ماذا يحدث في غزة؟ .. لماذا؟ .. السلام: كيف ؟ وإلى أين؟

news image

 

 

 

 

تقرير من إعداد قسم الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:

________________________________

ما يحدث في غزة ليس مجرد صراع سياسي أو عسكري، بل هو مأساة إنسانية مركبة تتداخل فيها عوامل عدة:

التدمير الممنهج: إسرائيل مسؤولة بشكل مباشر عن الدمار الهائل للبنية التحتية وقتل المدنيين، وهو ما يتكرر في كل جولة صراع.

حماس والفصائل: تتحمل أيضًا مسؤولية أساسية بسبب إدارتها غير الفعالة للأوضاع الداخلية، وقراراتها التي قد تزيد من تعقيد الأمور.

الدول الداعمة للصراع: بعض الدول، مثل إيران، تستثمر في استمرار الصراع عبر دعم الفصائل المسلحة، بينما دول أخرى تدعم إسرائيل في عدوانها المستمر، مما يزيد من تعقيد المشهد.

المجتمع الدولي: فشل في إيجاد حلول عادلة، وأحيانًا يكون غير مبالٍ أو متواطئًا مع إحدى الأطراف، مما يعرقل فرص السلام.

أما الحل:

التهجير ليس حلًا، فهو تكريس لمأساة الشعب الفلسطيني.

الاستقرار والأمن هو الحل الوحيد، وهذا يتطلب:

وقف العدوان الإسرائيلي فورًا، وإنهاء الاحتلال كخطوة أساسية لأي سلام مستدام. وقطع الطريق على محاولات التأجيج واستفزاز الآلة العسكرية الإسرائيلية. وأيضاً قطع الطريق على المخططين والمنفذين لفكرة التدمير للفلسطينيين.

إعادة إعمار غزة بطريقة تضمن استقلالية الفلسطينيين عن التحكم الإسرائيلي.

إصلاح الإدارة في غزة، لتكون أكثر فاعلية في تحقيق التنمية بدلاً من الاعتماد على التمويل المشروط والدعم المسيس.

تحقيق مصالحة فلسطينية حقيقية تنهي الانقسام بين الفصائل.

ضغط دولي حقيقي يفرض تسوية عادلة، وليس فقط بيانات تنديد فارغة.

 

الوضع الراهن في غزة (البنية التحتية، الأوضاع الإنسانية، أثر الحرب على الأطفال والمجتمع).

من يتحمل المسؤولية؟ (تحليل دور إسرائيل، حماس، والدول الإقليمية).

 

تأثيرات الحرب على مسار السلام (كيف يزيد الوضع من تعقيد أي جهود للسلام؟).

ما الحل؟ (طرح سيناريوهات بديلة وحلول واقعية).

 

مأساة غزة وتداعياتها على مستقبل السلام

 

تشهد غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث تتعرض بنيتها التحتية للتدمير المستمر، ويعاني سكانها من الفقر المدقع وانتشار الأمراض في ظل حصار خانق وحروب متتالية. هذا الوضع يطرح تساؤلات جوهرية حول المسؤولين عن هذه المأساة، وأثرها على مستقبل السلام في المنطقة.

أولًا: الوضع الراهن في غزة

تدمير البنية التحتية: استهداف المستشفيات، المدارس، وشبكات الكهرباء والمياه أدى إلى كارثة إنسانية، حيث أصبح أكثر من مليوني شخص يعيشون في ظروف غير صالحة للحياة.

الفقر وانتشار الأمراض: بسبب الحصار والقيود على المساعدات، يعاني السكان من نقص الغذاء والمياه النظيفة، مما أدى إلى تفشي الأمراض وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال.

ارتفاع عدد الضحايا: الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا، حيث يتزايد عدد القتلى والمصابين جراء القصف الإسرائيلي المستمر، ما يجعل الأوضاع أكثر مأساوية.

شلل اقتصادي تام: تدمرت معظم البنية الاقتصادية، مع توقف معظم الأنشطة التجارية والصناعية، مما أدى إلى معدلات بطالة غير مسبوقة.

ثانيًا: من يتحمل المسؤولية؟

تتحمل إسرائيل الجزء الأكبر من المسؤولية بسبب سياساتها التوسعية، والقصف المستمر، والحصار الذي يمنع غزة من تحقيق أي تقدم اقتصادي أو إنساني.

حماس والفصائل المسلحة؛رغم مقاومتها للاحتلال، إلا أن بعض سياساتها الداخلية وإدارتها للحكم زادت من معاناة السكان وأدت إلى تعقيد الوضع الإنساني والسياسي.

الدول الإقليمية والدولية: بعض الدول، مثل إيران، تستثمر في استمرار الصراع عبر دعم الفصائل، بينما تدعم دول أخرى إسرائيل عسكريًا وسياسيًا، مما يطيل أمد الأزمة.

المجتمع الدولي: فشل في فرض حلول عادلة، وظل مترددًا في اتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء المعاناة المستمرة.

ثالثًا: تأثير الأزمة على عملية السلام

استمرار القصف والدمار إلى تعقيد فرص السلام، حيث باتت الفجوة بين الأطراف المتنازعة تتسع.

فقدان الثقة في الحلول السياسية بسبب تكرار الحروب دون نتائج ملموسة.

