إشارات تطوير من وزير الإعلام الجديد

news image


كتب - عبدالله العميره

بعد وزير الإعلام  الدكتور عبدالعزيز خوجة.. ذلك الوزير الأديب المثقف المتواضع الخبير في السياسة، والمدرك لأهمية الإعلام  وتطويره؛ بعده ضعف الأمل في ظهور خطة عاجلة لتطويرالإعلام السعودي.
تناوب على الوزارة، عدد من الوزراء ، ولم نجد متغيرات!
شعرت ببطء في الإعلان عن أمر جديد.
لكن؛ شئ من الأمل بدأ يبزغ نوره إبان فترة الوزير المكلف الدكتور ماجد القصبي.
مع التقدير أن شعلة الضوء ليست واضحة كما التطلعات، بسبب تراكمات، وإرث كبير وعميق، يحتاج إلى جهد ووقت للمعالجة.
سنوات لم يحدث تغيير في منهج الإعلام السعودي، لأسباب كثيرة .. العملية كانت تحتاج إلى دراسة هادئة ومتعمقة لمعرفة أسباب التأخر.. الإعلام ليس كل الملفات، يمكن أن تبدأ به من الصفر بسهولة، أو البناء على ماهو قائم وقد هرم وشاخ، وممعن في التقليدية.

تم إختيارالدكتور القصبي من القيادة - الله يحفظهم - في مهمة صعبة، إضافة إلى مهمته كوزير للتجارة. يوم  25 فبراير 2020 ، إلى 5 مارس 2023، عندما صدر ألأمر الملكي بتعيين الأستاذ سلمان الدوسري وزيراً للإعلام، لاح في الأفق أن التغيير في منهج الإعلام ( دعوني أؤكد على كلمة تطوير)؛ قد اقترب.
من الواضح أن الملف جاهز، والوزير الدوسري، هو إبن الصحافة والإعلام. وهو القادر على متابعة تنفيذ الملف في هذه المرحلة.
إذ؛ لأول مرة يتم تعيين وزير صحفي، ممارس للعمل الصحفي. يعرف دهاليز الصحافة، والمعاناة في العمل الصحفي، وأهمية الصحافة، ودورالإعلام المهم جداً في نقل القوى المتعددة ( مشاريع ضخمة وحراك كبير متنوع في المملكة - وسياسات متطورة ..الخ) .. تعامل مختلف مع المرحلة الجديدة في الحراك السعودي القوي بكل الإتجاهات، وفي مقدمتها برامج الرؤية ومشاريعها.
الوزير الدوسري، ممارس صحفي، رئيساً لتحرير  أهم صحيفتين متخصصتين : الشرق الأوسط، والإقتصادية.. وهو مثقف، ومفكر، له مقالاته الإستراتيجية التي تتطلب  فهم في الصحافة وفي السياسة الدولية، ومعرفة بالفنون الإعلامية، وإدارة الرأي العام.
لم يكتب في صحيفة محلية تقليدية، تؤطر مقالاتها.. لقد تناول كثيراً من الموضوعات الحساسة بحرفية عالية.
مهمته كوزير إعلام تبدو صعبة، ولكن العمل على تطوير منظومة الإعلام ليست مستحيلة؛ في ظل الإهتمام الخاص من أعلى سلطة في المملكة ليكون الإعلام موازياً - في قوته.. القوة المتطورة في المملكة العربية السعودية، بخاصة بعد إطلاق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لرؤية 2030 في 25 إبريل 2016م. 
وأيضاً بوجود مساعدين، مخططين ومنفذين فاهمين جداً للإعلام، بخاصة أساليب تقديم الرسالة الإعلامية السعودية الدولية . وفي مقدمتهم الدكتور عبدالله المغلوث. 
وأثق أن من يختاره الوزير الدوسري إلى جانبه من النابهين في الإعلام، والمستشارين العارفين بالعمل الصحفي والإعلامي، من الممارسين والخبراء الحقيقيين، سيكون له أثر في العملية.

في كلمة وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري القصيرة خلال حفل سحور الوزارة مساء الخميس الخامس عشر من رمضان، تحدث في أول كلمة له بعد توليه الوزارة.. عبارات قصيرة، ولكن فيها ماهو ملفت - بالنسبة لي، وأعتقد لغيري من الحضور..
فبعد تقديمه الشكر لمعالي الوزير ماجد القصبي، أشار  الوزير الدوسري أنه استلم مهمة بدأها الدكتور القصبي.
وأعتقد في ذلك إشارة واضحة إلى ملفات وضع الدكتور ماجد القصبي يده عليها، لتكون إنطلاقة التطوير.
النقطة الثانية الملفته للإنتباه؛ إشارة الوزير سلمان الدوسري إلى اهتمامه بجميع وسائل الإعلام وأنه " لايوجد شئ أسمه إعلام تقليدي قديم، وإعلام حديث".
هذه إشارة إلى أن التطوير قادم، وشامل كل وسائل الإعلام.
بطبيعة الحال، الكلمة  جاءت في مناسبة، وكانت قصيرة، ولكن الوزير الدوسري ألمح لجانب مهم لما هو قادم .
تقديري الشخصي، أن كل شئ جاهز لإطلاق الإعلام السعودي إلى آفاق جديدة، فقط في انتظار إشارة.
التركيز على منظومة الإعلام المقبل، ستنطلق من رؤية لكل من برنامج في الإستراتيجية الكبرى (2030) والتي ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية :
مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح.
السؤال الذي يترقب الكثير الإجابة عليه:
متى ستنطلق إستراتيجية تطوير الإعلام؟