اطلاق أول منصة رقمية عربية لطلبات وعروض المنتجات الصناعية و التعدينية


هالة عرفة - بث: 

تستضيف المملكة العربية السعودية الاجتماع التشاوري الثامن لوزراء التعدين والثروة المعدنية العرب بالرياض المهندس بحضور بندر الخُريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي  المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية المصري و سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتى ولفيف من الوزراء العرب وعادل الصقر مدير المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين ، والذي عقد على هامش مؤتمر التعدين الدولي الذى تستضيفه عاصمة المملكة العربية السعودية بمشاركة اكثر من ١٠٠ دولة .

وقد وافق الاجتماع علي اطلاق مشروع اول منصة رقمية عربية لطلبات وعروض المنتجات الصناعية و التعدينية، وكذلك اعداد نظام استرشادي تعديني للدول العربية، كما جري استعراض ابرز ماتم انجازه من إنشاء لقاعدة بيانات عربية لإنتاج الخامات التعدينية والبوابة الجيولوجية و التعدينية العربية ومعهد عربي لبناء القدرات البشرية بقطاع التعدين.

ومن جانبه كشف وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان ٢عن تأسيس شركة تابعة لمعادن لتأمين أي موارد نحتاجها في الخارج.

وقال الوزير خلال كلمته في مؤتمر التعدين الدولي بالرياض : "لدينا كميات كبيرة من اليورانيوم وسنقوم باستغلالها تجاريا بالشكل الأمثل".

وتابع: "سنتعامل مع احتياطيات اليورانيوم بكل شفافية، وسنبحث عن الشركاء المناسبين

وذكر وزير الطاقة السعودي، أننا جادون في إنتاج الهيدروجين، والسعودية ستكون أرخص منتج لطاقة الهيدروجين النظيفة.

وتابع: "أردد دائمًا تحول الطاقة يجب أن يكون محكومًا بثلاثة محاور هي ضمان أمن الطاقة، ومساعدة مليارات البشر الذين لا يحظون بالتنمية الاقتصادية والازدهار، والتغير المناخي".

وأكد الوزير أن الأمير محمد بن سلمان يركز بشدة على المحتوى المحلي، وهناك فرص بـ2.8 تريليون ريال متعلقة بالمحتوى المحلي بحلول 2030.

وأضاف: "لدينا وضع أفضل في إمكانيات النفط الصخري ونملك تقنيات نوعية للإنتاج صديقة للبيئة".

وقال وزير الطاقة السعودي، إن عملية تحول الطاقة يجب أن تخضع لاعتبارات دقيقة وليس للعلاقات العامة، ولا يجب أن نتخلى عن أمن الطاقة من أجل التحول.

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان إنه لا بد من وضع معايير لقياس أدائنا لتطوير المحتوى المحلي.

وذكر الوزير: "طالما كانت المملكة دولة منتجة للطاقة، لكن الطاقة التي نعرضها اليوم هي طاقة الشباب، فلدينا مصدر طاقة أغلى وأثمن يتمثل في الشابات والشباب الطموحين الذين يقودون هذا التحول".

وأشار الوزير إلى التوقعات بارتفاع الطلب على المعادن إلى 600%.

وخلال الاجتماع  القي كلمة مصر ممثلا عنها  المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية المصري

مؤكدا علي ان مصر تنفذ برنامجا طموحا لتطوير صناعة التعدين لديها انطلاقا من رؤية مصر ٢٠٣٠ التي يعد الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية احد اهم اهدافها، موضحا ان البرنامج الذي وضعته وزارة البترول والثروة المعدنية نجح في تطبيق اصلاحات شاملة للنهوض بمنظومة التعدين المصرية بعد دراسة كافة التحديات المحلية و الدولية ، حيث أن هناك فرصًا هائلة للاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي والطبيعة الجيولوجية الغنية لمصر كجزء من الدرع العربي النوبي، وهو ما يتطلب عوامل جذب استثمارية حقيقية تتحقق من خلال ضبط منظومة التشريع وطرح أنظمة تعاقد على غرار اسواق التعدين الدولية وكذلك التحول الرقمي و الركائز الرئيسية للاستثمار الجاد كالنظام المالي ونظام الترخيص وحوكمة القطاع. 