تزايد الحركات المتطرفة نتيجة الإحباط واليأس من تحقيق تسوية سلمية عادلة.

رابعًا: ما الحل؟

وقف العدوان الإسرائيلي فورًا وإلزام إسرائيل باحترام القوانين الدولية.

إعادة إعمار غزة عبر برامج دولية تضمن استقلالية الاقتصاد الفلسطيني.

إصلاح الإدارة في غزة لتكون أكثر فاعلية في تحقيق التنمية.

تحقيق مصالحة فلسطينية تنهي الانقسام بين الفصائل.

ضغط دولي حقيقي لفرض تسوية عادلة وإيقاف السياسات التي تزيد من الأزمة.

إسرائيل أن ترد بقوة وتدمر  بحجة الحفاظ على أمنها ؟.. وهناك آراء تقول أن إسرائيل هي التي خططت وتخطط  لخلق أسباب تبرر حروبها؟

 

سؤالان محوريان، والإجابة عليهما  تتطلب تحليلًا دقيقًا للوقائع والتاريخ.

وجهة النظر الأولى: حماس مسؤولة عن معاناة غزة

هناك من يرى أن حماس، بدعم من إيران، تتحمل مسؤولية كبيرة في تدهور الأوضاع بغزة بسبب قراراتها العسكرية التي تستفز إسرائيل، مما يدفعها إلى الرد العنيف الذي يؤدي إلى دمار شامل. فإطلاق الصواريخ أو تنفيذ عمليات مسلحة من غزة، رغم عدم تكافؤ القوة، يمنح إسرائيل ذريعة لضرب القطاع بقوة غير متناسبة، وهو ما يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية.

يدعم هذا الرأي أيضًا أن حماس، رغم وجودها في الحكم منذ سنوات، لم تقدم نموذجًا فعالًا في تحسين حياة الفلسطينيين داخل القطاع.

كما أن دعم إيران لحماس يُنظر إليه على أنه استثمار في إبقاء الصراع مشتعلًا لأغراض سياسية وإقليمية، أكثر من كونه دعمًا حقيقيًا للقضية الفلسطينية.

وجهة النظر الثانية: إسرائيل تبحث عن المبررات للحرب..

على الجانب الآخر، هناك من يرى أن إسرائيل تستخدم حماس كذريعة لشن حروبها على غزة متى شاءت، بحجة "الحفاظ على أمنها"، رغم أنها القوة العسكرية المتفوقة تمامًا في الصراع. فإسرائيل تعتمد على استراتيجية "الردع القاسي"، حيث ترد على أي هجوم صغير بضربات ضخمة تؤدي إلى كوارث إنسانية، وهو ما يعزز الكراهية ويساعد في إبقاء غزة ضعيفة وغير مستقرة.

منذ انسحابها من غزة عام 2005، انتهجت إسرائيل سياسة الحصار والتجويع، مما يجعل أي شكل من أشكال المقاومة يبدو وكأنه فعل يائس في مواجهة واقع خانق.

كذلك، إسرائيل تستفيد سياسيًا من الحروب المتكررة، حيث يستخدم قادتها التصعيد العسكري لتعزيز مواقعهم داخليًا، وكسب دعم المجتمع الدولي بحجة "مكافحة الإرهاب".

وأخيرًا، حتى عندما تكون غزة هادئة، تستمر إسرائيل في سياسات التوسع الاستيطاني والاعتداءات في الضفة الغربية، مما يعني أن المشكلة ليست فقط مع حماس، بل مع كل الفلسطينيين.

الخلاصة: من المسؤول؟

الحقيقة أن المسؤولية مشتركة لكن غير متكافئة:

حماس تتحمل جزءًا من المسؤولية بسبب قراراتها العسكرية التي تعطي إسرائيل مبررًا للهجوم، وبسبب سوء إدارتها للحكم في غزة.

إسرائيل تتحمل المسؤولية الأكبر لأنها القوة المحتلة التي تفرض الحصار، وتستخدم حماس كذريعة لشن عمليات عسكرية مدمرة بشكل غير متناسب، وتستثمر في استمرار الصراع لتحقيق أهداف سياسية.

إيران ودول أخرى تلعب دورًا في إبقاء الصراع مشتعلًا لتحقيق أجنداتها الإقليمية، دون اهتمام حقيقي بمصير الفلسطينيين.

ما الحل؟

الحل لا يكون بإلقاء اللوم على طرف دون الآخر، بل بالبحث عن استراتيجية تضمن حياة كريمة ومستقرة للفلسطينيين بعيدًا عن الحروب المتكررة.

يجب أن يكون هناك توجه فلسطيني موحد يخرج من دائرة الصراع المسلح إلى مشروع وطني تنموي وسياسي مدروس.

على المجتمع الدولي أن يتوقف عن التعامل بازدواجية، حيث يُدين أفعال المقاومة لكنه يتجاهل الاحتلال الذي هو أصل المشكلة.

هل الحل في  السلام؟

السلام لايمكن أن يحدث إلا بتوافق ، وبتنازل: 

والتنفيذ أراه بيد ثلاثة دول رئيسية:

الولايات المتحدة، السعودية، إسرائيل

وبطبيعة الحال هناك توافق تتقاطع فيه هذه الدول وهو العلاقة الجيدة  مع الولايات المتحدة، وتأثير تلك الدول الثلاث القوي في المنطقة والإقليم والعالم.

