السودان - المستقبل
كتب - عبدالله العميره
عندما تتحدث مع أي سوداني؛ تشعر أن أمامك إنسان عربي فيه أصالة العربي وشهامة العروبي، وسماحة المسلم الصحيح.
السوداني (رجال، نساء) مثقفون، مفكرون، أذكياء.. وأكبر الصفات وأولها في الشقيق السوداني، أنه أمين صادق، يحمل في داخله شعلة مشاعر من الحب تجاه دينه وأشقائه العرب، وبخاصة تجاه السعودية والسعوديين.
يعيشون معنا وبيننا، لم نسمع عنهم إلا كل طيب ومحبة.
لا يعتبرون أنفسهم إلا في بلدهم، ونحن كذلك؛ نحسبهم أهل الدار.
من خلال تعاملي المستمر مع الأخوة السودانيين، داخل المملكة وخارجها، وأحاديثي معهم في السودان، ومتابعتي لتاريخ السودان.. ماضيه .. وحاضره (المؤلم) في الوقت الحاضر، وطريقة التعاطي مع التغيرات الموجعة والمتغيرات.. وقراءتي في شخصية الأخ السوداني، أحببتهم.. أحببت في السودانيين أمانتهم وتواضعهم وصلابتهم وعدم إنكسارهم، وعدم تكبرهم .. لايوجد فيهم كبرياء فارغة .. هم متشبعون، واثقون أن كرامتهم العالية، وهي ليست كرامة مصطنعة، أو يخافون على كرامة قد تؤثر عليها وظيفة أو تعامل من آخرين.
النبل متأصل، لايظهر فيهم مصطنعاً.
من يريد أن ينجح عمله، وتزيد تجارته، فليولي الأمر معه سوداني.
من يريد أن يحافظ على نفسه، فليجعل بجانبه سوداني.
كل تلك العوامل، تؤكد أن للسودان والسودانيين مستقبل.
بشرط واحد: أن لا يدعون من يتضارب معهم في الصفات؛ شريكاً أو قائداً لهم في التخطيط.
هم وحدهم قادرون - هم أساتذه بذكائهم، وبعبقريتهم وبتواضعهم وبأمانتهم.
فقط؛ بحاجة لأشقائهم في المملكة العربية السعودية ، والسعودية بحاجة المزيد من التواصل والتفارب مع الأمناء السودانيين، وأمثالهم .. وإن كان أمثالهم قليل في العالم.
من أي سطر قرأت ذلك ؟
بين السطرين:
الأول: موقع السودان وإمكانياته، والسودانيين الذين يتصفون بالأمانة والصدق ، والحرص على التعليم والتعلم والعلم.
الثاني: المخاض الذي يمر به السودان في الوقت الحاضر .. مؤلم جداً، ولكنه سينجب عظيماً.
بين ذلكما السطرين؛ يظهر لي - من تحليل بسيط - أن أمامنا شعب عربي مسلم سيكون في مقدمة العالم العربي. سيكون البلد العربي الأفريقي الأول.
_____
انتظروا سوداناً مختلفاً بعد سنين قليلة، ستظهر أعواماً مليئة بالحضارة والرقي على الأرض، بحجم قلوب السودانيين العظيمة النقية.. ستكون السودان أكبر عوناً وسنداً قوياً صادقاً للأمة العربية والإسلامية - بدون مساومة، أو تمرد، أو تخاذل ، أو تواطئ مع عدو ضد الأمة من أجل هباء!
ستذكرونني وستتذكرون حديثي هذا في عام 2053م.