انهيار العمق الإستراتيجي لطهران.. رؤية من زاوية أخرى
تحت هذا العنوان:
انهيار العمق الاستراتيجي: هل يتجه نظام ولاية الفقيه نحو الفشل؟
تلقت "بث" تقريراً يلخص جانب مهم من رؤية للمعارضة الإيرانية..
التقرير:
"بعد سقوط عائلة الأسد المكروهة في سوريا وانهيار العمق الاستراتيجي لنظام ولاية الفقيه، تحطمت جميع الحسابات التي كان خامنئي قد كرسها في أذهان قواته وعناصره في الحرس وقوة القدس الإرهابية، وقد اجتاحتهم موجة من الخوف والتصدع.
بشأن هذا الوضع، حذر الحرسي شادماني، نائب قائد مقرّ خاتم الأنبياء، في خطاب ألقاه يوم 11 ديسمبر عبر التلفزيون الرسمي للنظام بوضوح شديد، قائلاً:
“اليوم، أعداؤنا والمعارضون قد جندوا كل أجهزتهم الإعلامية ليزرعوا الشك والتردد في أذهان الناس، ليخلقوا حالة من الندم والفشل الذهني… في أوج المعركة مع العدو، لا مكان للشك أو التردد.”
ثم أضاف بتركيز وإلحاح:
“أولئك الذين بدأوا بالانهيار والانسحاب، تأكدوا، إنهم يتجهون نحو حسابات مختلفة عن الحسابات الواقعية.”
الاحباط وخلق تساؤلات في صفوف قوات النظام واضحة في تصريحات سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني أمام مجموعة من قادة الحرس. “يعتقد البعض أننا يجب أن نقاتل بدلاً من الجيش السوري، لكن هل هذا منطقي أن نشن حربًا في بلد آخر بينما جيشه مجرد متفرج؟”
في يوم الجمعة 13 ديسمبر، تحدث عدد من خطباء الجمعة وممثلي خامنئي في مدن مختلفة عن حالة التوتر والاضطراب التي تضرب قوات النظام:
علم الهدى في مشهد قال:
“الأحداث الأخيرة التي وقعت في مسيرة المقاومة كانت مؤلمة ومقلقة للغاية. بعض العناصر المريضة في التحليلات عبر منصات التواصل الاجتماعي سعت إلى نشر اليأس والإحباط في نفوس الشعب حول قوة المقاومة.”
الملا أحمد خاتمي في طهران تناول موضوع الندم وقال:
“نعم، نحن من قمنا بمهامنا، جيدًا وأحسنّا، ولسنا ندماء أبدًا! هل يُعقل أن يكون أداء الواجب موضع ندم؟”
الملا نصوري في ساري أشار إلى حالة الخوف والتردد، قائلًا:
“بعض الناس وقعوا في الشك وبعض الناس انتابهم الخوف، وكلاهما خطأ… لا يجب أن نعتبر سقوط الشهداء بمثابة مأساة! لذلك لا يجب أن نكون خائفين أو مترددين. الخوف والشك هما تكتيك للشيطان.”
في إيلام، حذر الملا كريميتبار القوات التي أُصيبت بالركود والتراخي من الخطر المحدق بالنظام، ودعاهم إلى توخي الحذر وإعادة تنظيم أنفسهم. وقال مخاطبًا الباسيجيين الذين تعرضوا للصفعات خلال خطبته:
“لقد أُعلن مرارًا أن هدف العدو النهائي هو إسقاط الجمهورية الإسلامية وتدميرها. يجب علينا المقاومة، وإلا فإن ضياع الوقت لن يجلب ندمًا نافعًا.”
وفي أراك، أطلق الملا دري نجفآبادي، وزير المخابرات السابق، تحذيرًا مشابهًا بقوله:
“لدينا أعداء، لدينا ذئاب شرسة… إذا غفلنا عن الأمور، فلن يرحمنا هؤلاء الذئاب، ولن تكون هناك أي رحمة من جانبهم.”
لكن خامنئي هو من تناول الأزمة الرئيسية المتمثلة في التصدع وانهيار معنويات قوات النظام بعد سقوط الأسد. ففي خطابه يوم 11 ديسبمبر، قال:
“في الأوقات التي تواجه فيها البلاد الفشل، تكون حالة الانفعال أخطر من الفشل نفسه. أحيانًا، يكون التراخي أكثر خطورة من الوقوع في الكارثة ذاتها.”
وفيما يخص تصريحات خامنئي، عبّر قاليباف في جلسة علنية للبرلمان الإيراني (12 ديسبمر) عن تأييده بطريقة تملق، قائلًا:
“مرة أخرى وفي أحد أكثر الأوقات حساسية للبلاد، أُخرجت الحكمة الإلهية من خلال كلام قائد الثورة المعظم، لتحوّل التوتر والضبابية إلى اطمئنان وأمل.”
ومع ذلك، وفي الجملة التالية، تناقض قاليباف نفسه مع تصريحاته من خلال إلقائه بيتًا شعريًا ساخرًا لفضح الوضع المتدهور في صفوف قوات النظام:
“أيها النائمون! أيها الغافلون! استيقظوا وانظروا حولكم، أنتم على حافة أوكار الذئاب! انهضوا، فهذا ليس مكانًا للراحة.”
هذه التصريحات تبرز التوترات الداخلية في إيران والتحليلات المتعلقة بتصدع قوات النظم والشكوك حول قدرة النظام على مواجهة التحديات الحالية في سياق الوضع السوري".