 

لماذا هذه الدول الثلاث تحديدًا؟

 

الولايات المتحدة – باعتبارها القوة العظمى، فهي تمتلك النفوذ الأكبر على إسرائيل، وتمثل الطرف الذي يمكنه الضغط لتحقيق التنازلات المطلوبة من جميع الأطراف.

السعودية – باعتبارها الدولة العربية الأكثر تأثيرًا سياسيًا واقتصاديًا، وأحد اللاعبين الأساسيين في ملف السلام العربي-الإسرائيلي، خصوصًا بعد مبادرات مثل مبادرة السلام العربية 2002، والتطورات الأخيرة في المنطقة، ولثقة كل العرب فيها وقدرتها على التمثيل العربي.

إسرائيل – بصفتها طرف  الصراع، فإن أي اتفاق سلام يجب أن يأتي عبر تفاهمات تضمن أمنها، لكنها أيضًا يجب أن تقدم تنازلات حقيقية تضمن حقوق الفلسطينيين، وفي مقدمة ذلك إنشاء دولة فلسطينية  ..

 

 ما الذي يمكن أن يحدث؟

 

إذا اجتمعت هذه الدول على رؤية واقعية للسلام تستند إلى مصلحة اقتصادية وأمنية مشتركة، يمكن أن يصبح تحقيق الاستقرار في المنطقة أكثر واقعية.

هناك مؤشرات بالفعل تدل على أن السعودية تفكر في تبني نهج أكثر فاعلية تجاه حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، بشرط أن يكون هناك ضمانات أمريكية حقيقية لحل عادل للفلسطينيين.

 

ما تأثير السلام على الاقتصاد العالمي؟

إذا تحقق السلام العربي-الإسرائيلي بطريقة حقيقية ومستدامة، فإن الاقتصاد العالمي سيشهد تحولات إيجابية هائلة، وأهمها:

1️⃣ انخفاض التوتر الجيوسياسي

الصراعات في الشرق الأوسط تُعد أحد أهم أسباب عدم الاستقرار في أسواق الطاقة والسلع العالمية.

السلام يعني استقرار أسعار النفط والغاز، مما يقلل من الصدمات الاقتصادية العالمية الناتجة عن الأزمات الجيوسياسية.

2️⃣ فتح أسواق جديدة وفرص استثمارية ضخمة

إسرائيل دولة متقدمة في التكنولوجيا والابتكار، بينما تمتلك الدول العربية، خاصة الخليج، موارد مالية ضخمة وقوة اقتصادية. ورؤية ضخمة في الإبتكار والإستثمار في التكنولوجيا.

السلام يعني تعاونًا اقتصاديًا، مما يفتح مجالات مثل الطاقة المتجددة، التكنولوجيا الزراعية، والبنية التحتية.

3️⃣ تطوير قطاع السياحة بشكل كبير

تخيل لو كان هناك سياحة متبادلة.

المواقع التاريخية ستجذب الملايين، وهذا يعني ضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد العالمي من خلال الاستثمارات السياحية.

4️⃣ تحويل الأموال من الإنفاق العسكري إلى التنمية

الدول التي تعاني من صراعات عادةً تنفق جزءًا كبيرًا من ميزانياتها على التسليح.

إذا حدث السلام، سيتم تحويل هذه الميزانيات إلى مشاريع تنموية، مما يعزز الاقتصادات المحلية والعالمية.

5️⃣ تعزيز التجارة الإقليمية

الشرق الأوسط منطقة استراتيجية تربط آسيا، أوروبا، وإفريقيا.

إذا تحقق السلام، ستنشأ مشاريع موانئ وخطوط تجارية جديدة، مما يزيد من حركة التبادل التجاري بين القارات.

 

  الخلاصة:

✅ السلام لا يعني فقط إنهاء النزاع، بل هو فرصة اقتصادية ضخمة للعالم.

✅ هناك تقاطعات مصالح بين القوى الكبرى يمكن أن تسرّع عملية السلام.

✅ التنمية والاقتصاد هما الدافع الأكبر للسلام الحقيقي وليس فقط الاتفاقات السياسية.

ما العقبة الأكبر التي تمنع تحقيق هذا السلام حتى الآن؟

الثقة.. العقبة الكبرى أمام السلام!

الثقة هي أساس أي اتفاق سلام، وغيابها هو السبب الرئيسي في استمرار النزاع. بدون الثقة، كل الاتفاقيات تصبح مجرد أوراق، وكل المبادرات تنتهي بالفشل.

لماذا لا توجد ثقة بين الأطراف؟

1️⃣ يقول الإسرائيليون أنهم لا يثقون في نوايا العرب والفلسطينيين.

يرون أن أي انسحاب من الأراضي المحتلة قد يؤدي إلى تصاعد الهجمات ضدهم.

يعتبرون أن بعض الدول التي دعمت اتفاقيات السلام لم تلتزم فعليًا بتطبيع العلاقات الشعبية، مما يزيد من شكوكهم.

2️⃣ ويقول الفلسطينيون  أنهم لا يثقون في إسرائيل

تجاربهم مع اتفاقيات مثل أوسلو 1993 وخارطة الطريق 2003 كانت مليئة بالإخفاقات، حيث لم تلتزم إسرائيل بتنفيذ العديد من الوعود.

