تشجيع العقلاء.. والجهلاء
كتب - عبدالله العميره
خسر #الهلال.. فاز الهلال
فاز #النصر.. تعادل .. خسر النصر.
تصدر الإتحاد .. تخلف #الإتحاد
وتهنئتي وسلامي لجمهور #الأهلي - لهم مني رسالة خاصة في آخر المقال..
من عجائب كرة القدم؛ أن بعض الجمهور ( يتصدرون المشهد) ؛ كأنهم يعيشون في كوكب آخر لا علاقة له بثقافة التشجيع.
فعندما يفوز أي من تلك الفرق؛ فإن الجمهور ( معظمهم ) لا يتفرغون للفرح بفوز ناديهم، أو التعقل والتبصر في أسباب الخسارة، والتيقن بأن من خسر اليوم، سيفوز غداً - هذه هي كرة القدم.
لا؛ الثقافة السائدة التي يقود فيها إعلام ذلك القطيع في ذلك الكوكب البعيد عن التحضر، هو عند الفوز، لايفرحون بفوز فريقهم؛ بل يتفرغون لـ " الطقطقة" على النادي المنافس !!!
السؤال، أين العقلاء المتحضرون؟ ممن يشعرون بالبهجة عند فوز فريقهم.. لماذا هم صامتون، ويتركون الساحة لـ " زعيط ومعيط " ، وبعضاً من لاعبين أصحاب الثقافة الضحلة والفكر الضيق، الذين لايرون غير غبار التعصب بعيونهم الضيقة التي يحاولون تكبيرها بالمرود العتيق، أومحاولة تكبير تجويف الدماغ ، تاركين فراغات في الجمجمة، تتسع للخرافة، ورجع صدى الزعيق والنعيق!
أؤكد ؛ دائماً على قول أرى وجوب أن يتخذه أي إعلامي قاعدة نصب عينيه:
إنزل لمستوى الناس لترتقي بهم
ومن أساليب المعالجة؛ أن يتم تشريح الأخطاء وأهلها، وبخاصة تشريح الأدمغة، وتفكيكها، وإعادة التركيب .. والتأكيد؛ أن العلاج يحتاج وقتاً، لتحويل أساليب التشجيع من "الإشعال المنتهى إلى حريق يأكل الأخضر واليابس" إلى "متعة تسر ، وتدفع بالبهجة إلى الإستدامة".
ليعلم الجمهور علم اليقين، أن من خسر اليوم، سيفوز غداً.. لاشئ يبقى على حاله.. فمن “يطقطق” اليوم “ سيتم ”الطقطقه" على رأسه غداَ!.
تلك الأساليب ليست من الفرح شئ .. بل دليل جهل مركب.
وأن من يمارس الشعوذة والتدليس، سيأتي يوم ينقلب فيه السحر على الساحر!
وكما أقول دائماً:
نرى أموراً قد تبدو لنا سيئة، ولكنها في النهاية لصالحنا.
التفرغ لـ " الطقطقة الغبية " على المنافس، تعطي معنى من إثنين أو كلاهما:
شهادة بهيبة المنافس، وبالرعب منه .
وأن " المطقطقين بتلك الأساليب الغبية"، يدل على مستوى عقليتهم، وميل نفوسهم إلى التشاؤوم / بمعنى لايفهمون في ثقافة الفرح والتفاؤل.
لذلك لايفرحون بفوز فريقهم ، بل يتفرغون لنفذ الجهل، وبعضاً من حقد.. والحاقد لايعرف معنى للفرح.
أتحدث عن منهم يتصدرون المشهد.. والغالبية من ضعفاء العقول الجهلة.
أما النسبة للجمهور الصامت، أو ممن يفرح للفوز فقط، فهنيئاً لهم بعقولهم الناضجة ، وبالفرح الحقيقي لفرقهم عند الإنتصار، وأهنئهم على روح الفرسان عند الخسارة.
__________
أهنئ نادي الأهلي بالعودة إلى مكانه.
وأهنئي أنفسنا بجمهوره الراقي الصابر، الوفي.
لن نجد عبر التاريخ جمهوراً بهذا الكم من الوفاء، كجمهور الأهلي.
كثير من الأندية، عندما يخسر فريقها مباراة أو دوري، نجد هم يهجرون الملاعب، وينسحبون من مساندة فريقهم! -وهذا لا أعتبره (زعل أو عتب مؤقت ) بل دليل على عدم وفاء.
بينما شاهدنا كيف كان جمهور الأهلي مع نادية، وقد هبط.. بقي معه يسانده، حتى عاد بشموخ الأوفياء الراقين.
__________
لم أبرح أطرح هذه الأسئلة:
- قل لي من تشجع؛ أقول لك من أنت؟
- قل لي ماذا تُعلم؛ أقول لك أي شعب أنت؟
قل لي ما تبثه وتنشره في الإعلام؛ أقول لك إلى أين أنت ذاهب؟!