السفير روبرت جوزيف: الوهم بأن إيران يمكن أن تكون قوة استقرار في المنطقة

news image

بث: قال السفير روبرت جوزيف المبعوث الأمريكي المعني بالإنتشار النووي،  تعليقاً على المفاوضات النووية: تواصل إدارة بايدن السعي للتوصل إلى اتفاق بأي ثمن تقريبًا. على الرغم من بعض الأحاديث الصارمة الأخيرة وبعض الخطوات الأخيرة المحدودة، شبه الرمزية، مثل التلويح بتطبيق العقوبات التي شهدناها في الأسابيع العديدة الماضية. لكن بشكل عام، تبدو الإدارة أكثر من راغبة ومتحمسة، لدفع ثمن باهظ مقابل الحصول على اتفاق سيء.

وأشار السيد جوزيف إلى أنه كلما ارتفع السعر، زادت الموارد التي سيخصصها النظام لبرامج أسلحته النووية والصاروخية، وكذلك لمواصلة عدوانه في سوريا واليمن وأماكن أخرى. والأهم من ذلك هو الموارد اللازمة لقمع الشعب الإيراني من خلال القوة الوحشية والقتل الجماعي، موضحاً أنه حان الوقت لاتخاذ القرار الصحيح، سياسياً وأخلاقياً، الذي سيحكم علينا التاريخ على أساسه، هو دعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل الحرية والديمقراطية.

ووصف السيد جوزيف التقرير الذي قدمته المقاومة الإيرانية حول خطر الطائرات المسيرة لنظام الملالي بأنه تقرير يوفر ثروة من المعلومات حول برنامج الطائرات بدون طيار الإيراني، الذي يشكل أداة مهمة بشكل متزايد للنظام، مبيناً أنه تم الحصول على معلومات التقرير من قبل العديد من المصادر داخل إيران، وخاصة أعضاء منظمة مجاهدي خلق الذين عرضوا حياتهم الخاصة للخطر، وقد عملوا على كشف الطبيعة الحقيقية لقادة إيران.

وأكد السيد جوزيف أن القيمة العالية التي توضع على الطائرات بدون طيار تنعكس من خلال كمية الموارد التي تم الالتزام بها للحصول على ترسانة كبيرة ومتطورة من الطائرات بدون طيار، سواء من خلال الإنتاج المحلي أو من خلال الشراء غير المشروع للمكونات المتقدمة في الخارج.

وبحسب السفير جوزيف، فإن الطائرات بدون طيار لها قيمة تكتيكية كبيرة للنظام. لكن القيمة الاستراتيجية الأساسية يمكن فهمها بشكل أفضل في السياق الجيوستراتيجي الأوسع الذي يرى النظام من خلاله أن بقاءه في حد ذاته هو نتيجة لقدرته على تصدير نفوذه وأيديولوجيته خارج إيران، بعد أن فقد النظام كل شرعيته في الداخل.

وأشار السيد جوزيف إلى أن الطائرات بدون طيار، مثل الصواريخ الباليستية، تخدم هذا الغرض من خلال توفير وسائل التخويف والهجوم. لهذا السبب، لن يتخلى النظام أبدًا عن هذه القدرة، وهذا ما يجب أن يكون هذا عاملاً في تصميم السياسات والقدرات التي تهدف إلى مواجهة العدوان الإيراني في المستقبل.

وأضاف: بينما تواصل إدارة بايدن ما أعتقد أنه محاولة خيالية لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015، يجب أن تضع في الاعتبار الدروس والعواقب غير المقصودة لتلك الاتفاقية، لا سيما رفع العقوبات وتزويد النظام بالمليارات والمليارات من الدولارات التي سيستخدمها لتكريس أنظمة الأسلحة مثل الطائرات بدون طيار، بعد أن ثبت أن توقعات إدارة أوباما وبايدن خاطئة وخطيرة في نفس الوقت.

وحذر السيد جوزيف أنه عندما يتم رفع العقوبات الأمريكية كشرط للانضمام إلى الاتفاقية، ستكون هذه الخطوة الأخيرة وليست الخطوة الأولى، وستكون الولايات المتحدة قد دفعت مرة أخرى ثمناً باهظاً لصفقة سيئة، لا تعالج مسألة تطوير وتوسع المزيد من الصواريخ والطائرات بدون طيار والمزيد من العدوان والمزيد من القمع.

وأكد السيد جوزيف أن الوهم بأن إيران يمكن أن تكون قوة استقرار في المنطقة لا يمكن تفسيره إلا من خلال انتصار الأمل على التجربة. لكن، ووفقاً للسيد جوزيف، ربما تكون المغالطة الأكبر في نهج بايدن هي الاعتقاد بأنه يمكنه التفاوض بحسن نية مع هذا النظام وأنه إذا كان هناك اتفاق، فإن إيران ستفي بالتزاماتها.

وتأكيداً لذلك يقول السيد جوزيف: ما عليك سوى إلقاء نظرة على معرض المارقين الذي يشكل القيادة الإيرانية الجديدة، وعشرة منهم على الأقل يخضعون لعقوبات الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة. وفي مقدمتهم الرئيس رئيسي، الذي عمل كعضو في لجنة الموت في جريمة قتل آلاف السجناء السياسيين في عام 1988، وهي جريمة حقيقية ضد الإنسانية وصفها مؤخرًا أكثر من مائة برلماني أوروبي بأنها إبادة جماعية.

ووصف السيد جوزيف اختيار رئيسي رئيساً يعكس الإفلاس الأخلاقي للملالي، والأهم من ذلك كله أنه يعكس خوفهم من دعوة الشعب الإيراني إلى العدالة، مضيفاً أنه يمكننا أن نرى ذلك في الدعوات عبر إيران من أجل إنهاء النظام الفاسد. لقد رأى شعب إيران بلدهم الحبيب أصبح سجناً للداخل ومنبوذاً من الخارج.

وفي خاتمة حديثه قال السفير روبرت جوزيف: يمكننا اتباع سياسات مضللة وفاشلة توفر الموارد للمضطهدين، أو يمكننا دعم الشعب الإيراني في نضاله من خلال تغيير النظام من الداخل. لكن استرضاء الأنظمة الشريرة من خلال الدبلوماسية هو خيار خاطئ، كما نعلم من التاريخ، وغالبًا ما يؤدي إلى الحرب، مضيفاً أن الخيار الصحيح ليس الحرب أو الغزو العسكري، إنما هو دعم مقاومة هذا النظام، والمقاومة التي تتمسك بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.