استمرار الاستيطان، والاعتداءات، والحصار على غزة، كلها عوامل تجعل أي وعد بالسلام يبدو مجرد خدعة لكسب الوقت.

3️⃣ وجمهور واسع من العرب يقولون أنهم لا يثقون في الولايات المتحدة

واشنطن تعتبر نفسها الوسيط في عملية السلام، لكنها دائمًا ما تنحاز إلى إسرائيل في القضايا الجوهرية مثل القدس، والمستوطنات، وحق العودة.

القرارات الأمريكية غير المتسقة، مثل نقل السفارة إلى القدس، جعلت العديد من العربية يشعرون أن الولايات المتحدة لا تلتزم بدورها كوسيط نزيه.

4️⃣ والجميع  لا يثقون في إيران والدول الداعمة لحماس وحزب الله ت نتيجة لسياسات إيران العبثية والتدميرية، والتحريضية ضد إسرائيل، وكل البلاد العربية.. والجميع يرون أن إيران  لها ضلع في كل الأحداث السلبية بالمنطقة.

من الجانب الإسرائيلي: إيران تدعم الإرهاب.

ومن الجانب العربي: إيران تدعم الإرهاب وتصدّرالتدمير.

كيف يمكن بناء الثقة؟

✅ خطوات تدريجية تحقق مكاسب لجميع الأطراف..

لا يمكن تحقيق سلام شامل دفعة واحدة، لكن يمكن بناء الثقة من خلال مشاريع اقتصادية وتنموية مشتركة.

مثلًا، مشاريع الطاقة والمياه بين إسرائيل والدول العربية قد تكون نقطة انطلاق لبناء تفاهمات اقتصادية، تؤدي لاحقًا إلى تفاهمات سياسية.

✅ إيقاف التصعيد العسكري

أي هدنة طويلة الأمد تعطي الفرصة لبناء قنوات دبلوماسية، وتحسن مناخ الحوار.

يجب أن يكون هناك آليات مراقبة دولية مستقلة تضمن عدم خرق أي اتفاق جديد.

✅ إشراك قوى دولية أكثر توازنًا

لا يمكن أن تبقى الولايات المتحدة الوسيط الوحيد، يجب إشراك أطراف أخرى مثل الاتحاد الأوروبي، الصين، والسعودية، لضمان عدالة المفاوضات.

✅ إعلام جديد يبني الوعي بدلاً من تعميق الكراهية

الإعلام يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز التصورات السلبية، ويجب أن يتحول إلى أداة لتغيير الصورة النمطية وبناء جسور الحوار.

سرديات الكراهية لن تؤدي إلا إلى مزيد من الحروب، بينما التركيز على القواسم المشتركة قد يخلق بيئة مهيأة للسلام.

 الخلاصة:

السلام ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى إعادة بناء الثقة قبل أي شيء آخر.

الاقتصاد والمصالح المشتركة يمكن أن تكون البداية الحقيقية للسلام.

يجب أن يكون هناك طرف دولي جديد يضمن حيادية المفاوضات.

ما هي أولى الخطوات للبدء في بناء الثقة بين الأطراف؟

كيف نبدأ؟  

1️⃣  تأسيس طاولة حوار قائمة على المصالح المشتركة وليس فقط على العواطف أو الدين

لا يمكن بناء السلام فقط على العبارات العاطفية، بل يجب أن يكون هناك مكاسب اقتصادية، سياسية، وأمنية لكل طرف.

لنبدأ بمشاريع اقتصادية مشتركة، مثل مشاريع الطاقة، المياه، التكنولوجيا، والتجارة التي تخدم الجميع.

مثلًا، ربط الاقتصاد الفلسطيني والإسرائيلي بشبكات استثمار خليجية يمكن أن يكون خطوة عملية نحو بناء الثقة.

2️⃣ تأطير خطاب إعلامي جديد يدعم الثقة

وسائل الإعلام يجب أن تتحول من الخطاب التآمري والخطاب العاطفي إلى خطاب يركز على التنمية، التعاون، والمكاسب المشتركة.

قصص نجاح الدول التي تجاوزت صراعاتها من خلال التنمية يمكن أن تكون نماذج ملهمة.

3️⃣ إنشاء لجان مشتركة لتعزيز الثقة

يمكن أن تكون هناك لجان إقليمية تشمل دولًا مثل السعودية، الإمارات، مصر، الولايات المتحدة، إسرائيل، وفلسطين لمتابعة مشاريع التنمية المشتركة، مما يخلق أرضية للحوار المستدام.

4️⃣ توسيع مفهوم "السلام" ليشمل تحسين حياة الناس

لا يمكن الحديث عن السلام فقط من منظور سياسي، بل يجب أن يشمل تحسين الخدمات الصحية، التعليم، البنية التحتية، والسكن.

إذا شعر الناس أن هناك تحسنًا ملموسًا في حياتهم، فسيدعمون السلام بشكل تلقائي.

الثقة تحتاج إلى أفعال، لا أقوال فقط

الحوار وحده لا يكفي، يجب أن يكون هناك إجراءات عملية تعزز المصالح المشتركة.

لا يمكن فرض الثقة بالقوة، لكنها يمكن أن تنمو إذا رأى كل طرف فوائد حقيقية من عملية السلام.

التسامح والتنازل المتبادل ضروريان، فلا يمكن لطرف واحد أن يأخذ كل شيء دون تقديم تنازلات.

