سيكولوجيا التفاوض… حين تصمت أميركا وتتكلم إيران

news image

✍️ تحليل خاص – إدارة الإعلام الاستراتيجي | وكالة BETH الإعلامية

 

في عالم السياسة، لا تُدار الطاولات فقط بالمواقف… بل بالعقول.
وفي كل جولة تفاوض بين واشنطن وطهران، لا تكون الكلمة الأخيرة للبيان… بل للنوايا الخفية.

المشهد من مسقط يبدو بسيطًا:
لقاء غير مباشر، تصريحات حذرة، إحالة إلى "جولات قادمة".
لكن تحت الطاولة، هناك صراع بين مدرستين نفسيتين… لا فقط دبلوماسيتين.

 

  المدرسة الأميركية: الصمت لا يعني الغياب

الولايات المتحدة تُفاوض كما يُمسك صياد محترف بخيط السنّارة:
لا يتكلم كثيرًا، لا يلهث وراء الهدف، لكنه يعلم أن اللحظة المناسبة قادمة.

هذا الأسلوب قائم على ما يُعرف بـ "التجميد المراقَب" في علم النفس السياسي:

دع الخصم يتكلم… كلما تكلم أكثر، كشف نقاط ضعفه.

ازرع في ذهنه أنك لست بحاجة إليه… ليبدأ هو بالسعي إليك.

وما تفعله واشنطن مع طهران حاليًا، لا يخرج عن هذه القاعدة.
"أعطهم مسقط… لكن لا تعطهم القرار."

 

  المدرسة الإيرانية: الضجيج كوسيلة بقاء

إيران، بالمقابل، تُتقن اللعب على حافة الانفعال.
هي تعلم أن القوّة ليست في الموقف… بل في الصورة التي تُسوّق للموقف.

وهنا تدخل سيكولوجيا التعويض الإعلامي:

تعلن استمرار المباحثات لتبدو أنها تقودها.

تُسرب عن "اتفاق جزئي محتمل" لتوحي بالسيطرة.

تستخدم التناقض (نفاوض أمريكا، لكن نرفض التطبيع!) كجزء من خطاب مزدوج لا يرهق الداخل.

كل ذلك يُدار عبر خطاب هدفه الأعمق:
الحفاظ على هيبة متآكلة… ولو بالكلام.

 

  علم النفس الإعلامي… حين يتحول التصريح إلى سلاح تفاوض

في الحالة الأميركية – الإيرانية، لا نُشاهد فقط مشهدًا سياسيًا، بل مسرحًا سيكولوجيًا إعلاميًا.
فالبيانات لم تُكتب لإخبار الصحافة، بل لإرباك الطرف الآخر.

إيران تُعلن لتُغطّي على تنازلات.
وأميركا لا تُعلّق… لأنها لا تزال تقيس حجم الطُعم الذي ابتلعته طهران.

🧩 BETH تفكك المشهد: من يتكلم… ليس دائمًا من يقرّر

في سيكولوجيا التفاوض،
من يتصدر العناوين… ليس بالضرورة من يكتب النص الحقيقي.
ومن يُظهر قيادة الجلسة… قد يكون أبعد ما يكون عن قيادة اللعبة.

وهنا تحديدًا، تتجلى فلسفة واشنطن الباردة:

الصياد لا يتباهى… لأنه يعلم أن فريسته تصرخ أكثر، كلما اقترب الخيط من فمها.

🖼️ تعليق الصورة:
إيران تمارس ما يُسمى بـ"استراتيجية الصوت العالي"، محاولة خلق واقع تفاوضي بالكلام، بينما أمريكا تكتفي بالصمت المدروس.
🎯 الرسالة العميقة: السيكولوجيا هنا تكشف لعبة الأدوار… فالكلام لا يعني الهيمنة، والصمت لا يعني التراجع، بل أحيانًا: الصامت هو من يُمسك بالزرّ الأخير.

🔗 موضوعات ذات صلة:

🧠 أمريكا - إيران: اجتماع قصير… ونوايا قيد الاختبار

🎭 إيران.. تُفاوض بيد وتُبارك الفوضى بالأخرى

⚖️ محادثات مسقط… تحت ظل التهديد