الرياض تجمع الفرقاء: ماذا قالت الصحافة الدولية عن دور السعودية في محادثات السلام؟

إعداد إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث
في الآونة الأخيرة، برزت المملكة العربية السعودية كوسيط دبلوماسي في النزاعات الدولية، حيث استضافت محادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، كما تستعد لاستضافة محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا. هذا الدور لفت انتباه الصحافة الدولية، التي تناولت بتفصيل موقع المملكة وتأثيرها في هذه الوساطات وأبعادها الاستراتيجية.
🔹 استضافة محادثات الولايات المتحدة وأوكرانيا في جدة
في مارس 2025، استضافت مدينة جدة محادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بهدف إيجاد حلول للنزاع المستمر مع روسيا. أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن اختيار السعودية كمضيف أثار تساؤلات حول حياديتها، نظرًا لعلاقاتها الوثيقة مع إدارة ترامب وروسيا. ومع ذلك، أكدت الصحيفة أن المملكة حرصت على تحقيق توازن دبلوماسي، حيث دعمت قرارات الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، مع تجنب عزل روسيا بالكامل. (The Guardian)
من جانبها، ذكرت وكالة رويترز أن السعودية رحبت بهذه المحادثات كجزء من جهودها لتعزيز السلام العالمي، مشيرة إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زار المملكة للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل بدء المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين. (Reuters)
🔹 استضافة محادثات الولايات المتحدة وروسيا في الرياض
في فبراير 2025، استضافت الرياض محادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس رفيعي المستوى لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. ووفقًا لوكالة رويترز، فإن هذه المحادثات تُعد الأولى من نوعها منذ سنوات، وجاءت تمهيدًا لقمة محتملة بين الرئيسين ترامب وبوتين، في خطوة تعكس جهود السعودية لتعزيز الأمن والسلام العالميين. (Reuters)
🔹 ردود الفعل الدولية
لقيت هذه المحادثات ترحيبًا واسعًا من قبل عدد من الدول والمنظمات العربية، بما في ذلك قطر، الإمارات، الكويت، البحرين، سلطنة عمان، الأردن، العراق، فلسطين، إضافةً إلى مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية. وأكدت هذه الجهات أن المبادرة السعودية تأتي امتدادًا لدورها المسؤول في دعم الحلول السلمية، وترسيخ الحوار كنهج أساسي لحل النزاعات وتعزيز التفاهم الدولي. (Arab News)
🔹 تعليقات الصحافة الأمريكية والأوروبية والعالمية
خلال الأسبوعين الماضيين، ركّزت الصحافة الدولية على دور السعودية في استضافة هذه المحادثات، حيث أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن هذه اللقاءات تُعد الأكثر رفيعة المستوى منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وتساهم في تحسين العلاقات الأمريكية-الروسية، مع احتمالية عقد قمة مباشرة بين الرئيسين ترامب وبوتين. (WSJ)
أما صحيفة ذا جارديان البريطانية، فقد تناولت تصريحات الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي شدد على أن أوكرانيا لن تقبل بأي اتفاق سلام يتم التوصل إليه دون مشاركتها المباشرة، في إشارة إلى المحادثات الأمريكية-الروسية التي استضافتها السعودية. (The Guardian)
بدورها، ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قاد وفدًا لإجراء محادثات مباشرة مع المسؤولين الروس حول الغزو الروسي لأوكرانيا. (Associated Press)
🔹 أبعاد الدور السعودي في الوساطات الدولية
لم تعد السعودية مجرد وسيط في النزاعات الدولية، بل أصبحت لاعبًا رئيسيًا في إعادة تشكيل موازين القوى العالمية من خلال دبلوماسية نشطة ومتزنة. هذه الاستضافة لمحادثات السلام لا تضع المملكة في موقع الوسيط التقليدي فحسب، بل تعزز من مكانتها كدولة قائدة في المشهد الدبلوماسي العالمي.
✅ تحول استراتيجي:
لم يعد دور السعودية يقتصر على التفاعل مع الأزمات، بل باتت تضع أجندات للسلام، وتُعيد صياغة مسارات الحلول الدولية من موقع القوة والتأثير.
دخولها كوسيط رئيسي بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، ثم بين الولايات المتحدة وروسيا، يؤكد أنها ليست مجرد طرف محايد، بل دولة تمتلك النفوذ والثقل السياسي الكافي لجمع القوى الكبرى على طاولة الحوار.
✅ موقع استراتيجي محوري:
موقع المملكة الجغرافي كجسر بين الشرق والغرب يعزز دورها في الوساطات العالمية.
علاقاتها القوية مع جميع الأطراف، بما فيها واشنطن وموسكو وكييف، تجعلها في موقع فريد يسمح لها بلعب أدوار تفاوضية لا تستطيع دول أخرى القيام بها بنفس الفعالية.
✅ رؤية 2030 ودبلوماسية التأثير:
هذه الوساطات تواكب التوجه السعودي لتعزيز نفوذها العالمي ضمن رؤية 2030، التي تسعى إلى جعل المملكة محورًا رئيسيًا في السياسة والاقتصاد العالميين.
التحرك السعودي يأتي وفق نهج استراتيجي مدروس يعكس رغبة المملكة في أن تكون مركزًا لصناعة السلام، وليس مجرد مستجيب للأزمات الدولية.
✅ انعكاسات المستقبل:
مع نجاحها في استضافة هذه المحادثات، تفتح السعودية الباب أمام أدوار أعظم في الوساطات الإقليمية والدولية، مما قد يجعلها منصة رئيسية لحل النزاعات في الشرق الأوسط وخارجه.
من المتوقع أن تعزز هذه المبادرات مكانة السعودية كشريك لا غنى عنه في القضايا العالمية، مما يمنحها تأثيرًا سياسيًا واقتصاديًا واسع النطاق.🔹 الخلاصة:
المملكة اليوم لا تُجري المحادثات فقط، بل ترسم مسارات السلام وتعيد توجيه المشهد الدبلوماسي الدولي، مما يرسّخ دورها كقوة إقليمية وعالمية ذات تأثير استراتيجي متزايد.
🔹 الخلاصة
تُظهر استضافة السعودية لهذه المحادثات التزامها المتزايد بلعب دور محوري في تعزيز السلام والاستقرار العالمي. وبينما قد يثير هذا الدور تساؤلات حول الحياد، فإن جهود المملكة حظيت بإشادة واسعة من قبل المجتمع الدولي، مما يعزز مكانتها كوسيط مؤثر في حل النزاعات الدولية.
إن هذه الاستضافة ليست مجرد تحرك دبلوماسي اعتيادي، بل تمثل تحولًا استراتيجيًا يعكس طموحات المملكة في أن تكون لاعبًا رئيسيًا في حل النزاعات العالمية، وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
📌 ملاحظة: المعلومات الواردة أعلاه مستندة إلى تقارير إعلامية حديثة حتى تاريخ 15 مارس 2025.