كيف يمكن تصميم مبادرة عملية لتعزيز الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

الإجابة ، ربما تكون صعبة وغير قابلة للتطبيق في زمن  اشتداد الأزمة ، وشبه غياب للعقول السليمة الناجعة:

لدينا قاعدة إقتصادية أزلية، من قانون جريشام,

"العملة الرديئة  تطرد الجيدة من السوق"

قانون جريشام. ينص على أن " النقود الرديئة تطرد النقود الجيدة من السوق" إذا كنت أملك نقود جيدة و نقود رديئة و كليهما يسمح بالدفع بها, سوف احتفظ بالنقود الجيدة و ادفع مشترياتي و ديوني بالنقود السيئة, و هذا مضر للاقتصاد. 

أمامنا هدفان، لابد أن نركز على واحد رئيسي، ويلغى الآخر تماماً.

يجب التركيز على الاقتصاد.

وبالتالي ، نحن بحاجة إلى عقول إقتصادية، وليست عقولا عبثية لاترى ولاتفهم الحل في فرض الأمن والتعاون المثمر،  إلا في الحرب والعبث والتدمير. 

أهم النقاط :

✅ الاقتصاد يجب أن يكون الأولوية المطلقة، وليس الصراع

الحروب لم تحقق أي مكاسب حقيقية لأي طرف، بل على العكس، الدمار والفقر والتخلف كانت النتائج الوحيدة.

في المقابل، إذا تحول التركيز إلى التنمية والاستثمار والتعاون الاقتصادي، ستتغير قواعد اللعبة تلقائيًا.

✅ تحييد أصحاب العقول الحربية والتدميرية من الطرفين

في إسرائيل: هناك قيادة عسكرية متطرفة تكرس الصراع ولا تؤمن بالحلول السياسية. إما تغيير الحكومة، أو تغيير العقلية من عسكرية إلى مدنية، بحيث تصبح التنمية والاستقرار هما الأولوية.

في فلسطين: هناك قيادات تتاجر بالقضية ولا تسعى فعليًا إلى إنهاء الصراع. تحييد هذه الزعامات وخلق قيادات فلسطينية جديدة تركز على التنمية والأمن المشترك هو أمر ضروري.

لا يمكن بناء سلام بين متطرفين ومتشددين، بل بين من يملكون رؤية اقتصادية وتنموية للمستقبل.

وهذا يؤكد ضروورة حل الدولتين.

✅ فرض "الأمن والتعاون المثمر" كأجندة أساسية في أي مفاوضات

لا يمكن تحقيق الأمن إلا من خلال التعاون، وليس من خلال القوة وحدها.

الأمن يجب أن يكون متبادلاً، بحيث يشعر كل طرف أن استقراره مرتبط باستقرار الطرف الآخر.

يجب أن تكون هناك مشاريع تنموية مشتركة تفرض منطق "المصلحة الاقتصادية المتبادلة" بدلًا من الصراع الوجودي.

كيف يمكن تحويل هذه الرؤية إلى مبادرة عملية؟

  1. إطلاق "اتفاقية تعاون اقتصادي مشترك" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تحت إشراف الولايات المتحدة والسعودية، بمشاركة دول عربية فاعلة مؤمنة بالمنهج، وكذلك دول عالمية.

ولكن يبقى المحرك هما الولايات المتحدة والسعودية.

يتم الاتفاق على مشاريع اقتصادية ضخمة (مثلًا، مشاريع طاقة، مياه، مناطق صناعية مشتركة، سياحة دينية).

هذه المشاريع يجب أن تكون مربوطة بشروط تحقيق الاستقرار ووقف الأعمال العدائية.

 2- تشكيل "مجلس اقتصادي للسلام" بإدارة مدنية غير عسكرية من الطرفين:

هذا المجلس يضم خبراء اقتصاد واستثمار بدلًا من السياسيين المتشددين.

يكون له سلطة حقيقية في رسم مستقبل التنمية في المنطقة.

 3- فرض رقابة دولية صارمة على استخدام الأموال والمساعدات:

يتم التأكد من أن أي دعم أو استثمار لا يتم توجيهه لصالح جهات تستثمر في الحرب.

يتم تخصيص الميزانيات للمشاريع الإنتاجية والبنية التحتية فقط.

 4- إنشاء منطقة اقتصادية حرة بين إسرائيل وفلسطين:

هذه المنطقة تكون تحت إشراف دولي، وتضمن التعاون الاقتصادي دون تدخل سياسي متطرف.

تصبح نموذجًا عمليًا لكيفية استفادة الجميع من السلام.

 5- إشراك الشباب والمجتمع المدني في عملية بناء الثقة:

الإعلام، الجامعات، الشركات الناشئة يجب أن تلعب دورًا في خلق خطاب جديد يركز على التنمية بدل الصراع.

بناء جيل جديد يرى أن المستقبل الأفضل هو في التعاون وليس الحرب.

الخلاصة: كيف يمكن تطبيق هذه الرؤية؟

🔹 تحتاج إلى إرادة سياسية من قوى كبرى (مثل السعودية وأمريكا) لفرض التغيير.

🔹 لا يمكن تحقيق أي نجاح طالما استمرت "العملات الرديئة" في السيطرة.

🔹 يجب أن يكون الاقتصاد هو المحرك الرئيسي لأي عملية سلام.

