تخيل أنك شيطان !

قصة صحفية تحليلية رمزية كتبها عبدالله العميره
مدير وكالة بث الإعلامية
______________________
عنوان فرعي: عندما يقود الشيطان العالم… إلى أين؟
المقدمة: (المشهد الافتتاحي الرمزي)
تخيل أنك إبليس… تجلس في غرفة عمليات عالمية ضخمة، الجدران زجاج، والسقف مرآة.
أمامك شاشات تُبث منها صور من كل مكان: بورصات ترتفع بجنون، أخبار تصرخ بالكراهية، مصانع سلاح تدور بلا توقف، مشاهير يبيعون الوهم، أطفال يُولدون تحت النيران، وابتسامات باردة تُوقّع على صفقات موت.أحد الشياطين الصغار يقاطع صمتك:
"سيدي، هل نبدأ مهمتنا؟"
فتنظر إليه بابتسامة مائلة وتقول:
"نحن في عطلة طويلة يا عزيزي...
البشر يقومون بكل شيء بأنفسهم!"
الفصل الأول: وعدك القديم... ما زال يعمل!
يا إبليس،
ألم تقل:
"لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ"؟
ها قد فعلت،
لكن السؤال: هل زينت لهم… أم زَيَّنوا لأنفسهم ما يُرضيك؟!
صديقي القارئ،
تخيل أنك مكانه… ترى العالم ينقاد وراء أوهام السلطة، يخترع أدوات الغواية، ويبني منصات للشر بمحض إرادته.
الشيطان لم يعد يغوي، بل يراقب ويصفق.
كل شيء أصبح مُمَنهجًا، مُمَأسسًا، ومُرَوَّجًا.
الفصل الثاني: "وسائل إبليس الحديثة"
لم يعد بحاجة إلى همسات.
لديه إعلام… يصرخ بدلاً منه.
لديه إعلانات… تُبيع الشهوة في قوالب ذهب.
لديه سياسيون… يفاوضون باسمه ثم يعلنون الحرب.
إبليس القديم كان يوسوس...
أما إبليس الحديث؟
يدير البث المباشر.
الفصل الثالث: هل تدرك نهايتك؟ أم نهايتهم؟
قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ...
قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ...
يا إبليس،
هل تدرك أن نهايتك معلومة؟
لكن نهايتهم... هم من يكتبونها الآن بأيديهم،
بصواريخهم، بصفقاتهم، بلحظات صمتهم أمام الظلم.
من هو الأخطر إذًا؟
الشيطان، أم الذي يُقلّده بحماسة وذكاء؟
الفصل الرابع: حين يستقيل إبليس
تخيل مرة أخرى... يعود إليك الشيطان الصغير يسألك:
"مولاي، هل البشر لا يحتاجون إلينا بعد اليوم؟"
فتجيبه:
"بل يحتاجوننا... فقط ليرموا علينا ما لا يريدون الاعتراف به.
نحن نُستخدم كذريعة، لا كأداة."
الخاتمة :
عزيزي القارئ،
حين يقود الشيطان العالم، لا يفعلها من جحر…
بل من خلالنا.
نحن نسمّيه “الشر”، وننسى أن الشر غالبًا ينبع من قرارات بشرية بملامح إبليسية.
فالسؤال ليس: هل إبليس يحكم العالم؟
بل:
كم إبليسًا يسكن في قراراتنا نحن؟
تنويه: ✍️
قد يرى بعضكم أنها مجرد قصة من الخيال… ومن يقول ذلك، فهو محق.
لكن، تذكّروا: لا توجد قصة خبرية تحليلية على وجه الأرض تنتهي إلى خيال.ولأني لا أحب أن أترككم في متاهة التأويل، سأكشف لكم طرفًا من المغزى:
من منكم لم يسأَل نفسه، ولو مرة واحدة:
"من يقود هذا العالم إلى الحروب؟!"