضايا أو الأزمات التي تكون أكبر من قدرة دولة واحدة، مثل جائحة كورونا والتغير المناخي، على سبيل المثال.
و تمثل اقتصادات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين حوالي 90% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، ونحو ثلثي عدد سكان الكوكب، وحوالي 80% من إجمالي حركة التجارة العالمية، ومساحة الدول الأعضاء فيها تمثل حوالي نصف مساحة اليابسة في الكرة الأرضية.
و تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون مسألة استبعاد روسيا من مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية، وفق ما أبلغت به مصادر مشاركة في المناقشات لوسائل اعلام عالمية.
هل تستطيع الولايات المتحدة الامريكية طرد روسيا من مجموعة العشرين؟
بحسب مصادر من مجموعة السبع الكبار، فإنه من غير المرجح أن توافق إندونيسيا أو أعضاء مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والصين على استبعاد روسيا من المجموعة.
وقال مسؤول من إحدى دول مجموعة العشرين في آسيا أنه من المستحيل إخراج روسيا من مجموعة العشرين، ما لم تتخذ موسكو مثل هذا القرار من تلقاء نفسها، وأضاف أنه ببساطة لا يوجد أي إجراء لحرمان روسيا من عضوية مجموعة العشرين.
كما قالت المصادر إن احتمال رفض دول في المجموعة، مثل الصين والهند والسعودية وغيرها، أي محاولة لاستبعاد روسيا، زاد من احتمال عدم حضور بعض الأعضاء اجتماعات هذا العام.
وقالت سفيرة روسيا لدى جاكرتا ليودميلا فوروبيوفا، الأربعاء، إن الرئيس بوتين يعتزم حضور قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها إندونيسيا هذا العام، وأضافت في مؤتمر صحفي «ليس فقط مجموعة العشرين، بل العديد من المنظمات تحاول طرد روسيا و رد فعل الغرب غير متناسب تماماً».