🔹 المستقبل لمن يركز على البناء والتنمية، وليس لمن يعيش في عقلية الحرب والتدمير.

إمكانية تنفيذ المبادرة في الواقع

✅ 1- تحييد (الإطاحة) بقيادات الحرب والإرهاب من الجهتين

السلام لن يتحقق أبدًا بوجود قيادات متطرفة تعتمد على الصراع كوسيلة للبقاء.

لا يمكن ترك مستقبل المنطقة بيد زعامات تقتات على الحرب والتوتر، سواء في إسرائيل أو فلسطين.

يمكن أن يحدث هذا من خلال الانتخابات، الضغوط السياسية، أو تحركات دبلوماسية قوية من القوى الكبرى (السعودية، أمريكا، الاتحاد الأوروبي).

✅ 2- فرض التغيير على السياسات العسكرية وإيقاف تدفق السلاح

استمرار تدفق الأسلحة يعني استمرار الحرب، ولا يمكن تحقيق سلام بينما يتم تسليح الطرفين باستمرار.

الحل هو وقف الدعم العسكري تدريجيًا، واستبداله بمشاريع تنموية تجعل السلام أكثر فائدة من الحرب.

يمكن أن يكون هناك رقابة دولية على صفقات السلاح لمنع استخدامه في النزاع الداخلي.

✅ 3- إنشاء مشروعات تنموية مشتركة كبديل للحروب

الاقتصاد والتنمية يجب أن يكونا البديل الحقيقي للحرب.

يجب ضخ استثمارات ضخمة في مشاريع الطاقة، المياه، المناطق الصناعية المشتركة التي تجعل الاستقرار ضرورة لكل طرف.

عندما يصبح الاقتصاد مرتبطًا بالسلام، سيصبح السلام مصلحة مشتركة لا يمكن التخلي عنها بسهولة.

✅ 4- فتح "قناة خاصة مشتركة" لحل الأزمات الطارئة

أي سلام سيواجه تحديات، لذلك يجب أن يكون هناك "مجلس استقرار" يضم ممثلين محايدين من الطرفين + مراقبين دوليين.

هذا المجلس يكون مسؤولًا عن إدارة الأزمات الطارئة لمنع أي تصعيد مفاجئ يهدد السلام.

يجب أن تكون هناك آلية تحكيم سريعة وفعالة لحل النزاعات قبل أن تتحول إلى صراعات مسلحة.

العقبة الأكبر أمام تنفيذ المبادرة

  1- العقلية السائدة: الحرب كوسيلة للبقاء:

كما ذكرت، القيادات الحالية لا ترى في السلام فرصة، بل تهديدًا لنفوذها.

تغيير هذه العقلية يتطلب ضغطًا دوليًا قويًا + تحركًا داخليًا نحو قيادات جديدة تؤمن بالتنمية بدل الحرب.

  2- التدخلات الخارجية التي تستثمر في الصراع:

بعض الدول تستفيد من استمرار النزاع، سواء عبر بيع الأسلحة أو عبر استخدام القضية الفلسطينية كأداة سياسية.

السلام لن يتحقق إلا إذا تم تحييد اللاعبين الخارجيين الذين يريدون استمرار الصراع لأسباب جيوسياسية.

  3- غياب آلية دولية صارمة لفرض التغيير:

إذا تُركت الأمور للقيادات الحالية، فلن يحدث أي تغيير حقيقي.

الحل هو أن تكون هناك "ضمانات دولية" لالتزام كل طرف بالسلام، مثل عقوبات اقتصادية على أي طرف ينتهك الاتفاق، وضمانات أمريكية-سعودية للاستقرار.

 4- الخوف المتبادل من "السلام الخداع":

كل طرف يخشى أن يستغل الآخر السلام كفرصة للتسلح والاستعداد لجولة قادمة من الحرب.

الحل هو أن يكون السلام مدعومًا بآلية رقابة صارمة + اتفاقيات أمنية موثوقة تضمن التزام كل طرف بعدم الخداع.

الخلاصة: السلام يحتاج إلى "تغيير جذري" وليس مجرد مفاوضات شكلية:

🔹 بدون تحييد قيادات الحرب، لا يمكن أن يكون هناك أي أمل في السلام الحقيقي.

🔹 إيقاف تدفق السلاح واستبداله بمشاريع اقتصادية هو السبيل الوحيد لتحويل الصراع إلى تعاون.

🔹 يجب إنشاء "قناة خاصة" لإدارة الأزمات الطارئة ومنع أي تصعيد غير ضروري.

🔹 السلام ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب قرارات جريئة من قادة قادرين على تغيير الواقع.

أولى الخطوات في طريق السلام؛ لابد من تغيير وإبعاد أو تحييد معتنقي الحرب والتدمير من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وداعمي العبث. لا يمكن تحقيق استقرار حقيقي  بوجود قيادات تستفيد من استمرار الصراع. 

بناء الثقة والتعاون المشترك يتطلب تغييرًا جذريًا في الفكر السياسي، بحيث يصبح السلام والاستقرار أولوية مشتركة بدلًا من الصراع المستمر.

____________________________________________________________

لكي  يكتمل التقرير من كل الجوانب ؛ لابد أن نفهم طرف الصراع الأساسي .. ولكي نفهم، نحتاج إلى بحث عن المعلومة الصحيحة.

