الإعتراف بالخطأ؛ خير من التمادي فيه..
كتب - عبدالله العميره
الإعتراف بالخطأ؛ هو منهج النبلاء الواثقين الراغبين في الإصلاح، والساعين إلى الأفضل ، وتحقيق الهدف الأسمى.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
" أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومه".
وقال : "أحب الناس إليّ من رفع إليّ عيوبي".
وقال أيضاً: "إني أخاف أن أخطئ فلا يردني أحد منكم تهيباً مني".
قد يقول قائل ؛ ذاك عمر بن الخطاب.
أقول : هو - رضي الله عنه - مثال، وفي الأمة خير.
وشخصياَ، ومن تجربة، لا أخاف من ولي الأمر، بل أخاف من الحاشية، أو بعضهم ممن ينسفون كل من يريد أن يوصل رسالة إلى ولي الأمر.
ينسفون الصادق الأمين بالوشاية وبكل ما يلزم للتقليل من الشأن والتغييب!.
ومن الحاشية؛ من فيهم كل خير.
ربما يقول قائل: ومن اختار أولئك وأولئك؟
أقول : الحالكم، ولي الأمر ؛ ما هو إلا بشر، ليس إله يعلم بكل شئ، بل يعلم بما يرى ويسمع.
ومن ولاة الأمر، من منحه الله ملكة التحري والتأكد.
ما كنت أعرفه عن الملك سلمان - الله يمده بدوام الصحة ويطول في عمره ويحفظه - عندما كنت قريباً منه، أنه - الله يحفظه، لايكتفي برأي مادح أو ذام ، بل يستمع لكل الآراء، ويتحرى الحقيقة والقرار الصحيح، فيجمع كل المعلومات من أطراف بعيدة وقريبة، ومن تقارير. بخاصة في القضايا، و القرارات التي تمس حياة ومستقبل مواطن.
لا يسلم الأمر - الله يحفظه - لأي شخص مهما كان قريب.
يُطبق قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني ".
يتابع ، يراقب ، يكافئ ويحاسب.
الأهم عنده - يحفظه الله - الوطن والمواطن ، هما فوق كل اعتبار. ولا يرضى بغير الحق ، ويسعد بالإبداع. يحكم على المشروعات برؤية استراتيجية وبعد نظر ثاقب. يتابعها شخصياً، لايكتفي بالتقارير والكلام. يهمه ما على الأرض، يهتم بالنتائج، اهتمامه بالتخطيط.
_________
ما مر من رأي ورؤية في هذا المقال ينطبق على كل شئ..
وفي يومنا، ما زالت حكاية المنتخب السعودي لكرة القدم، هي هم وحزن مازال يلف المواطنين السعوديين.
ماذا كان ينقص ليخرج من المملكة منتخب وطني يحسن الإستثمار في نهايات كأس العالم.
لانريد" هياط " ، بل الواقع ، والواقع يمكن تحقيقة، لو تم تخطي أسباب الإخفاق، وهي تتعلق بأسباب معلومة عند جميع المواطنين ، لايمكن إخفاءها، أو الترقيع فيها .
نعم، هنك سوء إدارة، وسوء اختيار للاعبين والجهاز الفني، هناك تدخل فاضح من الأهواء والميول، على حساب الوطن!
بعضهم؛ النادي عنده أهم وأغلى من الوطن!!
المنتخب في شكله الأخير؛ من أسوأ أدوات رسم الصور الذهنية..
__________
الدوله / أي دولة تدفع الكثير من الملايين - ربما المليارات التي قد تتخطى الـ 10 مليارات، من أجل تجميل الصورة.. وبعض الدول ليس للصورة مكونات .
برواز الصورة السعودية ممتلئ بالمكونات الجميلة الرائعة .. مشروعات لايمكن أن توجد في أي دولة، تطور كبير، إدارة عليا قوية، نظام مستقر، بلاد تتميز بالأمن والعدل. تتمتع بموثوقية عالية من دول العالم.
فلماذا لانستطيع إخراج صورة مبهرة بحقيقتنا. وتأثير دائم نبني عليه تأثير أكثر ديمومة - وبما يتناسب مع واقعنا الرائع؟!.
لا نحتاج لخلق صور وهمية، ونطرحها بصيغ ترتد علينا سلباً.. لانريد أن نغذي العالم بخطاب الذات وبثقافتنا الإعلامية - لانريد مدحاً مباشراً.
يكفي أن نُظهر للعالم ما لدينا بواقعية وبكل تجرد من غير إضافات، والعالم يفهم أن " وراء كل مشروع عظيم رجل عظيم".
لماذا تدفع المليارات في مجالات تتعلق بالصورة؟.
بعض الموكل لهم العمل، لايفهمون كيف يخاطبون الآخر بعقليته؟
أسلوبنا مازال يسير على مخاطبة الذات.. مدح الذات.
بالكلام والهياط.
فرق عمل؛ لاعلاقة لها بالتأثير، تدار بأشخاص هدفها نشرصور ممتلئة بعبارات تخاطب الذات، والهياط الجالب لكراهية المتلقي لنا.
