الملك سلمان في قمة المناخ : مواجهة تحديات التغير المناخي يكمن في رفع مستوى التعاون الدولي

news image

يرأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وفد المملكة رفيع المستوى في “قمة القادة حول المناخ ” -الافتراضية - اليوم الخميس10 رمضان 1442 هـ الموافق 22 أبريل 2021 م ، وتستمر يومين بمشاركة 40 من قادة دول العالم.

وذلك استجابة للدعوة المقدمة من الرئيس جوزيف بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

وتأتي مشاركة خادم الحرمين الشريفين – تأكيدًا لدور المملكة الريادي على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي في مواجهة التغير المناخي وامتداداً لجهودها في هذا المجال، وعلى رأسها ما أطلقه سمو ولي العهد مؤخراً في إطار مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.

كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في القمة

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب منهجية شاملة تراعي مختلف الظروف التنموية حول العالم، وأن الحل الشامل لمواجهة تحديات التغير المناخي يكمن في رفع مستوى التعاون الدولي.

جاء ذلك في كلمته - أيده الله - خلال قمة المناخ العالمية الافتراضية ، وفيما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

المشاركون الكرام،

نود بدايةً أن نتقدم بالشكر لفخامة الرئيس بايدن على عقد هذه القمة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي التي تهدد الحياة على كوكب الأرض، ولا تقف عند حدود وطنية، فالغاية هي التنمية المستدامة ويتطلب تحقيقها منهجيةً شاملةً تراعي مختلف الظروف التنموية حول العالم.

وقد أطلقنا وفق رؤية المملكة 2030 حزمة من الاستراتيجيات والتشريعات، مثل الاستراتيجية الوطنية للبيئة، ومشاريع الطاقة النظيفة؛ بهدف الوصول إلى قدرة إنتاج ( 50 % ) من احتياجات المملكة بحلول عام 2030م.

إن رفع مستوى التعاون الدولي هو الحل الشامل لمواجهة تحديات التغير المناخي، وقمنا خلال رئاستنا لمجموعة العشرين العام الماضي بدفع تبني مفاهيم الاقتصاد الدائري للكربون، وإطلاق مبادرتين دوليتين للحد من تدهور الأراضي وحماية الشُّعَبْ المُرجانية. كما أعلن سمو ولي العهد مؤخراً عن مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، اللتين تهدفان إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من ( 10 % ) من الإسهامات العالمية، وزراعة (50) خمسين مليار شجرة في المنطقة بالإضافة إلى العديد من المبادرات النوعية.

وحصلت هاتان المبادرتان على تأييد المجتمع الدولي، وسنعمل مع الشركاء لتحقيق أهدافهما من خلال استضافتنا منتدىً لمبادرة السعودية الخضراء وقمة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في هذا العام، وأخيراً نود أن نؤكد على اهتمامنا والتزامنا بالتعاون لمكافحة التغير المناخي لإيجاد بيئة أفضل للأجيال القادمة، متمنين لجهودنا النجاح لحماية كوكبنا، والسلام عليكم ورحمة الله.

افتتاح القمة

افتتح الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الخميس أعمال القمة الافتراضية بشأن تغيرات المناخ بمشاركة زعماء عشرات الدول، منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأعلن بايدن في كلمته الافتتاحية أن الولايات المتحدة تخطط لتقليص انبعاثات غازات الدفيئة حتى عام 2030 بنسبة 50% مقارنة مع معدل عام 2005، من أجل خفض هذا المؤشر إلى مستوى الصفر حتى عام 2050.

ودعا الرئيس الأمريكي المجتمع الدولي، لاسيما أكبر اقتصادات العالم، إلى توحيد جهوده في سبيل احتواء أزمة المناخ، مشددا على أنه ليس بوسع أي دولة حل هذه المشكلة بوحدها.

وحذر بايدن من أن ثمن التقاعس عن التعامل مع الأزمة المناخية يزداد بهظا، لافتا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة الآن من أجل إنشاء اقتصاد أكثر نظافة وعدلا وازدهارا في العالم.

وقال الرئيس الأمريكي إن العقد القادم سيكون، حسب آراء العلماء، مرحلة حاسمة في الصراع ضد تغيرات المناخ، ودعا جميع الدول إلى اتخاذ خطوات أكثر فعالية في مواجهة هذا الخطر من أجل “ضمان مستقبل مستدام وتجاوز أزمة تهدد وجود البشرية”.

وأشار بايدن إلى ضرورة العمل على الحد من معدل ارتفاع درجات الحرارة في العالم تحت سقف 1.5 درجة مئوية، مضيفا: “يتعين علينا جميعا تبني قرارات، وتمثل هذه القمة أول خطوة منا في هذا السبيل الذي نسلكه معا”.

وفي كلمته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن قمة المناخ ستبحث “خفض الانبعاثات الكربونية لمواجهة الاحتباس الحراري”.

وشدد على ضرورة “ترجمة الالتزامات على أرض الواقع بشأن الانبعاثات”.

وقال إن “أكثر من 900 مدينة حول العالم التزمت بتخفيض الانبعاثات”.

وطالب غوتيريش “بحشد الإرادة السياسية اللازمة لمواجهة التغير المناخي”.

ومن بين المتحدثين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وهما من الزعماء الذين تتصدر بلدانهم قائمة الدول المسببة للجانب الأكبر من الانبعاثات.

وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعرب عن التزام بلده بالتزاماته الدولية في مجال محاربة تغيرات المناخ، في كلمته خلال أعمال القمة المناخية الافتراضية التي نظمها نظيره الأمريكي جو بايدن.

وأكدت بكين أن الرئيس الصيني شي جينبينغ سيشارك في القمة، وأفادت وزارة الخارجية الصينية أن شي جينبينغ “سيلقي خطابا مهما.. عبر الإنترنت من بكين” خلال القمة الافتراضية، مبددا الشكوك المخيمة حول مشاركة الرئيس.

ويمهد الحدث الذي يجري برعاية البيت الأبيض الطريق لقمة عالمية أخرى تعقد في نوفمبر في مدينة غلاسغو الاسكتلندية، وتهدف لضمان تحقيق العالم هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.