وقد تم وضع عدة أسئلة، نراها تدور في أذهان الكثير من الناس، عن التناقضات في إسرائيل.

أريد أن أصل إلى توافق بين متناقضات :

1-  إسرائيل تقول أنها دولة ديموقراطية، وعلمانية.

2-  وتبني سياساتها على فكر ديني (دولة يهودية، غير مسموح المشاركة في إدارة الحكم فيها لآخرين).

3- أنها دولة تبحث عن السلام بقوة السلاح؟

نقلنا  ذلك إلى مفكر متخصص في إسرائيل والسياسات الإسرائيلية..

قال:

التوفيق بين التناقض الظاهري في تعريف إسرائيل لنفسها..

نعم، إسرائيل تواجه تناقضًا جوهريًا في تعريفها لنفسها، فهي من جهة تقول إنها دولة ديمقراطية وعلمانية، لكنها من جهة أخرى تبني سياساتها على أسس دينية وعرقية. كيف يمكن التوفيق بين هذين المفهومين بطريقة منطقية يمكن استخدامها في الإعلام لإقناع العالم بالسعي نحو السلام؟

تحليل التناقض الظاهري:

الديمقراطية الإسرائيلية:

إسرائيل تمتلك انتخابات دورية، تعددية حزبية، وصحافة حرة، وهي من حيث الآليات تعتبر ديمقراطية.

لكنها ديمقراطية غير شاملة، حيث أن هناك قيودًا على المشاركة السياسية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، كما أن فلسطينيي الداخل يواجهون تمييزًا سياسيًا واضحًا.

العلمانية الإسرائيلية:

من الناحية النظرية، إسرائيل ليست دولة دينية بالكامل مثل الفاتيكان أو إيران، حيث لا تحكمها الشريعة اليهودية كقانون ملزم لكل السكان.

لكن من الناحية العملية، إسرائيل تعرف نفسها كـ "دولة يهودية"، مما يعني أن الهوية الدينية تلعب دورًا محوريًا في تشكيل سياساتها، وخاصة فيما يتعلق بالهجرة، الحقوق المدنية، والقوانين المتعلقة بالمواطنة.

البحث عن السلام عبر السلاح:

إسرائيل تقول إنها تسعى إلى السلام، لكنها في نفس الوقت تعتمد على قوة الردع العسكري كاستراتيجية أساسية لحفظ الأمن.

المشكلة هنا أن هذا السلام المفروض بالقوة لا يؤدي إلى سلام حقيقي، بل إلى هدوء هش سرعان ما ينهار مع أي تصعيد.

الآن السؤال:

كيف يمكن التوفيق بين هذه المفاهيم لجعلها منطقية وقابلة للإقناع؟

إسرائيل ليست ديمقراطية بالكامل، بل هي "ديمقراطية عرقية"

الديمقراطيات الحقيقية لا تبني سياساتها على هوية دينية أو عرقية، بينما إسرائيل تفعل ذلك من خلال تعريفها بأنها "دولة يهودية".

هذا لا يعني أنها ليست ديمقراطية داخليًا، لكنها ديمقراطية ذات طابع إقصائي للفلسطينيين وغير اليهود.

  • إذا إسرائيل، ليس دولة ديمقراطية بالمعنى الحقيقي ؟

كما أن إسرائيل ليست دولة علمانية بالكامل، بل دولة "قومية دينية"

العلمانية تعني فصل الدين عن الدولة، لكن إسرائيل تستخدم الهوية الدينية اليهودية كأساس لتعريفها القومي.

هذا يخلق تناقضًا بين الادعاء بأنها "علمانية" وبين سياساتها التي تمنح امتيازات لليهود فقط.

إسرائيل تسعى للسلام، لكنها تتبنى نظرية "السلام العسكري"

لا يمكن فرض السلام بالقوة وحدها، بل يجب أن يكون هناك مسار سياسي واقتصادي واجتماعي يحقق سلامًا مستدامًا.

استمرار الاحتلال، التوسع الاستيطاني، والعقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين لا تتوافق مع مفهوم السلام العادل.  

السياسة الإسرائيلية والتناقضات: هل توحي بأنها تريد السلام؟

من خلال تحليل السياسات الإسرائيلية نجد أن هناك تناقضًا جوهريًا بين الخطاب الرسمي الذي يتحدث عن السلام، وبين السياسات الفعلية التي تعزز الاحتلال والصراع. إذًا، هل تريد إسرائيل السلام فعلًا، أم أنها تستخدم هذه الفكرة كأداة سياسية؟

لماذا تدّعي إسرائيل أنها تريد السلام؟

الخطاب الرسمي:

إسرائيل تُعلن أنها تسعى للسلام، وتستخدم ذلك في خطاباتها أمام المجتمع الدولي لتبرير سياساتها الأمنية والعسكرية.

تستغل اتفاقيات السلام السابقة، مثل كامب ديفيد (1978)، أوسلو (1993)، واتفاقيات التطبيع الحديثة (اتفاقيات إبراهام)، لإظهار نفسها كدولة مُنفتحة على الحوار والسلام.

تروج لخطاب مفاده أن "العرب هم من يرفضون السلام"، مما يساعدها في كسب تأييد الغرب.