الصورة الجميلة تستعمل بطريقة خاطئة.
__________
لقد فرطنا في مناسبة عالمية أتيحت لنا.
سيقول أحد، أن المنتخب باللاعبين إياهم؛ أو معظمهم؛ هم من وصل للنهائيات.
أقول: حقيقة المنتخب تظهر في مبارياته التجريبية الأخيرة!
واللعب في نهائي أفضل الأمم؛ يختلف .. أنت تلعب مع الخلاصة ، مع الكبار. هذا يختلف عن فرق ضعيفة في التصفيات الأولية والتجارب.
__________
ملايين تصرف على لاعبين بعقود ( طبعاً أتحفظ على تلك العقود المليونية، والخبير بالأمر يفهم ما أقصده) ملايين تصرف على لاعبين، لم يترك لقلب على الأرض إلا تم إلصاقه بهم .
مستواهم أقل من أي لاعب هاو في حي قديم من أحياء ساو باولو.
ويصعق الجمهور السعودي عندما يرى تلك الدمية الملقبة بلقب عظيم، وهي تتحرك بغباء داخل الملعب العالمي في كأس الأمم.. وأمام أنظار العالم كله؛ تجلب السوء للوطن.
نعم؛ كرة القدم / إتحاد الكرة، أعطى صورة سلبية، عكس ما كنا " نهايط به " في السيوشال ميديا وبقية وسائل الإعلام، وفي المدرجات.
__________
ماهو المطلوب:
تعديل؛ بل تغيير في الفكر الرياضي، وفي منهجية الإدارة الكروية، وفي نظرتنا للاعبين في جميع أندية المملكة.
تعديل، وتغيير في منهجية الرسائل الإعلامية المتعلقة بالصورة الذهنية ..
برأيي كل ما صار من إنتاج، أعتبر منه السئ جداً المضر للسمعة، ومنه غير المؤثر، وقليل جداً ما يترك أثراً محدوداً.
ما يجعل الأمر متوازن في تقديم الصورة، ويريحنا ويشبع رغباتنا المستمدة من واقعنا الحضاري العظيم، الذي يقوده الملك سلمان وعراب الرؤية محمد بن سلمان:
1- الأحداث الكبرى التي تحتضنها المملكة، وتنقلها وسائل الإعلام المتميزة بالإحترفية العالية.
2-عرض صور واقعية بدون أي تعليق.
هذا يريحنا ( النشاط الأول يرد الروح لنا).
____________
ماذا تحقق:
1- برواز رائع بمكونات عظيمة رائعة مبهرة، ولكن العرض النهائي غير جيد.
2- لدينا وسائل إعلام كبيرة وقوية، ولكن تم السماح لبعض المذيعين ومذيعات (من دول متطفلة ) تنفذ سياساتها وأفكارها، وتنقل صورها لنا من خلال وسائل إعلامنا.. فكما كانت سياسات تقول " حاربوهم ؛بهم وبإعلامهم" .. تخرج علينا سياسات عربية غبية تدفع بنفسها لغزو وسائل إعلامنا بدون أن يدفعوا مليماً واحداً، بل بفرض الأمر باسلوب المتسول اللئيم، ودس مخبرين وتابعين لاستخبارات تلك البلاد على شكل مذيعين ومذيعات وفنيين وفنيات بين ظهرانينا، ليخدموا بلادهم (ببلاش)، بل بمرتبات تدفع لهم من قنواتنا!!
فانتبهوا للمتطفلين الدخلاء على إعلامنا.
____________
خلاصة:
كنت أتحدث في سابق الأيام عن حاجة التعليم والإعلام إلى تطوير..
اليوم؛ نشهد التعليم بدأنا نلمس تطوراً.
الإعلام مازال يزحف، لم يتغير شئ.
ودخلت الآن الرياضة، لتطل برأسها (الملئ بالتأخر والتخلف الفكري) لتظهر على الملأ وتكشف سوء الإدارة فيها، ونتيجة التعصب في المدرجات والبرامج الرياضية.
__________
خلاصة الخلاصة..
يقول أحدهم: أن الهدف من كرة القدم هو تكريس مقصود للتعصب، و تأصيل الإحباط في نفوس المواطنين.
وأنا أعتقد وجود ناس يحققون هذا القول بعلم أو بدون علم !
وأعتقد في سبب مهم، وهو، أن المملكة تعيش فترة نهضوية غير مسبوقة، ولابد أن يواكب الحراك بعض الأخطاء، وهناك من يستغل بعض الأخطاء.
من الأخطاء والهفوات بين خطط الرغبة في انتقال الرياضة السعودية إلى العالمية، دخول المتعصبون والمتطرفون في الرياضة، ليقدموا أنديتهم على حساب الوطن. وينشروا التعصب والكراهية بين أفراد المجتمع.
__________
هل يعترف المخطئ، ويؤكد تصحيح الأخطاْ؟
أم يُصر على الأخطاء بكبرياء وغرور؟