مصر والعرب !
كتب - عبدالله العميره
الدكتور أسامة الغزالي حرب في لقاء مع #عمرو_أديب في برنامج #الحكاية مساء الأحد 22 أكتوبر.
يجيب عن أسباب تعاطف الغرب مع إسرائيل؟
كنت أستمع إليه، أجاب بما قد يقنع، وبما لايقنع.. أسلوبه جميل. قد يقنع من يتأثر بالأساليب الجميلة.
طرح آراء في بعضها فائدة، وأدخل فيها آراء من عواطفه، ولم يحسب أنها قد تنسف الآراء المحايدة العلمية الواقعية.
وعرج في الإجابة إلى أسباب عدم تقدير الغربيين للعرب.
وكانت إجابته فيها بعض المنطقية.
ثم دخل حديث الذات والعاطفة الخاصة ( رأي غير علمي).. وبدأ يمتدح مصر، وهذا من حقه ، وكلنا نحب مصر.. ولكن عندما يقترب من الإعتداء على التاريخ، كان عليه أن يتوقف.
توقفت عندما قال: مصر موجودة قبل العرب !
وأن هناك تقدير غربي لمصر، بشكل مختلف عن العرب (!!)
هذا رأي غير صائب وغير علمي،. وعليه مراجعة التاريخ والواقع اليوم ـ
الغرب ينظر لأي دولة بمنظار المصلحة ..
والسؤال هنا: من هي أعظم الدول في المنطقة التي تربطها مصالح مع الغرب؟
الإجابة من المتابعين المتخصصين .. بدون عواطف وأمنيات خاصة.
أتمنى على الخبراء والأكاديميين والمتخصصين وأساتذة السياسة أن يحترموا عقول المشاهدين، وأن كثير من المتابعين لديهم عقول، وأصحاب معرفة بالتاريخ، والقدرة على قراءة الأفكار والأهداف.
(كان على الدكتور أسامة الغزالي حرب أن يعرف أنه لايتحدث للمصريين فقط ، وكأنه في زمن القنوات الأرضية.. وعلى الأستاذ عمرو أديب أن يكون برنامجه محايداً واقعياً بخاصة في المسائل التاريخية والعلاقات الإجتماعية بين العرب.. عليه أن يتخلى عن أسلوب الإعلام المصري القديم).
هل الجملة الأخيرة مفهومة ؟
ملاحظة :
حديث العواطف وتمجيد الذات في الإعلام، من الطرق التي لاتجذب الناس، بل تنفر.
ولو لم أكن محباً لمصر ، لما تحدثت بذلك ولتمنيت أن يبقى المصريين على ماهم عليه من أساليب تضخيم الذات. وكأن آدم عليه السلام نزل في مصر وأنجب المصريين فقط. ولايوجد حضارات أخرى!.
أحب مصر ، والمصريين، ولكنني لا أحب حديث المصريين عن الذات بشكل مبالغ فيه. ومحاولة إلغاء واقع تاريخ الدول وإنجازاتها على الأرض منذ الأزل، والإنجازات الحضارية المشرفة في دول عربية اليوم؛ تراها دول وشعوب العالم.
كل الإحترام لمصر كدولة عربية، تعتمد على إنجازاتها في تاريخها الحديث .. وبعلاقاتها الراسخة مع الدول العربية وخاصة مع دول الخليج.
وكل التبجيل للتاريخ العربي الأصيل الضارب في عمق التاريخ في الجزيرة العربية قبل القرن التاسع قبل الميلاد ، وما بعد ذلك من نزوح العرب بحضارتهم ، وانتشارهم في المنطقة ، ومن ذلك نزوج الكنعانيون من الجزيرة العربية و الإستقرار في ما يسمى اليوم (أرض فلسطين) ، وإقامة أول دولة الكنعانتيين على الأرض (العربية الفلسطينية) فبل اليهود بآلاف السنين - إقرأوا التاريخ .
ثم ظهور أكبر إشعاع علمي في تاريخ البشرية، عندما شع نور الإسلام من الجزيرة العربية لينتشر في العالم .
- مازلت أذكر، وأقول، أن مصر ليست بلاد الفراعنه منذ النشأة حتى اليوم، الفراعنة جزء من مرحلة تاريخية، حكموا فيها مصر - حضارة سادت ثم بادت، ولم يبق منها إلا شواهد ، كما شواهد كثير من الحضارات التي سادت ثم بادت.
كما الحضارات التي مرت بالجزيرة العربية التي سادت قبل آلاف السنين ثم بادت، مثل : المقر ، وعاد، وثمود، وطسم وجديس .. الخ.
علينا قراءة التاريخ. والتركيز على الحاضر المعزز للعلاقات التكاملية التي تشكل قوة واحدة بين العرب.
باعتباري سعودي؛ نحن في المملكة العربية السعودية، لانتحدث كثيراً عن ماضينا الضارب في أعماق التاريخ، ولا عن الحضارات المتعاقبة على أراضي المملكة، وهي حضارات لها قيمة عظيمة .. إنما نتحدث أكثر بكثير عن حضارتنا القائمة حالياً. .
نعتز بالماضي ، فمن المؤكد أن له تأثير ؛ ولكننا نفتخر بالحاضر أكثر وبالمستقبل الواضح المعالم.
وتأثير المملكة في العالم ؛ هو حكاية من واقع يفخر به العرب والمسلمين.