أكاديميون : الذكاء الاصطناعي يجنب 95% من الحوادث المرورية
الجلسة الأولى بملتقى السلامة المرورية السادس :
نحو شبكة طرق أكثر أمانًا .. دور التقنيات المتقدمة و البيانات الضخمة "
سميرة القطان - وكالة بث:
أكد البرفيسور طارق السيد الباحث بجامعة كولومبيا البريطانية بكندا ، أن إجمالي وفيات الطرق يتجاوز 5 مليون شخص سنويا في مختلف أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن أرقام الوفيات المرتفعة تستدعي البحث عن الأسباب و العمل على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لخفض الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية.
تقليل وفيات الحوادث
وقال خلال الجلسة الأولى بعنوان " نحو شبكة طرق اكثر امانا : دور التقنيات المتقدمة و البيانات الضخمة " ضمن برنامج ملتقى السلامة المرورية السادس الذي انطلقت فعالياته اليوم" الاثنين " بمدينة الدمام و التي ترأسها الدكتور منصور التركي وكيل وزارة النقل للتخطيط و التطوير القطاع، إن المسؤولية كبيرة على الجهات المختصة للبحث في أسباب الوفيات المستمرة جراء الحوادث المرورية، مشيرًا إلى أن الدراسات تشير إلى تراجع اجمالي وفيات الحوادث المرورية خلال العقد الأخير في البلدان الاوروبية، لافتاً الى ان اجمالي الوفيات الناجمة عن إساءة استخدام الطرق بالطرق السليمة يتجاوز 1,3 مليون نسمة، مؤكدا في الوقت نفسه، ان الحوادث المرورية تسببت في زيادة الوفيات بنسبة 20% بالولايات المتحدة خلال 2020.
وطالب بضرورة بأهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتقليل اجمالي وفيات الحوادث المرورية من خلال استخدام الإجراءات الوقائية، مشددا في الوقت نفسه على أهمية تحليل طرق السلامة المرورية بشكل منفرد عوضا من التحليل بشكل عام، من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، عبر التوسع في تقنيات الاتصالات و الدعم الفني مما يسهم في الحصول على النتائج الدقيقة و القدرة على التنبؤ قبل وقوع الحوادث المرورية.
وذكر أن البيانات الضخمة تساعد على إدارة السلامة المرورية بشكل مباشر، من خلال تحليل كافة البيانات المتوافرة للحوادث خلال السنوات الخمس الماضية، الامر الذي يعطي معلومات دقيقة لتفادي المخاطر في المرحلة القادمة، لافتا الى ان تكنولوجيا ( القيادة الذاتية ) تقوم بجمع البيانات المستخدمة على مسافة 50 مترا حول المركبة نفسها، الامر الذي يسهم في توفير بيانات ضخمة قادرة على رفع مستوى السلامة المرورية.
الذكاء الاصطناعي والحل
بدوره أوضح البرفسور فريد مانويل بجامعة فلوريدا الامريكية ، ان المسببات البشرية عنصر أساسي في الحوادث المرورية، خصوصاً مع صعوبة التنبؤ بالسلوكيات البشرية في الطرق اثناء القيادة، لافتا الى ان الذكاء الاصطناعي يسهم في حل المشاكل و المساعدة في اتخاذ القرارات، مشددا على ضرورة النظر في المسببات و العمل على التحليل الاحصائي، مما يسهم في توفير الكثير من البيانات التي تساعد في التنبؤ في المستقبل، بحيث يفضي الى تقليص حجم الحوادث المرورية.
وأضاف، ان النماذج الإحصائية تكتسب أهمية بالغة في السلامة المرورية، حيث تسهم في توفير المعلومات، وبالتالي المساعدة في تطوير نماذج قادرة على توظيف الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى السلامة المرورية على الطرق، لاسيما وان التحليل الاحصائي يكشف الكثير من الأسباب الناجمة عن الحوادث المرورية منها سلوك قائد المركبة و كذلك الظروف المناخية السائدة، لافتا الى ان سلوك قائد المركبة في عام 2002 يختلف عن سلوك قائدي المركبات في عام 2023، معتبرا، ان التعرف على العوامل المعقدة في سلوك قائدي المركبات يؤدي الى حل الكثير من المشاكل، وبالتالي الوصول الى السلامة المرورية، مطالبا بضرورة تصميم أنظمة قادرة على تحديد سلوك قائدي المركبات عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وشدد على أهمية دمج البيانات الضخمة مع الذكاء الاصطناعي للبحث في المسببات عن السلوكيات لدى قائدي المركبات على الطرق.