سحر القنوات .. وسحر المستديرة !
كتب - عبدالله العميره
أطباق كثيرة رمضانية متنوعة مشهية على شاشات القنوات.
في هذا العام، تميز، ومنافسة واضحة على تقديم الأميز والأذكى والألطف.
كثير من البرامج؛ فيها جاذبية و"سحر حلال".. في متابعتها لذه وابتسامة.
لابد من تذوق كل طبق..
وطبعاً لايمكن تناول كل الأطباق في وقت واحد.
القنوات الذكية، هي من تستطيع صناعة أطباقاً يتفق شكلها الجذاب مع لذة في محتواها. وتكرار التلذذ والإستمتاع بها.
بالنسبة لي؛ أحاول أن أتذوق كل طبق في أوقات الفراغ.. وفي رمضان وقت للمتابعة .
لا استطع المرور على كل القنوات .. لايمكن.
وللإعلان ( البروموهات) عن البرامج دور كبير في جذب المشاهدين.
وبعد العرض ؛ إما أن يترسخ البرنامج في عقل ووجدان المشاهد، أو الهروب إلى برامج أقوى، وما يتحدث الناس عنها.
المشاهد - في الأخير - هو المُروّج الرئيسي.
أكبر أضرار الإعلان؛ المبالغة.
وليس كل دعاية مباشرة تحقق مبتغاها، في زمن أصبح المتلقي يتميز بفهم وذائقة عالية.
بالنسبة لي؛ أذكر لكم أهم البرامج التي تجذبني وأتابعها.. بالترتيب - حسب توقيت عرضها:
(كفو) MBC1 (5:10)
(سين) MBC1 لأحمد الشقيري (5:30)
(طاش) MBC1 بعد مغرب مكة المكرمة
(الإيوان) على روتانا خليجية (س 12)
(الجمل بماحمل) MBC1 (س1)، وهذا من أمتع البرامج، يقدمه القدير فهد عافت، في قالب بسيط.. مذيع جذاب (بغزارته وثقافته وحضوره وبساطته).
وما بين أوقات هذه البرامج، أتنقل بين قنوات، على رأسها القناة السعودية الأولى، ففيها هذا العام برامج مميزة، ومسلسلات، لها روادها، يجدون المتعة في جودتها وحبكتها ؛ لكنني لست من هواة المسلسلات - بخاصة في رمضان. وفي SBC مراحل والملعب. وحقيقة، برامج SBC مشوقة، ولكن الوقت لايسعف متابعة كل شئ.
ومن البرامج التي أرى إمكانية وجودها على الساحة بقوة، وجدارة أكبر(ستوديو23) لو طور من نفسه :
(ستوديو23) ، لو تم عرض أفكار أكثر ذكاء، والحذر من الإستهزاء ( يجب عدم الخلط بين المزاح والسخرية).
أمام معدي البرنامج فرص كثيرة لمعالجة سلبيات تتواجد في المجتمع السعودي والخليجي والعربي.
البرنامج يحتاج إلى تطوير في فقراته، لإخراجها في قوالب كوميدية ذكية بسيطة / فلاشات سهلة مبهجة - بعيداً عن التفاهة والسماجة ( التفاهة لايضحك عليها إلا التافهين!).
(رياضة سكوب)، برنامج يُعرض على القناة الأولى السعودية ..
أرى فيه عرض حضاري، مختلف عن برامج رياضية تقوم على التعصب والتحليل التقليدي السطحي.
برنامج رياضة سكوب يحتاج إلى:
أن يتحرر المذيعون والمذيعات من التقليدية في الأداء.
وأن يستمر على خطه " الأخضر" يتقل صورة المملكة ورؤيتها ، وتغطية نشاطات العالم بعين سعودية، بإسلوب متطور جديد ( مشاركة محللون ومعلقون على الفقرات سعوديون وسعوديات فقط).
وان لايُفتح المجال للمتعصبين المعروفين، الدخلاء على السوشيال ميديا من طلاب الشهرة فقط، ومن يتواجدون في برامج قنوات الصراخ والنواح والتفاهة والتعصب الأعور والتخلف في التحليل.
أولئك يجب رفضهم، وإبعادهم / لاتمنحوهم فرصة لينشروا محتواهم المتضاد مع التطور.
يوجد في "رياضة سكوب" مؤشرات على ظهور برنامج رياضي حضاري سيكون له حضوره محلياً وعربياً وعالمياً، وينقل صورة ممتازة عن الرياضة السعودية . وقدرة على المعالجة الذكية لكل ما يشوه رياضتنا ، من تعصب وخزعبلات وخرافة وشعوذة ودجل.
__________
سأختم هذا المقال، بأمر بعيدٌ - قليلاً عن موضوعنا اليوم.
آخر سطر؛ ذكرني .. كما تذكرت سؤال من صديق:
" الخزعبلات والخرافة والشعوذة والدجل"
لماذا تنتشر في المجتمعات الأقل تعليماً ووعياً، والأكثر تخلفاً ؟
والملاحظ؛ إنتشارها بين المنتخبات والأندية الأفريقية وبعض دول في أمريكا الوسطى والجنوبية؟!
سأترك السبب؛ لأنه معروف.
وسأتعرض للنتيجة..
ماذا تريد تلك المنتخبات، والأندية أن تصل إليه؟
إن صراع المشعوذين بينهم.. سحرهم وشعوذتهم لم ترتق بهم إلى العالمية.
لا نرى فريقاً يصل إلى العالمية بالسحر والشعوذة ( ربما يصل - فترة - بالمنشطات والغش والتدليس والرشاوى !).. لكن؛ لايستمر، إذا أنه سرعان ما ينكشف، فينقلب السحر على الساحر، أو التدليس على المُدلّس، والفساد على الفاسد !!
وعلق صديق - خارجاً بالمناقشة إلى أسبانيا - حيث قوة المنافسة الكروية.. وقال:
أن من أسباب هبوط مستوى ريال مدريد هو كثرة اللاعبين الأفارقة فيه. وهذا سينهي النادي، ويزلزله!
والأفريقي / سواء مشجع أو لاعب ، أو من يعتقد أن الشعوذة ستصل به إلى بطولة، لايمكن أن تتحقق أمام فرق قوية قادرة على إفشال الخرافة بالإيمان والعمل.
الأكثرقوة مستدامة؛ تكون في البلاد الحضارية المنتشر فيها الوعي ، المحاصرة الخرافة فيها.. البلاد المتقدم التعليم فيها.
التعليم والوعي؛ هما الأداتان الأهم والأعظم في بناء الحضارات.
والإعلام؛ هو الوسيلة الأهم والأقوى لتشكيل الوعي.
__________
انت .. أنتي، أعزائي متابعي مقالاتي:
قل لي ماذا تشاهدون، وأي نادي نشجعون، أقول لكم من أنتم؟!