قصة حضارة
كتب - عبدالله العميره
الحضارة لاتبنيها مصانع الأسلحة.
التجارة في السلاح ، ليس لها هدف إلا "التدمير".
وليست العبقرية في التخطيط للتربح من وراء السلاح، وتدمير البشر.
العبقرية في البناء.. في تحويل الإنسان من عقلية النهب .. من عقلية الطفيلي.. من عقلية المستعمر اللص الجشع الغبي. الذي لايفكر إلا قي يومه والتدمير للبشرية.
إلى عقلية الإنسان المبدع المنتج الباني.
شتان بين العقليتين..
لايقارن العبقري المبدع المنتج الباني المطور للحضارة الإنسانية
وعقلية الإرهابي والشيطان الأمرد الذي جعل وقته كله لإشعال الحروب وتدمير الأرض.
الحضارات التي سادت بالبناء .. ثم بادت بعد أن تحولت إلى دول حرب تبيع وتشتري في الموت . واعتقد أباطرتها أنهم جبابرة لايقدر عليهم أحد.
كل أمبراطور أو حاكم، يرى نفسة "أخيل" يمكنه أن يمارس القسوة ولايهاب رادع..
مرت حضارات واندثرت لأنها تحولت في نهايتها، إلى دول عسكر وحرب فقط، وأهملت الإدارة الداخلية للنهضة بشعوبها .
سيطول البحث لو استعرضنا الحضارات التي سادت ثم بادت، وكيف انتهت.. ماهي أسباب النهاية والزوال؟
لكن يمكن التلخيص في سببين لزوال الحضارات:
الأول: تحول تلك الدول من البناء، إلى التدمير / أي إلى الحرب.
الثاني: بلوغ ذروة الغرور الحضاري وإضاعة وقت التفكير، والتكاسل والتراخي ، وإهمال البناء المستدام، والتركيز على المباهج الوقتية.
__________
الدول الحضارية، المتميزة بالعقول المبتكرة، ذات النظرة الإستراتيجية الصحيحة، هي التي تحرص على التوازن بين القوة العسكرية والقوة المدنية.. التميز في قوتها العسكرية، لتحافظ على حضارتها / تصنع لتحمي وتردع كل معتد. وليست تصنع لتبيع أدوات التدمير للذين لايفهمون في البناء..
__________
أسئلة علمية متعددة ومتداولة ، أهمها:
هل الحضارة الإنسانية تراكمية ؟
هناك من يقول : لا
وله مبرراته أو رأيه.
أما رأيي؛ نعم.. الحضارة الإنسانية تراكمية. وخبرات متناقلة من الداخل، ومن الخارج.
العقل البشري متطور - بقدرة الله تعالى وإرادته - قد يتوقف في بلاد بسبب وقوع حكامها ونظامها تحت سيطرة الفكر العسكري ، والحربي - يعشقون الحروب، ويقتاتون من صناعة أدواتها .
فينتقل ما بناه الإنسان في مكان، إلى موقع آخر.
"الأيام دول والدول أيام"
دول اتجهت إلى الحرب - واتخذت سياسة " الحرب بالوكالة" منهجاً لها ، فلم تكتفي بالإرهاب المباشر !
ودول تحافظ على التوازن.
__________
لنتكلم بالمنطق، ومن دروس التاريخ.. وشاهد حضاري حاضر..
منذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة العربية السعودية، وقد أوكل له والده الملك سلمان، مهام قيادة النهضة الحضارية الجديدة في البلاد.. تجمعت الخبرة مع الحنكة وروح الشباب والعقل المتفتق بالحضارة المنضبطة، ومع الروح المنفتحة على الدول الحضارية في العالم، من أجل خير البشرية.
قدرة هائلة وفريدة، تبينت من النقلة الحضارية الكبرى في المملكة، ورسم مستقبل أكثر إبهاراً. ومن العلاقات التي تم تعزيزها بالنظرة السعودية البانية الملهمة.
لن أدخل في تفاصيل القوى الستة التي تتميز بها المملكة - حتى لايطول البحث..
ولكن سأذكر باختصار؛ ابرزالقوى التي تتمتع بها السعودية:
الدينية، والاقتصادية، والأمنية، والسياسية، والعسكرية.. والعقول الإستراتيجية المبتكرة والبانية.
وأهم عوامل البناء والثبات في المسيرة؛ الإستقرار السياسي، والمصداقية في التعامل مع الأصدقاء.. والموثوقية التي تتمتع بها قيادة المملكة.
__________
في المقابل؛ يمكنكم القراءة في أمثلة من العالم اليوم..
دول تنقاد إلى الهاوية والإندثار.
ودول راكدة - عالة.
السؤال: هل يعود العقلاء في الدول الكبرى؟
ممكن، إذا صدقت في الأخذ بنصيحة الأصدفاء الصادقين الموثوق فيهم.
حتى وإن كانت النصيحة قاسية ، فشعوب تلك الدول التي تقف على الهاوية؛ تستحق أن تعيش في أمان واستقرار وحياة كريمة، وأن لاتسقط في غياهب الوادي السحيق، الذي لارجعة منه.