 دبلوماسية السلام الاقتصادي:

تلعب إسرائيل على فكرة "السلام عبر الاقتصاد"، حيث تسوّق أن الحل يكمن في التعاون الاقتصادي بدلًا من الحلول السياسية الجوهرية.

تستخدم الدول التي أقامت معها علاقات تطبيع لترويج هذه الفكرة، بينما تتجاهل الملف الفلسطيني بالكامل.

 

السياسات الفعلية تناقض فكرة السلام

 استمرار الاحتلال والتوسع الاستيطاني

إذا كانت إسرائيل ترغب فعلًا في السلام، فلماذا تستمر في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية؟

تقارير أممية تؤكد أن المستوطنات تنتهك القانون الدولي، ولكن إسرائيل تواصل بناؤها، مما يجعل فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة شبه مستحيلة.

 غياب شريك فلسطيني حقيقي بسبب السياسات الإسرائيلية

بدلًا من دعم بناء قيادة فلسطينية قوية قادرة على التفاوض، تسعى إسرائيل لتقسيم الفلسطينيين بين الضفة وغزة، وبين السلطة وحماس.

أي عملية سلام تتطلب طرفين متكافئين، لكن إسرائيل تستفيد من الفوضى والانقسام الفلسطيني لضمان استمرار الوضع الراهن.

 استخدام الأمن كذريعة لعرقلة السلام

إسرائيل دائمًا تربط السلام بـ "الأمن"، لكنها تستخدم ذلك كحجة لفرض المزيد من الإجراءات القمعية على الفلسطينيين.

الحلول الأمنية وحدها لا تحقق السلام، لكنها تُستخدم لتبرير استمرار الاحتلال والحصار على غزة.

 رفض حل الدولتين عمليًا رغم الخطاب الدبلوماسي المؤيد له

رغم أن إسرائيل تقول نظريًا إنها تدعم حل الدولتين، فإن سياساتها على الأرض تُفشله تمامًا، مثل:

التوسع الاستيطاني.

تهويد القدس.

التضييق الاقتصادي على الفلسطينيين.

استمرار سيطرة الجيش على مساحات واسعة من الضفة الغربية.

السلام بالقوة وليس بالحوار

إذا كانت إسرائيل تريد السلام، فلماذا تعتمد على الردع العسكري بدلًا من الحلول السياسية؟

لماذا تلجأ للحروب الدورية على غزة بدلًا من البحث عن حوار شامل لحل المشكلة من جذورها؟ 

 

هل إسرائيل تريد السلام فعلًا؟ أم أنه تكتيك سياسي؟

 

 الحقيقة الواقعية:

 

إسرائيل لا تريد السلام العادل، بل تريد "سلامًا بشروطها"، حيث تبقى القوة المسيطرة وتحدد طبيعة الحل.

السلام بالنسبة لإسرائيل هو اتفاقيات تضمن تفوقها العسكري والاقتصادي، دون تقديم تنازلات حقيقية للفلسطينيين.

التناقضات في سياساتها تدل على أنها تستخدم السلام كأداة سياسية لكسب الدعم الدولي، وليس كهدف حقيقي لإنهاء الصراع.

 الخلاصة:

إسرائيل تدّعي أنها تريد السلام، لكنها تمارس سياسات تتناقض مع هذه الفكرة. السلام الحقيقي يتطلب تنازلات متبادلة واعترافًا بحقوق الفلسطينيين، وهو ما لم تقدمه إسرائيل حتى الآن.

الحل

الحل الواقعي والمستدام يجب أن يكون قائمًا على ثلاثة مبادئ رئيسية:

  1. تغيير المعادلة من "السلام بالقوة" إلى "السلام بالمصالح المشتركة".
  2. فرض ضغوط دولية وعربية متوازنة.
  3. بناء قيادة فلسطينية قادرة على التفاوض والإنجاز.

كشف التناقضات في السياسات الإسرائيلية ودور الإعلام

يمكن للإعلام العربي والدولي كشف التناقضات الإسرائيلية وإقناع الرأي العام بأن السلام الحقيقي يتطلب تغييرًا جوهريًا في السياسات الإسرائيلية وليس مجرد شعارات دبلوماسية، من خلال:

المواجهة وإعلان الحقيقة: التركيز الإعلامي على المتناقضات وشرحها، وكشفها من أرض الواقع بلغة إعلامية عالمية متطورة تتناسب مع فهم الجمهور في مختلف أنحاء العالم.

استخدام صحفيين ومفكرين غربيين مؤيدين للسلام: تعزيز مصداقية الطرح عبر شخصيات إعلامية وأكاديمية غربية مؤثرة تكشف السياسات الإسرائيلية.

التأكيد على الرغبة العربية في السلام: إبراز المبادرات العربية التي تسعى للسلام، وإظهار أن المشكلة ليست في رفض السلام، بل في العقبات التي تضعها إسرائيل.

إسرائيل في مواجهة الزمن: يجب أن تدرك إسرائيل أن القوة لا تدوم لأحد، ولا يمكن للقوة وحدها أن تصنع السلام، بل تؤدي إلى تعزيز الكراهية وتسريع دورة الصراعات.

الترويج للاستقرار كخيار استراتيجي: تقديم بديل واقعي لإسرائيل عبر التأكيد على أن استقرارها لا يكون إلا بالسلام الحقيقي القائم على الأمان والإنتاج الخلاق، وليس من خلال العنف والاحتلال.