الغباء الإصطناعي .. تأثيره على مستقبل المدن الذكية
محمد عبدالعزيز الصفيان
ليس كل مايقوم به الذكاء الاصطناعي صحيح بل يحتاج الأمر عدة محاولات لتصحيحه حتى يصل لمرحلة الذكاء المتوقعه منه
وتكمن المشكلة في عدم قابلية الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرار لحدث مفاجئ وذلك بسبب تغذية المعلومات المدخلة مسبقاً.
لذا فالغباء الاصطناعي هو مصطلح يشير إلى عدم قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم الأشياء بنفس طريقة الإنسان، سواء كان ذلك بسبب عدم توفر البيانات الكافية أو عدم وجود البرمجيات والأدوات المناسبة لتعليم الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن الغباء الاصطناعي لا يعني بالضرورة فشل الذكاء الاصطناعي في القيام بمهامه، بل يعني أنه لا يمكنه فهم الأشياء بنفس الطريقة التي يفهم بها الإنسان.
هناك واحدة من أكبر التحديات التي تواجه المطورين في مجال الذكاء الاصطناعي هي تدريب النماذج التي تستطيع فهم اللغة الطبيعية بشكل جيد، وهذا يتطلب الكثير من البيانات والتدريب.
كما أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه فهم الأسباب التي تؤدي إلى اتخاذ القرارات، ويعتمد بدلاً من ذلك على البيانات التي يتم تغذيتها بها.
ويمكن أن يؤدي الغباء الاصطناعي إلى بعض المشكلات في بعض المجالات. على سبيل المثال، في الطب، قد يواجه الأطباء تحديات في استخدام الذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض وتحديد العلاجات المناسبة، لأن الذكاء الاصطناعي لا يفهم السياق الإنساني الذي يؤثر على صحة المريض. وفي المجال القانوني، قد تواجه الذكاء الاصطناعي تحديات في فهم الأخلاقيات والقوانين التي يتم تطبيقها في مجال القانون.
لذافالغباء الاصطناعي هو تحدي يواجه المطورين في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن الجهود المبذولة لتطوير التقنيات المتعلقة بهذا المجال ستساعد على تجاوز هذا التحدي وتحقيق إنجازات جديدة في المستقبل. ومن المهم أن يستخدم المطورون الذكاء الاصطناعي بحكمة واحترافية، وأن يتم تطويره بطريقة تحافظ على الأخلاقيات وتحترم حقوق البشرية، وذلك لتحقيق الفوائد المحتملة لهذه التقنية بشكل أفضل.
كما أن الغباء الاصطناعي يشير إلى القدرة المحدودة للنظم الذكية على فهم واستيعاب البيانات واتخاذ القرارات بشكل مستقل وفعّال. فعلى سبيل المثال، الروبوتات والنظم الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي قد يكون لديها صعوبة في فهم سياق الحوار أو التعامل مع حالات الاستثناء.
كا أن تأثير الغباء الاصطناعي على الثورة الرقمية والتكنولوجيا يمكن أن يكون سلبيًا في بعض الحالات. على سبيل المثال، قد يكون للنظم الذكية الغباء الاصطناعي تأثير على قدرتها على تسليم الخدمات بشكل فعال أو تحقيق أداء مثلى في بعض المهام التكنولوجية المتقدمة.
فإذا لم يتم التعامل بحذر مع الغباء الاصطناعي، فقد يقيد تطور الإنسان والمدن الذكية. فمثلاً، قد يؤدي عدم قدرة النظم الذكية على فهم البيانات بشكل صحيح أو استخلاص معلومات ذات قيمة إلى اتخاذ قرارات غير فعّالة أو غير منطقية، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على كفاءة وفعالية المدن الذكية.
فمن المهم أن يتم تحقيق توازن بين الذكاء الاصطناعي والغباء الاصطناعي في النظم التكنولوجية. كما يجب أن يتم تجنب الاعتماد الكامل على النظم الذكية دون الاستفادة من القرارات والخبرات البشرية. ويتعين العمل على تحسين قدرة النظم الذكية على التعلم والتكيف مع تغيرات البيئة والتحسين المستمر للذكاء الاصطناعي لتحقيق تقدم مستدام وتطور مستمر وخاصة في المدن الذكيه.