صناعة المتعة... ما لا يُقال في كرة القدم

news image

✍️ إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث - قسم الرياضة والترفيه

 

مقدمة:

لماذا نتابع كرة القدم؟ 

لأنها ليست مجرد مباراة بين فريقين، بل هي مشهد جماعي من الانفعال، والدهشة، والتوقع، والانتصار... أو حتى الانكسار. 

كرة القدم متعة… ولكن، كيف تتشكل هذه المتعة؟ وهل هي تلقائية؟ أم أنها تُصنع؟

المتعة في كرة القدم ليست منتجًا جاهزًا، بل هي معادلة. لها مكوّنات، ولها أعداء. وتحديد هذه العناصر هو أول الطريق لفهم لماذا نحب اللعبة… ولماذا أحيانًا ننفر منها.

عناصر إفساد المتعة:

داخل الميدان:

التعصب الأعمى: حين يتحول التشجيع إلى كراهية، تُقتل المتعة.

السحر والشعوذة: استخدام وسائل غير رياضية لتغيير النتائج يُفسد روح المنافسة.

التحكيم غير العادل: الخطأ البشري وارد، لكن الظلم الممنهج يطفئ الحماس.

العنف المقصود: تدخلات خارجة عن الروح الرياضية تحوّل اللعبة إلى صراع جسدي.

خارج الميدان:

المعلق السيئ: الصوت الذي يُفترض أن يُشعل اللحظة، قد يخنقها.

المحلل الفارغ: التحليل الخالي من العمق يُفقد المشاهدين بوصلتهم.

التشجيع المنحاز إعلاميًا: عندما تكون الشاشة طرفًا في المباراة.

في المنتخبات:

منتخب من نادٍ واحد: الخلط بين الانتماء الوطني والميول المحلية يُربك الهوية.

الجمهور المهووس بالشعارات: الذي لا يرى إلا قميصه، لا علم بلده.

المتعة بوصفها معادلة مركبة:

ما الذي يجعل فريقًا ممتعًا؟

 ليس فقط عدد الأهداف، بل الروح، واللعب الجماعي، واللمسة الإبداعية.

ما شكل الجمهور الذي يصنع الحماس؟

 الجمهور الذي يُغني للّعب الجميل، حتى لو جاء من الخصم.

ما دور الإعلام؟ 

أن يُعيد تقديم المباراة كفن، لا كحرب. أن يشرح، لا أن يصرخ. أن ينقل، لا أن يتدخل.

من هو المعلق الممتع؟ 

هو من يملك صوتًا يعرف متى يصمت. من يشرح بلغة يفهمها الجمهور، ويُضيف للمباراة… لا يُغطي على جمالها.

🔚 خلاصة:

كرة القدم يمكن أن تكون مسرحًا للجنون الجميل… أو مساحة للفوضى المقيتة.

صناعة المتعة مسؤولية مشتركة: اللاعبين، الحكّام، الإعلام، الجمهور، والمعلّق.

وما بين صافرة البداية وصافرة النهاية، تتحدد هوية اللعبة… هل هي متعة؟ أم مجرد نتيجة؟

الختام:

المتعة الحقيقية في كرة القدم لا تُشترى بتذاكر، ولا تُصنع بكاميرات، ولا تُؤخذ بالتحكيم. إنها نابعة من احترام اللعبة، ومن احترام عقول الجماهير.

هي اللحظة التي يصفق فيها المشجع لهدف جميل، حتى لو جاء في شباكه.

هي تلك الثواني التي يُنسى فيها الانتماء، ويبقى الانبهار.

من أراد أن يصنع المتعة في كرة القدم، فليبدأ من هنا: من القلب، لا من المدرج فقط.