المفاوضات الأمريكية الأوكرانية في جدة تسير بشكل جيد

متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:
انتهت، الثلاثاء، الجولة الأولى من المفاوضات الأمريكية الأوكرانية في مدينة جدة .
وأعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز أن "المفاوضات مع الوفد الأوكراني في جدة تسير بشكل جيد".
كما أكد مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تريد السلام ومستعدة للتفاوض لإنهاء الحرب، فيما كان يستعد للمشاركة في المحادثات مع نظرائه الأميركيين في مدينة جدة .
وقال أندري يرماك، رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، للصحافيين "نحن مستعدون لفعل كل شيء من أجل تحقيق السلام".
هجوم بالطائرات المسيرة يسبق المحادثات
وقبل ساعات من الاجتماع الأمريكي الأوكراني، تعرضت العاصمة الروسية موسكو لهجوم بطائرات مسيرة، وصف بأنه الأكبر منذ اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وفي تعليقه على الهجوم، قال روديون ميروشنيك، سفير الخارجية الروسية، إن هجوم الطائرات المسيرة (والذي وصفه بأنه أوكراني) جاء نتيجة انزعاج بعض الأطراف من تجدد الحوار بشأن الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار ميروشنيك إلى أن توقيت الهجوم يدل على وجود محاولة للتأثير على مسار المحادثات، حيث كتب على قناته في تطبيق تليغرام:
"لم تكن هذه الغارات عشوائية على الإطلاق. البريطانيون يفضلون ألا يتم الاستماع إلى وجهة نظر روسيا على الإطلاق!".
من جانبه، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن روسيا مستعدة للنقاش بشأن الأزمة الأوكرانية مع الأطراف المستعدة لتقديم مساعدة حقيقية لحلها.
الدور السعودي ومساعي تحقيق السلام
في سياق الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، صدر بيان سعودي أوكراني عقب اجتماع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في جدة.
ووفقًا للبيان المشترك، فقد بحث الجانبان الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل في أوكرانيا، وأعربت السعودية عن أملها في نجاح هذه الجهود.
وأكد البيان أن الطرفين استعرضا الجهود الرامية إلى تحقيق السلام، مشددًا على أهمية:
- احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك احترام السيادة والحدود المعترف بها دوليًا.
- إنهاء التداعيات السلبية للأزمة على الأمن والاستقرار العالمي.
- وقف المعاناة الإنسانية للمدنيين.
- تحقيق الأمن النووي والغذائي.
- حماية البيئة ونزع الألغام من الأراضي الأوكرانية.
التقدير الأوكراني للدور السعودي
بدوره، أعرب الجانب الأوكراني عن تقديره للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في هذا الصدد، كما شكر المملكة على المساعدات الإنسانية والتنموية المقدمة لأوكرانيا.
تأتي هذه التحركات في الوقت الذي تستضيف فيه السعودية اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين لمناقشة سبل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وخلال استقباله للرئيس الأوكراني في الديوان الملكي بقصر السلام في جدة، أكد ولي العهد السعودي:
"حرص المملكة ودعمها لكافة المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة، والوصول إلى السلام."
وأعرب زيلينسكي، الذي تنتهي ولايته قريبًا، عن شكره للدور المحوري الذي تلعبه المملكة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
الموقف الأمريكي من المفاوضات
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو إن الولايات المتحدة ترغب في معرفة التنازلات التي قد تكون أوكرانيا مستعدة لتقديمها في المفاوضات لإنهاء الحرب مع روسيا.
التساؤل الأساسي هنا:
هل يعني ذلك أن واشنطن أصبحت أكثر انفتاحًا على الحلول التفاوضية، حتى لو تطلبت تقديم أوكرانيا لبعض التنازلات، أم أنها لا تزال متمسكة بموقفها السابق الداعي لاستمرار الضغط العسكري على روسيا؟
📊 التحليل: أبعاد المفاوضات وتأثيراتها المحتملة
1️⃣ الدور السعودي في إدارة النزاع
- تحاول المملكة العربية السعودية أن تلعب دور الوسيط في النزاع، مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة.
- استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للرئيس زيلينسكي يعكس اهتمام السعودية بإيجاد حل سياسي للأزمة، وهو ما قد يعزز مكانتها كلاعب دبلوماسي مؤثر على الساحة الدولية.
2️⃣ تباين المواقف بين الغرب وروسيا
- تصريحات لافروف تعكس استعداد موسكو للدخول في حوار لكن بشروطها الخاصة، أي أن روسيا تريد مفاوضات تأخذ في الاعتبار مكاسبها الميدانية.
- في المقابل، يبدو أن هناك تحولًا في الخطاب الأمريكي، حيث لمّح ماركو إلى احتمال قبول أوكرانيا بتنازلات كجزء من أي تسوية.
3️⃣ هل أوكرانيا مستعدة للتفاوض حقًا؟
- رغم ترحيب زيلينسكي بالمحادثات، فإنه سبق وأكد أن التفاوض يجب أن يكون وفقًا للشروط الأوكرانية، بما في ذلك استعادة جميع الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.
- يبقى السؤال: هل يمكن لأوكرانيا التراجع عن هذا الموقف والقبول بحل وسط تحت ضغط الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين؟
4️⃣ الهجوم على موسكو.. هل هو رسالة ضغط؟
- توقيت الهجوم الأوكراني بالطائرات المسيرة على موسكو قبل بدء المفاوضات في جدة يثير التساؤلات:
- هل هو رسالة من كييف بأنها لن تأتي إلى الطاولة ضعيفة؟
- أم أنه تكتيك غربي للضغط على روسيا في المفاوضات؟
- أم أن بعض القوى لا تريد نجاح المفاوضات أصلًا وتعمل على تعقيد المشهد؟
5️⃣ مستقبل الحرب.. إلى أين؟
- إذا كانت هناك رغبة أمريكية في إنهاء الحرب، فقد يكون ذلك مؤشرًا على مرحلة جديدة من الدبلوماسية بدلًا من الحل العسكري.
- لكن نجاح أي تسوية يتطلب موافقة روسيا وأوكرانيا والغرب، وهو أمر معقد في ظل انعدام الثقة بين الأطراف.
🔎 الخلاصة والتوقعات:
✔️ السعودية تلعب دورًا متناميًا كوسيط دبلوماسي.
✔️ أوكرانيا قد تكون مضطرة لتقديم تنازلات إذا وجدت أن الدعم الغربي يتراجع.
✔️ روسيا تتعامل مع المفاوضات بحذر، لكنها ترى فيها فرصة لترسيخ مكاسبها الميدانية.
✔️ الولايات المتحدة ربما بدأت في التفكير بطرق لتخفيف التصعيد دون أن تبدو متراجعة.
✔️ الهجمات على موسكو تشير إلى أن هناك قوى تحاول التأثير على مسار المحادثات.
مواضيع ذات صلة:
ولي العهد يستقبل الرئيس الأوكراني
ولي العهد يستقبل وزير الخارجية الأميركي