منظمات حقوق الإنسان المشبوهة.. وقوانين العدالة
كتب - عبدالله العميره
جرائم الغرب وإسرائيل وإيران في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، وفي ليبيا واليمن، وفي بقاع أخرى، يتواجدون بها ليشعلوا بؤراً ملتهبة تحرق البشر والشجر، كلها لا مكان لها ولا اهتمام من "هيئات حقوق الإنسان"؟!
وما يحدث من جرائم تهريب تحت الأرض وفوقها في أوروبا وجنوب الولايات المتحدة، ودول أمريكا الوسطى، وفي آسيا. كل تلك الجرائم البشعة، اللاإنسانية، وأعني باللاإنسانية ما يحدث فيها من إعدامات للبشر، وتخريب للبيوت والمدن والدول بدون وجه حق، لا قوانين ولا محاكم، أيضاً لا تهم منظمات حقوق الإنسان؟!
لا قوانين تنبه البشر بأخطاء يحاسب مرتكبها، ولا محاكمات عادلة، ولا يهم هذا عند منظمات حقوق الإنسان؟!
وإرهاب في المنطقة، تصدر عن إرهابيين تحتضنهم دول أوروبية، ومنظمات حقوق الإنسان المشبوهة تدافع عن المجرم، وتُجرّم الضحية!
كل تلك الجرائم في العالم، لا نرى ولا نسمع ولا نقرأ حملات ومتابعات ممن تسمى هيئات حقوق الإنسان في العالم، بينما يركزون على المملكة العربية السعودية، وهي دولة تطبق القوانين، وتعاقب المخالفين والمجرمين من قتلة ومهربين، لينعم المواطن والمقيم والزائر بالأمن والأمان.
والمثير؛ كلما تم تطبيق العدالة المعلنة بحق مخالف أو مجرم يعرف أن مصيره العقاب إن ارتكب الخطأ، تلك المنظمات المشبوهة يرفضون معاقبة المجرمين، ويحمون المجرمين، ويقدسون جرائمهم، ولا يهمهم إغراق المواطن السعودي والمقيم بالمخدرات، ولا تدمير أهم مكون للدولة " الشعب".
هذا معلوم، لأن أهدافهم معروفة.
وصلني تقرير منقول عن "رويترز" التي اعتدنا على تلقيها لأي تقرير يسئ للمملكة، بدون مراجعة أو تحقق، بدون خجل مهني ولا وجل من افتقاد المصداقية. وكالة تعودت على عدم المصداقية في معظم أخبارها وتقاريرها - تعودنا منها على التلغيم والفذلكة - رغم أنها صارت مكشوفة في زمن الانفتاح الذهني والعقلي والإعلامي، إلا أنها مازالت على نهجها القديم!
تنقل عن دجالين، وعن هيئات ومنظمات تسمي نفسها منظمات حقوقية، وكلها تقدم أعمالاً مشبوهة. منها، ما تسمي نفسها "منظمة حقوق إنسان غير حكومية" اسمها "ريبريف".
وهي من المنظمات المشبوهة الكاذبة التي تعمل لصالح المجرمين، ونشر الجريمة.
مما جاء في آخر تقاريرهم المشبوهة، وهو ما تلقفته "رويترز" ونشرته على أنه تقرير إخباري، وهو في الواقع تقرير استخباراتي مشبع بالشائعات الكاذبة من دولة معادية معروفة. عنوانه: "جماعة حقوقية: عمليات الإعدام في السعودية تسجل رقماً قياسياً في 2024".
التقرير لا يمكن إثبات ما جاء به، فقط رصد ومبالغات.. كذب ودجل، دون الرجوع إلى الحقيقة التي يمكن أن تتحقق منها رويترز بنفسها، ومن خلال مراسلها في المملكة، أو إرسال فريق صحفي منها قبل نشر مثل هذا التقرير الكاذب. إلا إذا كانت الوكالة، هي الأخرى تقوم بالتنسيق مع دولة تدفع، ومثل تلك المنظمة، وتعتبره الوكالة إعلاناً مدفوعاً - هذا هو الظاهر؟!!
قبل أن أذكر بعض ما ورد في تقرير "رويترز" المنسوب لمنظمة مشبوهة، اسمها "ريبريف"، أشير إلى ما هو معروف، وهو أن المملكة العربية السعودية، دولة قانون واضح، ومعروف لكل العالم.. تكافح الجريمة، تحقق العدالة، وتنشر الأمن والأمان للمواطن والمقيم والزائر والسائح.
فمن أراد السلامة والعيش بسلام، فليتبع القوانين، ومن أراد العقاب فليفعل عكس ما تم التحذير منه والإعلان عنه. والمملكة لا ولن تتوانى في الضرب بيد من حديد على كل مجرم يريد تدمير مقدرات الشعب، ويريد نشر الفوضى.
