إثراء يضيء زوايا الحِرف بين الماضي والمستقبل

الظهران – 12 مارس 2025 - بث:
أطلق مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) سلسلة الجلسات الحوارية لبرنامج "زوايا مضيئة"، الذي يقام مساء كل يوم ثلاثاء خلال شهر رمضان المبارك. ويهدف البرنامج إلى مناقشة مجموعة من الموضوعات المتنوعة من زوايا علمية ومعرفية، مستلهمًا محاوره من الأعمال المعروضة في معرض "في مديح الفنان الحِرفي"، أحد المعارض المتميزة في متحف المركز. يأتي هذا تزامنًا مع إعلان عام 2025 عامًا للحِرف اليدوية، في إطار تعزيز المحتوى الثقافي وإثراء المجتمع خلال الشهر الفضيل.
حكاية الحِرف: تطور تاريخي وحضاري
افتُتحت الجلسة الأولى للبرنامج بمحاضرة قدّمها الشيخ إبراهيم السعوي، تناول خلالها تطوّر الحِرف اليدوية عبر العصور، ودورها الأساسي في تحسين جودة حياة الإنسان. وأشار السعوي إلى أن أولى الحِرف التي امتهنها الإنسان كانت الصيد باستخدام الأدوات الحجرية، ثم انتقل إلى البناء لحماية نفسه من المخاطر البيئية والحيوانية، مستشهدًا بآيات قرآنية وقصص الأنبياء التي توثق هذه المراحل.
الحِرفة: مهارة إبداعية متفردة
وأوضح السعوي أن الإنسان يمتلك عقلًا إبداعيًا يمكّنه من ابتكار طرق جديدة للعيش، مما ساهم في تطوير الحِرف اليدوية عبر الأجيال. كما فرّق بين المصطلحات ذات الصلة بالحِرف، موضحًا أن:
الحِرفة تعتمد على المهارات اليدوية والإبداعية وتتميز بالندرة والابتكار.
المهنة تُكتسب عبر تعلم العلوم المختلفة وتطبيقها عمليًا.
الصنعة تعني إنتاج سلعة معينة تمر بمراحل تصنيع متعددة.
الوظيفة تركز على أداء عمل روتيني يهدف إلى تحقيق دخل ثابت.
الخط العربي: إرث فني يتجدد عبر العصور
ضمن محاور برنامج "زوايا مضيئة"، سيتم تسليط الضوء على فن الخط العربي، باعتباره أحد أقدم الحِرف الفنية التي شهدت تطورًا مستمرًا عبر العصور. كما ستتناول الجلسات القادمة موضوع "لماذا يجب الحفاظ على الحِرف والمهن؟"، حيث سيتم استعراض طرق تناقل الحِرف عبر الأجيال وسبل الاحتفاء بها لضمان استمراريتها.
إثراء وتعزيز الحِرف اليدوية عالميًا
يُذكر أن "إثراء" قد نظّم في عام 2024 مؤتمر الفن الإسلامي تحت شعار "في مديح الفنان الحِرفي"، حيث ركّز على دعم الحِرف التقليدية عبر إقامة معارض فنية استضافت أعمال حرفيين من مختلف أنحاء العالم. كما أطلق المركز ورش عمل متخصصة في مجالات مثل النحت، البناء، والحياكة، التي شهدت إقبالًا واسعًا من الجمهور، ما يعكس اهتمام المجتمع المتزايد بهذه الفنون التراثية.
من خلال هذه الجهود، يسعى "إثراء" إلى تعزيز مكانة الحِرف اليدوية كجزء من الهوية الثقافية والموروث الحضاري، وإيجاد جسور تواصل بين الأجيال لنقل هذا الإرث الغني إلى المستقبل.