وفيما استعرض وزير البترول المصري  في الكلمة  أبرز ماتم تطبيقه من اجراءات لتطوير قطاع التعدين المصري وفي مقدمتها تعديل قانون التعدين ليعكس الإصلاحات التشريعية الجديدة والفرص المتاحة وتوفير الشفافية والمرونة و بما يعالج العديد من العقبات امام جذب الاستثمارات اللازمة ، كما جري تغيير نظم الاتفاقيات من نظام المشاركة في الربح إلى نظام الاتاوة والضرائب فضلا عن تيسير نظام التراخيص لايجاد بيئة جاذبة للشركات وتشجيع ضخ الاستثمارات مع تعظيم القيمة المضافة، و الاهتمام بالتحول الرقمي و بتعزيز المهارات اللازمة للعاملين بقطاع التعدين من خلال برنامج تدريب متخصص بالتعاون مع كبرى الجامعات العالمية.

واكد الملا ان قطاع التعدين في مصر يجني ثمار ماتم تطبيقه من اصلاحات مشيرا الي نجاح المزايدة العالمية الأولى التي تم اطلاقها عام ٢٠٢٠ في جذب مشاركة عالمية ومحلية غير مسبوقة فى مجال تعدين الذهب بالصحراء الشرقية والبحر الأحمر بالرغم من التحديات العالمية لجائحة كورونا ، لافتا الي ان هذه النتائج الايجابية شجعت على طرح مزايدة ثانية للذهب .

وأعلن الملا  في كلمة مصر انه يتم العمل علي تنفيذ أول مصفاة ذهب معتمدة في مصر بمنطقة مرسى علم بالصحراء الشرقية تعظيما للقيمة المضافة من موارد الذهب وبما يؤدي لإكمال سلسلة القيمة لإنتاج الذهب عبر تعظيم المحتوى المحلي ، كما اشار الي مواصلة تشييد عدد من مجمعات صناعة الأسمدة الفوسفاتية لتعظيم القيمة المضافة والعائد الاقتصادي من خام الفوسفات لصالح الاقتصاد المصرى . 

و خلال الكلمة لفت الوزير المصري  ان رؤية تطوير قطاع التعدين تستهدف زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من نحو نصف بالمائة حالياُ الى 5% خلال العقدين القادمين ، وتوفير عدد كبير من فرص العمل وتعظيم الأنشطة التعدينية عبر إصدار أكثر من مائتي رخصة بحث واستكشاف سنوياً. 

كما أشار  وزير البترول المصري دعوة مصر لمبادرة عربية للطاقة النظيفة في قمة المناخ المقبلة بشرم الشيخ خيث أكد علي اهمية صناعة التعدين في خدمة الأهداف الحيوية حيث لن تستطيع الصناعة الحديثة تحقيق اهدافها في إزالة الكربون بدون المنتجات المعدنية التي تدخل في تكوينها ، داعيا في هذا الإطار الي اعداد مبادرة عربية مشتركة للطاقة النظيفة تضم كل الدول العربية لطرحها في القمة العالمية للمناخ التي تستضيفها شرم الشيخ هذا العام تأكيدا على التزام الدول العربية في هذا الشأن.

هذا وقد حازت الدعوة المصرية علي موافقة الوزراء العرب بالإجماع و التوصية بتكليف فريق عمل من المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين بالإعداد للمبادرة.

ويذكر أن الدّورة الأولى من مؤتمر التعدين الدولي ، الذي تنظمه وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية قد انطلقت في 11 من يناير 2022 وتستمر ثلاثة أيام في مدينة الرياض. وسيعمل المؤتمر كمنصة تجمع الحكومات والمستثمرين والمستكشفين وشركات التعدين وغيرهم من قادة قطاع التعدين والشركاء لتشكيل مستقبل واعد لمنطقة شاسعة تمتد على أكثر من 9000 كيلومتر من الكونغو إلى قيرغيزستان.

وتتمثل رؤية المؤتمر في تشكيل مستقبل التعدين وربط صانعي السياسات بالمستثمرين وقادة الأعمال عبر سلسلة القيمة والصناعات الداعمة لعقد اجتماع عالمي حقيقي يعزز إنشاء وتطوير مناطق التعدين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. ويهدف المؤتمر إلى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مركز تعدين جديد وناشئ يتطلب رؤى وقدرات وبنية تحتية لتمكين هذه الأراضي الشاسعة غير المستغلة من الثروات المعدنية ولتحقيق إمكاناتها الكاملة لدعم مستقبل اقتصاد الكربون الدائري العالمي.