الذكاء الاصطناعي.. وتحديات الأخلاق والخصوصيه
محمد عبدالعزيز الصفيان
تتطور تقنية الذكاء الاصطناعي بشكل مستمر، وتستخدم في العديد من المجالات والأنظمة التي تعتمد على التحليل الذاتي وصنع القرارات. ومن أجل ضمان الموثوقية في استخدام الذكاء الاصطناعي، يجب تحديد معايير واضحة للأخلاقيات المتعلقة بهذه التقنية.
بحيث يجب أن يتم تصميم النظام بشكل يضمن الشفافية والشمولية. وهذا يعني أن يتم توثيق جميع البيانات المستخدمة في النظام، وتحديد الخوارزميات المستخدمة والبيانات التي تم استخدامها في تدريب النظام. كما يجب أن يتم توثيق هذه العمليات بشكل واضح ومفصل، وأيضاً توفير حق الوصول إلى هذه البيانات والخوارزميات للأطراف المعنية.
كما يجب أن يتم تصميم النظام بشكل يحترم حقوق الملكية الفكرية وحقوق الخصوصية. وضمان عدم استخدام بيانات المستخدمين في أي تطبيق آخر دون موافقتهم الصريحة، والالتزام بسياسات حماية البيانات والخصوصية المطبقة في الدولة.
هذا بالإضافة الى تصميم النظام بشكل يحترم التنوع الثقافي والاجتماعي.حيث يجب أن تتم مراجعة البيانات المستخدمة في التدريب للتأكد من عدم وجود تحيزات أو تمييزات ضد أي فئة اجتماعية أو ثقافية.
كما يجب أيضاً تصميم النظام بشكل يضمن العدالة والمساواة. يجب ضمان عدم إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي لأي أغراض غير مشروعة أو ضد المصالح العامة، وضمان عدم استخدام التقنية للتمييز بين الأفراد.
بالاضافة الى ذلك، يجب على المصممين والمطورين والمستخدمين أن يكونوا واعين للغاية بشأن الآثار الاجتماعية والأخلاقية لتقنية الذكاء الاصطناعي، وأن يعملوا معًا لتطوير أنظمة موثوقة وعادلة تحترم جميع الأشخاص.
بحيث تستند أخلاقيات الذكاء الاصطناعي على مبادئ وقيم أساسية مثل العدالة والمساواة وحقوق الإنسان، ويجب الإلتزام بتلك المبادئ في تصميم واستخدام النظم الذكية، وذلك يضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة موثوقة ومسؤولة.
كما يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي أن تتعارض مع بعض القيم الأخلاقية، وهذا يعود إلى طريقة تصميمها واستخدامها. فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعارض مع قيم الخصوصية والحرية الشخصية، إذا تم استخدامها بطريقة تنتهك حقوق المستخدمين في الحفاظ على سرية بياناتهم الشخصية، أو استخدام التقنية للتحكم في خصوصية وحرية الأشخاص
كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعارض مع مبادئ العدالة والمساواة، إذا تم استخدامها بطريقة تمييزية ضد فئة معينة من المجتمع، مثل استخدام التقنية في عمليات التوظيف بطريقة تمييزية ضد بعض الأشخاص بسبب جنسهم أو عرقهم أو ديانتهم.
وبما أن تقنية الذكاء الاصطناعي تعتمد بشكل كبير على البيانات، فقد يتعارض استخدامها مع مبادئ العدالة والمساواة والحقوق الإنسانية، إذا تم استخدام بيانات تحتوي على تحيزات أو اعتماد على بيانات غير دقيقة أو متحيزة لتدريب النظام.و
بالتالي، يجب تحديد معايير وإجراءات للحد من هذه التعارضات وضمان استخدام التقنية بطريقة مسؤولة ومتوافقة مع القيم الأخلاقية والحقوق الإنسانية. ويجب على المصممين والمطورين والمستخدمين أن يكونوا واعين للغاية بشأن التحديات الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بتقنية الذكاء الاصطناعي، وأن يعملوا معًا لتطوير أنظمة موثوقة وعادلة تحترم جميع الأشخاص.
وهناك بعض النماذج والأمثله مثل:
1. التعرف على الوجوه والخصوصية: تقنيات التعرف على الوجوه تثير مخاوف بشأن انتهاك الخصوصية والتعدي على الحريات الشخصية.
2. الأخلاق في قيادة السيارات ذاتية القيادة: تتطلب قرارات الذكاء الاصطناعي في السيارات ذاتية القيادة معالجة تحديات أخلاقية لضمان السلامة واحترام القيم الأخلاقية.
3. التحيز في الذكاء الاصطناعي: يمكن أن ينتقل التحيز الاجتماعي إلى نظم الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى قرارات غير عادلة في مجالات مثل التوظيف والتمويل والعدالة الجنائية.
4. الخصوصية في تحليل البيانات: يجب حماية خصوصية المستخدمين أثناء استخدام التقنيات الذكية لتحليل البيانات.
وغيرها من أمثلة كثيره حول هذه الاخلاق والخصوصيه.