وقد تمكنت المملكة من نشر السلام، بقوانين السلامة وتحذيراتها. وبالتالي، الجرائم ليست بالحجم الذي يتخيله البعض ممن ابتلاه الله بعداء للسعودية، ولا توجد تلك الأرقام إلا في مخيلات العدو المريض."
قوانين حاسمة، وواضحة، ومعلنة، لردع من يحاول المخالفة، ومن يفكر في أي جريمة تخل بأمن الوطن وأمان المواطن والمقيم. ولا ملامة على المملكة عندما تطبق القانون كدولة محترمة مستقرة آمنة، يسودها قوانين معلنة.
وجب التأكيد أن بعض المنظمات، وهي تلك المشبوهة التي تتحرك وفق ما تمليه عليها استخبارات عدائية، هي منظمات تجارية، تعمل لصالح من يدفع لها، وعلى استعداد للفبركة والكذب، وقد تصدقها بعض وسائل الإعلام. وأعلى درجات الغباء، أن تنشر خبراً، واضح الكذب فيه، ولا يهم أن يصدقه العقلاء أم لا، المهم أن النشر يتم بحسب قيمة الدفع!! التقرير الكاذب تلقفته بعض وسائل الإعلام، لا يهمها التحقق، فقط تذيع وتنشر ما تبثه بعض وكالات عرف عنها الفبركة، لأن مثل تلك التقارير تتوافق مع توجهات إدارة تلك الوسيلة، أو البحث عن الإثارة حتى لو كانت كاذبة!
يقول التقرير: "أن السعودية أعدمت 330 شخصاً هذا العام". (لاحظوا معي الجملة التالية، وهي تؤكد جانباً مهماً من جهل معد التقرير).
يقول: "على الرغم من تأكيد ولي العهد على إلغاء عقوبة الإعدام باستثناء القصاص وذلك بموجب رؤيته لمملكة جديدة منفتحة". (لاحظوا قولهم: باستثناء القصاص)! وطبعاً القصاص معروف بتطبيق القانون في المملكة، "القاتل يُقتل، بعد ثبوت التهمة، والتأكد من ارتكاب المجرم جريمته". وفي المخدرات.. الحكومة السعودية تعلن وتؤكد، وتعيد وتذكر بعقوبة المهرب والمروج.
أما غير ذلك من أرقام، فمن أين جاؤوا بها؟ ويأتي التقرير بسرد غير منسق ولا مترابط في محاولات لإثبات كذبه. فيقول: "وتمثل أحدث حصيلة لعمليات الإعدام جمعتها منظمة حقوق الإنسان غير الحكومية "ريبريف" من إعلانات عن عمليات الإعدام، وتحققت منها رويترز..". لاحظ عزيزي القارئ قولهم: "من إعلانات عن عمليات الإعدام، وتحققت منها رويترز..". كذب صحفي مبتدئ، لا يفهم في المهنة، أو لا يهتم ذكاء المتلقي.
ثم يقحمون اسماً مستعاراً أو غير معروف في التقرير في محاولة لإعطاء مصداقية، والجملة التالية التي أقحموها، تؤكد مقدار الغباء في صياغة التقرير، وتفكك الفكرة فيه، وتأكيد للكذب.. يقول التقرير: "وقالت جيد بسيوني التي تعمل مع منظمة ريبريف: هذا الإصلاح مبني على بيت من الورق قائم على أعداد قياسية من عمليات الإعدام". من هي جيد بسيوني، وهل زارت المملكة لتتحقق من المعلومات؟ أم أن هذه فبركة جاهلة؟
ولاحظوا الجملة التالية في التقرير، وكمية الكذب والفبركة: "وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 150 شخصاً أعدموا هذا العام عن جرائم غير القتل، وهو ما تقول جماعات حقوق الإنسان إنه يتعارض مع القانون الدولي".
ولاحظوا الجملة التالية من التقرير وكمية التفكك في الفكرة.. في بداية؛ تشكيك، ثم تأكيد بتهريب الكبتاجون إلى المملكة:
لاحظوا التفكك في الفكرة، وعمق الفبركة: "وارتبطت عمليات الإعدام تلك أساساً بتهريب مزعوم للمخدرات وسط تدفق كميات كبيرة من مخدر الكبتاجون الشبيه بالأمفيتامين من سوريا في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد. كما شملت عمليات الإعدام أشخاصاً متهمين بالإرهاب غير المتسبب في القتل، وهو اتهام تقول جماعات حقوق الإنسان إنه يستخدم في أحيان كثيرة ضد من يشاركون في احتجاجات مناهضة للحكومة".
