كتب - عبدالله العميره
صديق مبدع ؛ ولكنه هذه الأيام تم تهميشه .. منكسر.
إتصل عليّ اليوم؛ بعد انقطاع.
قال؛ أتابعك؛ وما تكتبه، ونشاطك في الوكالة.
شكرته؛ على تذكره إياي ..
سألته عن أحواله؟ ولماذا لايجيب على اتصالاتي؟
شرح لي ما يحدث له، وصموده...
إنكسر جزء من خاطر كان بعضه مشروخ!
قلت له؛ أعرفك، وأعرف إبداعاتك وأصالتك وصدقك.. وكل مبدع لابد أن يُرمى بحجارة التثبيط، ويتعرض للمكيدة.
لم يرد على كلماتي هذه؛ ولكنني كنت أسمع تنهيداته، ومحاولاته بأن يتماسك .. أسمع دقات قلبه التي ترسلها زفراته.
قلت: إبكي، أعلن عباراتك.
والله الذي لا إله إلا هو؛ لو لم تكن حساساً، لما تجمع الإبداع فيك، حتى يكاد عقلك ينفجر من زيادة ما تجمع فيه.
وقلت له، العلاج الشافي الكافي الذي شعرت بعده براحته:
الإنكسار لايعني الإستسلام.
ياصديقي؛  إن أروع الإبداعات تخرج من رحم المعاناة.
إذا امتلأ خزان عقلك ، ولايوجد مكان لتبدع فيه؛ فدعه يفيض، ولو بدموعك.. البكاء مريح.. مريح.
المهم؛ لاتستسلم أبداً.
ثق أن كل من تراهم أمامكم لايلوون على شئ، واحتلوا مكانك، سيأتي يوم يذهبون أدراج الهواء، كرماد تذروه الرياح.
ثق؛ أن " المكيدة" هي كل ما يملكونه، لايملكون المعرفة والفهم والتقدير .. ولا يجتمع في عقل إنسان "المكيدة والإبداع".. لايمكن .. فإما أن تكون صاحب مكيدة، أو صاحب إبداع.
ولكن الدنيا تقول: " إبدع واحذر".
وأذكرك بقول كنت تردده دوماً : " الدنيا دواره ".
وتذكر الحكمة: " تألمت فتعلمت فتغيرت"
لاتيأس.. لا تيأس.
أنت كبير، ومكسب لأي جهة.
الوكالة تفتح أبوابها لك.. هات إبداعاتك.
إحفظ مني هذه الكلمات :
قد يصيبك الشعور بالإنكسار والصدمة .. فلا تستسلم.
واعلم أن الله تعالى لا يترك الطيبين .
إمتحان.. ذاكر له بالصبر.
وتقوى بالإيمان واليقين والثقة في الله تعالى.
الإيمان بالله.. الإيمان بالله.. الإيمان بالله.
والفرج آت لامحالة.
وشهر الخير مقبل، وهو خير الشهور للتزود بالسكينة والصبر والدعاء.
كل عام وأنت والجميع بخير