طبعاً، لم يذكروا أين هي الاحتجاجات التي يسمعون عنها ولا نراها؟! ولم يذكروا اسم الدول التي لا تعاقب المجرمين المهربين للمخدرات؟ ولا يمكنهم ذكر أعداد قتلى المواجهات بين المهربين والدول مثل أمريكا، أو إيطاليا، أو في آسيا، ولا حتى دول عربية تعاني من التهريب والحروب مع المهربين، وما ينتج عنها من قتلى وإصابات؟
ولاحظ عزيزي القارئ، أن التقرير ذكر سوريا، وهذا يعني ببساطة أن الدولة والمنظمة الإرهابية التابعة لها التي تعتمد على تهريب المخدرات، واستهداف المملكة بالدرجة الأولى، قد أوجعهم القانون السعودي (المعلن) بقتل المهرب والمروج، وتدمير مصادر التهريب.
وفي محاولة منهم لإضفاء مصداقية على التقرير الكاذب، جاء في سياق التقرير "أن مركز التواصل الحكومي السعودي لم يرد على أسئلة تفصيلية من رويترز حول أرقام الإعدام". مع أن من الأولى التواصل مع الجهة المختصة المعنية بحقوق الإنسان ومكافحة المخدرات.
ماذا يعني هذا في المفهوم الصحفي الصحيح؟ يعني ببساطة - لا تمتلك تلك المنظمة المشبوهة، ولا رويترز معلومات (وأنه يوجد في التقرير خلط بين تحرير الوكالة وتحرير "ريبريف").. وبالتالي لا يجوز ذكر أرقام من خيال. (من الواضح جداً أن التقرير وصل إلى رويترز جاهزاً، أعده جهاز استخبارات معادي للسعودية).
المثير، أنه عمل لا علاقة له بالعمل الصحفي. أعني لم يعده صحفي متمرس ذكي، بل أعده شخص مكتبي غبي، أراد الإساءة للسعودية، فأشاد بها من حيث لا يعلم ولا يريد!
السؤال: لو تم تزويد رويترز بالمعلومات الصحيحة - عن جرائم القتل، واستهداف المملكة بالمخدرات، وكيف تتم مواجهة حرب المهربين ضد المملكة، هل ستتعامل رويترز مع الموضوع بحيادية؟ أم أن التقرير جاهز؟
العجيب، والمثير، أن تلك الوكالة، التي تعتمد على المنظمات المشبوهة، ما زالت تمرر قضية منتهية.. وهذا دليل على إفلاس، وأنه لا يوجد عند من أعد التقرير شيء جديد، إلا إعادة قضية منتهية أقفل القضاء ملفها، وتقارير قديمة مفبركة، يلوكونها المفبركون، كما تجتر البهائم.
كتبوا في تقريرهم: "وتصر السعودية على أن مقتل خاشقجي نفذته مجموعة خارجة على القانون، لكن محمد بن سلمان قال إنه يتحمل المسؤولية النهائية لأن الجريمة حدثت وهو في موقع السلطة".
لاحظوا القصور إلى حد الغباء في صياغة تقرير، أرادوه لصالحهم، وتحول كل حرف فيه - كما ذكرت في السياق السابق - إلى ضدهم، ويكشف رداءة الفكرة والتفكير المجافي للواقع الحالي. قالوا في التقرير: "وتجنبت حكومات غربية بشكل كبير التعامل مع المملكة بعد مقتل خاشقجي. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أثناء حملة ترشحه للمنصب في عام 2020، إنه سيجعل السعودية "منبوذة"، لكنه زار المملكة في عام 2022 وصافح محمد بن سلمان بتلامس قبضتي أيديهما".
إلى أن ذكروا في التقرير: "واتهمت جماعات لحقوق الإنسان الدولة بالحكم على قُصر بالإعدام واستخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات". كذبة كبيرة بحجم جبال زاغروس.
للإحاطة.. المملكة العربية السعودية، تتعرض لمحاولات الأذى لها، كلما كان تأثيرها يتعاظم في المنطقة والعالم. ونلاحظ تزايد حملات الشائعات عليها، بعد كل حدث إيجابي في المملكة والمنطقة العربية - اليوم بعد تحرير سوريا من العبث.. وانتظروا المزيد بعد تحرير العراق واليمن، واستقرار لبنان والمنطقة.
وكلما كانت مواقف المملكة صلبة ضد الاعتداءات من أي عدو للشعوب العربية، كلما لجأ الأعداء للشائعات، والفبركات، وخلق التقارير الكاذبة، في محاولة للنيل من المملكة ومواقفها. ودائماً؛ السحر ينقلب على الساحر. فشلوا في استغلال ما حدث في ألمانيا.. ويفشلون في كل مرة، ولا يتعظون. ومصائب قوم عند قوم فوائد.. مادام المجرمون يدفعون الأموال في محاولات تشويه صورة المملكة، أو التأثير عليها. فإن بعض وسائل الإعلام تكشف حقيقتها ومكاسبها الوقتية، وتكشف قوة وصلابة المملكة.